أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - اليابان.. أمة لا تنام، العراق.. أمة تريد أن تنام














المزيد.....

اليابان.. أمة لا تنام، العراق.. أمة تريد أن تنام


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك في أغلب مجتمعات العالم، مشتركات تاريخية تكاد تكون متشابهة في الأحداث إلا أنها مختلفة في النهايات، تقود بعضها دوافع نحو النهوض الى أمام دون توقف، وأخرى لا تزال في طور انتظار نزول آية سماوية تحثها على النهوض من سباتها.
بعدما انتهت الحرب العالمية الثانية وما خلفته من ويلات ومصائب، بشرية واقتصادية واجتماعية، وبعدما رجّت أمريكا اليابان رجاً وأخضعتها للاستسلام حينما ألقت النوويتين على هيروشيما وناكازاكي في 6 و 9 اغسطس عام 1945 على التوالي. قررت طوكيو بعد التروي والنظر الى المستقبل بمنظار الثقة والتطلع للنهوض والمواكبة بكل إصرار، أن تغزو العالم وخاصة أمريكا، بثورات مقابلة، لرد الاعتبار بذكاء مفرط يعلوه حب عظيم للوطن والاستعداد لتحقيق أكبر النجاحات بغية كسر شوكة أعدائها، فلم تكن ثورات حربية همجية بالأسلحة العسكرية، إنما من خلال العمل المتواصل والدؤوب الصادق، والبحث والتقصي والاستكشاف والمتابعة بلا ملل، وليس من خلال خطابات تهريجية أو الاكتفاء بإعلان مواقف الاستنكار المملة والتصويت على الشعارات المناهضة في المؤتمرات.
فصالت اليابان وجالت بثوراتها الصناعية العلمية التكنولوجية، لتدخل بعد حين مرحلة منافسة أشهر وأقوى الاسواق العالمية كأسواق الصين وأوروبا وأمريكا وكل العالم دون استثناء. نعم، لقد حققت اليابان نجاحاتها في مختلف المجالات، بعد أن رفعت شعار.. اليابان، أمة لا تنام، لأنها عرفت قيمة العلم وأهمية الانجازات، وبعد أن تكاتف اليابانيون في حب وطنهم والتضحية من أجله، فنذروا جلّ أوقاتهم للعمل والابداع ونثروا في كل الطرقات مفاهيم حب العمل والسهر لأجل إنجاز كل ما يخص شؤون الحياة.
وقد ذكر أحد المتابعين لأخبار اليابان في أحد السنين، قصة قصيرة جداً ذات علاقة، لكنها كانت عجيبة في سردها، ذلك أن من يستمع إليها، يدرك مباشرة، حجم إيلاء اليابان لكل واردة وشاردة، في العلم، لتتبعها والاستفادة منها أقصى استفادة. بل أن القصة دلت ولا تزال على مدى إدراك اليابان لحجم المسؤولية التي واجب عليها تحملها للفترات القادمة بعد الحرب لكي تنهض وتسارع الخطى لأجل الفوز بأعلى المراتب عالمياً.
تقول القصة، أن شاباً كان يعمل في ملحقية سفارة اليابان بالقاهرة، وكان يواظب بحرص شديد وبدعم خاص من حكومته في طوكيو على حضور حصص اللغة العربية في مصر. وبعد أن وصل مرحلة متقدمة من تعلم اللغة العربية، طالبته حكومته بترجمة كتاب " مقدمة ابن خلدون" الى اليابانية. للاستفادة والتعلم منه.
بطبيعة الحال، كلنا يعرف أن كتاب مقدمة ابن خلدون هو من أهم الكتب العربية القديمة في علم الاجتماع. واليابان أدركت بعد خروجها من الحرب خاسرة، أن إنشاد التقدم في مجال واحد دون غيره من المجالات، لا يحقق التقدم العام بصورة متكاملة وصحيحة. فأي مجتمع لو قرر التقدم والتطور، فكرياً وعملياً، عليه التقدم في كافة المجالات سواسية، لا أن يعمل على مجال ويترك مجالاً آخر. لذلك عملت اليابان بسعي متواصل في كافة المجالات دون توقف، حتى أنها اشتهرت بظاهرة غريبة عرفت وقتها بإسم "كاروشي" وهي كلمة يابانية تعني إدمان العمل، هذه الظاهرة أرجعها خبراء الاقتصاد الى أنها كانت السبب الرئيس في احتلال اليابان مرتبة متقدمة عالمياً بعد أمريكا والصين.
في اليابان، وبعد الحرب، نشأ نظام اجتماعي متوحد متماسك، يعي خطورة المرحلة وصعوبتها، ومن أجل تحقيق النصر، عليه، المجتمع الياباني، تجاوز كل المحن بصبر لم يشهده أي مجتمع في العالم، يقول جوشوا ووكر، ممثل المجتمع الياباني في مدينة نيويورك، إن اليابان نموذج عالمي لم يخلق مثله، نموذج يحتذى به في الصمود والسعي والمثابرة. وقد تذكرنا دمية داروما بأننا مهما طرحتنا الأزمات والمصاعب أرضا، لابد أن نستجمع قوانا وننهض من جديد. ويلخص هذه الفكرة مثل ياباني يخاطب الأطفال: "إذا سقطت سبع مرات، يجب عليك أن تقف للثامنة"، ويغرس المجتمع الياباني في نفوس الأطفال الصبر والتحمل منذ الصغر.
في العراق أيضاً، وبعد الحروب التي خاضها، نرى أنه قد نشأ نظام اجتماعي جديد، لكنه بُنيَ من خلال صراعات أناس لا يفقهون ولا يرون في صراعاتهم غير الدفاع عن طائفتهم أو رؤساء طائفتهم، او الدفاع عن مدنهم فقط وليس عن العراق. لقد أصابتهم شيخوخة في عقولهم، واُميتت الخلايا التي تبحث عن الانسان المعاصر، من خلال عمليات الغسيل التي تجري على يد ثلل ممن احتلوا المناصب بلا مؤهلات تذكر أو أسباب. فباتت أفعال وأعمال الناس، غير مقصودة.. تائهون عائمون لا يدركون حجم النتائج المترتبة والتي ستترتب فيما بعد على حياتهم حتى الممات.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسان الغرب لا يبيع عالم الدنيا بطموح عالم الآخرة
- أفول عقول..
- الصورة الإلهية بنظر الماديين
- بين مطار الانبار ومطار دبي الدوليين.. مليارات
- ظاهرة وعاظ السلاطين الأبدية
- أصل الصراع الديني الدنيوي.. أطماع بشر!!
- من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب
- حكم العسكر وسلطة الجيش
- دع فاسدون.. دعني أحكم
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...
- خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق
- كم دولة عربية بحاجة الى قيس سعيد؟
- إرادة الأفراد والإرادات العليا
- صورتان في عالمنا لا تتغيران - الشرق والغرب-
- عراقيون فوق القانون
- دقيقة صمت.. رجاء
- لا تغير في الواقع دون تغيير في الوعي
- هذا ما يجري في العراق كل يوم !!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - اليابان.. أمة لا تنام، العراق.. أمة تريد أن تنام