أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - حكم العسكر وسلطة الجيش














المزيد.....

حكم العسكر وسلطة الجيش


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رضخت مصر ولأكثر من خمسين عاماً الى حكم العسكر. بل أصبح العسكر هو صاحب السلطة في أغلب مواقع وقطاعات الدولة، وطالما تمتع بالنفوذ والتوغل في أوسع دوائرها حتى أضحى القاهر الذي لا تقف بوجهه أية مؤسسة مدنية. وقد تمثل أول دور كبير وخطير له بعد الانقلاب الذي حصل ضد فاروق ملك مصر عام 1952 على يد مجموعة من الضباط كان يقودهم اللواء حرب محمد نجيب والذي تعرض فيما بعد لمؤامرة عزله من قبل عبدالناصر والسيطرة على الحكم، كما فعل صدام حسين في العراق مع الرئيس احمد حسن البكر.
فالمؤسسة العسكرية، كانت منذ الانقلاب الأول ضد الملكية ولحد اليوم هي الحاكم الأعلى في مصر، أي إبان حكم عبدالناصر وإلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد تبلور دور هذه المؤسسة في قيادة البلاد والسيطرة على أغلب مفاصل الحياة، المدنية والعسكرية على حد سواء، دور علله المحللين أنه نشأ نتيجة التبعات الاستعمارية التي طالما عانى منها الشعب المصري، ما حدا الى أن تحولت بعض المراكز العسكرية الى نقاط انطلاق للوقوف بوجه الاستعمار، رافق ذلك بالتزامن فكرة استثمار مبرمج أو استغلال فرصة، يطول الحديث بشأنها، لتحويل تلك الوقفات والمواجهات التي كانت أغلبها سرية، الى غايات وتحقيق حلوم شخصية متعددة للوصول الى سدة الحكم. فتحول إثر ذلك مفهوم جيش السلطة الى سلطة الجيش الحاكم.
وصار الجيش فيما بعد، كشبكة عنكبوتية، هو الحاكم الجديد الذي يقود البلاد، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً وفي كافة مجالات الدولة المدنية في مصر. وقد تطورت سلطته وتمكن في الحقيقة من تحقيق إنجازات عديدة لمصر والمصريين، لكن بشرط مفروض مسبقاً، ألا وهو ان يبقى الجيش هو المهيمن والمسيطر على كل المفاصل الحياتية، خاصة المناصب السيادية والادارية الحساسة في البلاد. بل منح الجيش نفسه سلطات ربما كانت تشريعية غالب الأحيان أو قضائية، خصوصا بعد وضع كافة منشآت الدولة المدنية تحت وصايا القضاء العسكري، ما زاد من مجالات محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية، الرئيس محمد مرسي نموذجاً.
الحال ذاته، ينطبق على دولة العراق، حين قام عبدالكريم قاسم بالانقلاب على الملك فيصل عام 1958 وإعلان الجمهورية العراقية، وإن اختلفت النوايا وتباينت النتائج بعد الانقلاب ما بين مصر والعراق، لكن من تلى قاسم في الحكم حكاماً آخرون، كانوا عسكريون ايضاً. فتحول الجيش بقيادة بعض الضباط الى صاحب السلطة الاول في البلاد.
وقد تمكن عبدالكريم قاسم من تقديم إنجازات كثيرة الى العراق، إلا أنه افتقد الى المثالية في الإدارة وحسن التقييم وتقدير الأمور، ذلك أنه بنى سلطته على قوته ومكانته العسكرية وسط الجيش العراقي، إلا أن ذاك، لم يكن كافياً لإيكال كافة الأمور المدنية، أهمية واسعة. فوقع في أخطاء جسيمة، لم تفسح له المجال أكثر للبقاء في الحكم، وإن كان بقاءه قد ارتهن بعملية اغتيال وتصفية، كانت مدعومة دعماً خارجياً وعربياً تحديداً.
في كلتا الحالتين، نجح الجيش في القضاء على الدور الملكي واستفراده بالخيرات وتبعيته للاستعماريين، كما نجح في تحقيق إنجازات عدة، سواء في مصر أو في العراق، لكن التحول من مفهوم جيش السلطة الى سلطة الجيش كانت بمثابة نقطة التحول السياسي الخطير الذي أودى بمنطق نجاح الانقلاب وأفول أهميته من وجهة نظر الجماهير التي لم تجرأ شرائح واسعة منها على الاعتراض أو إبداء الرفض خوفاً من بطش الجيش وهمجيته في معالجة الأمور الحضارية، إلا الذين انضووا تحت لوائه وتقاسموا معه أو نالوا حصصاً منه، فكانوا عن الجيش راضون.
وأصبح قادة الدولة، مدنيين بمناصبهم، عسكريين بتوجيه أوامرهم ووجوب تنفيذها. ما يعني أنها دول تفتقد الى الديمقراطية ومبادئها، حتى عملية تشكيل الأحزاب المتعددة الاتجاهات، نراها محرمة في ظل حكم العسكر الذي يستند فقط الى قانون الحزب الواحد، وفي هذا الوضع الخطير جداً على مستقبل الأمة، يكون مؤسفاً ان نشهد موت كفاءات أو استشهاد إبداعات علمية أو أدبية أو فنية، يمكن لو عاشت وترعرعت بشكلها الصحيح والمناسب، أن تتطور أكثر وتقود البلاد الى أمام ومن أوسع الابواب، ودون أن تفكر بالهجرة والغربة أبداً، لكن ما بيد الجماهير حيلة، لأن العسكر لا يسمح بولوج أدوار وأفكار تقدمية تحررية في قواميسه وأجنداته، بل أن لغته هي لغة خشنة لا تفهم ولا تدرك معنى لغة الحوار المتمدن أبداً.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دع فاسدون.. دعني أحكم
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...
- خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق
- كم دولة عربية بحاجة الى قيس سعيد؟
- إرادة الأفراد والإرادات العليا
- صورتان في عالمنا لا تتغيران - الشرق والغرب-
- عراقيون فوق القانون
- دقيقة صمت.. رجاء
- لا تغير في الواقع دون تغيير في الوعي
- هذا ما يجري في العراق كل يوم !!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - حكم العسكر وسلطة الجيش