أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - اما زال الشعب مصدر السلطات...كما يُقال ؟














المزيد.....

اما زال الشعب مصدر السلطات...كما يُقال ؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الصغر حشروا في ادمغتنا البريئة، إضافة إلى أمور أخرى مماثلة، هذه الجملة السحرية "الشعب مصدر السلطات" وهمنا على وجوهنا "نناضل" ونسعى جاهدين لتحقيق القليل القليل من هذا المبدأ، الجميل في مظهره والبعيد عن الحقيقة في معناه. وبحكم عملية خداع "ناعمة" تستخدمها معظم الأنظمة وكذلك الأحزاب السياسية بغية الضحك على عقول الآخرين. تمّ استعباد دول وشعوب كثيرة وخضعتْ لعدة عقود لحكّام قلّ نظيرهم في الاستبداد والديكتاتورية والفساد، يتمترسون خلف ستار "الشعب مصدر السلطات" ومعظمهم، في الشرق على سبيل المثال، وصلوا إلى السلطة أما بالوراثة واما بانقلاب عسكري او بتمرد شعبي (يتم تسويقه لاحقا تحت اسم ثورة شعبية) مدعومة عادة من قبل دولة أجنبية، هي أول من ينتهك حقوق ذلك الشعب وينهب خيراته ويمزّق لحمته الاجتماعية، عن طريق بعض العملاء الذين يرددون كالببغاوات في كل محفل بأن الشعب هو مصدر السلطات". وان الشعب انتخبهم واختارهم ليكونوا قادة له. ولكن في واقع الحال، لا سلطة للشعب عليهم. وفي كثير من دول العالم، كالعراق مثلا، يكون الشعب في خدمة النظام الحاكم وليس العكس !
وحتى في الدول التي تتمتع بهامش من الديمقراطية وتجري فيها انتخابات حرّة ونزيهة يتم خداع الشعب بالشعارات البراقة وبالوعود المعسولة والبرامج الوردية التي لا ينفذ منها إلا ما يخدم النخبة الحاكمة. لان الشعب بكل بساطة استُخدم كوسيلة أو "واسطة نقل" للوصول إلى سدّة الحكم. وفي أحيان كثيرة ليس من حق هذا الشعب أن يعترض على ما اختاره بنفسه، اي على حكامه. بدليل أن الحكومات، في امريكا ودول الغرب، تقوم بشن حروب عدوانية ضد الدول الأخرى دون أن يمنحها "الشعب" الحق أو التفويص بذالك. كما تفرض عقوبات لا شرعية ولا أخلاقية على دول وشعوب أخرى، كالعقوبات ضد روسيا التي أثرت بشكل سلبي جدا على شعوب أوروبا.
وكان غزو واحتلال العراق عام ٢٠٠٣ وتدميره المنظم دليلا على كون الشعب لا صوت له، ولا يملك سلطة في منع ذلك العدوان. ونتذكر جميعا أن ملايين الناس في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وامريكا نفسها خرجوا في تظاهرات عارمة ضد غزو واحتلال العراق. وكانوا يشكلون الجزء الأكبر من "الشعب" في بلدانهم. والنتيجة ان الغزو حصل رغم انف الجميع. وحلّ في العراق الدمار والفساد محل "الديمقراطية" وعمّت سياسة المحاصصة العرقية والطائفية المقيتة بدل المساواة والعدالة. ولم يبق أمام الشعب، الذي هو مصدر السلطات على الورق فقط، غير تقبّل الأمر الواقع، ولو على مضض.
ولم يجد نفعا خرزج آلاف المواطنين ولعدة اسابيع من "شعب" دويلة اسرائيل "الديمقراطية جدا" في تظاهرات عارمة ضد التعديلات القضائية التي اقترحتها واصرّت عليها حكومة المجرم نتنياهو. وكان المتظاهرون، حسب وسائل الإعلام العبرية، يمثلون الغالبية العظمى من "الشعب" اليهودي. ومع ذلك لم يأخذ بالحسبان لا تظاهراتهم ولا أصواتهم ولا حتى عدد وحجم المشاركين فيها. كل هذا ضُرب بعرض الحائط ! وبعد ذلك يأتيك واحد بطران فيقول لك:"الشعب هو مصدر السلطات".
طيب، على عيني وعلى راسي. ولكن على الورق فقط.
أما الحديث عن التظاهرات في فرنسا والتي خلّفت دمارا هائلا وحرائق في أكثر من مدينة، واعتقالات بالجملة فليست بعيدة عن مخيلة المتابع. ومازالت أضرارها وتبعاتها ماثلة للعيان. والشعب عندما يتظاهر لا احد يسمع صوته أو يأخذ برأيه. وعندما تقترب الانتخابات فالجميع يتملّق للشعب. لانه مصدر السلطات. كما يُقال !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام اوكرانيا على حافّة الانهيار
- زيلينسكي، كناطحِ صخرةٍ يوما ليوهنها !
- بعضُ -المسائل العالقة- ما زالت عصيّة على الحل !
- يسارهم ويمينهم وجهان لعملة أمريكية واحدة
- من قلّة الخيل شدّوا عالكلاب سروج !
- ٢٨١ حزباً سياسياً في العراق ! ما شاء الله ...
- لا امنح وقع خطاي لرصيفٍ يجهلني
- وفسد فاسدٌ من أهلها !
- اردوغان وزيلينسكي...حفنة وعود اطلسية
- الصفة تتبع الموصوف...في العراق يحصل العكس !
- يا نمرود الانبار...من أين لك هذا وذاك؟
- سبحان الشيّخ العگروگ عل الرگ...زيلينسكي نموذجاً
- الكلمات الرنّانة والعبارات الطنّانة لا تغيّر أنظمة ولا تُسقط ...
- دائما في الاتجاه الخطأ...وعلى نفقتي الخاصة !
- يا اشقاءنا في الوطن، لماذا تكرهوننا؟ (الى هذه الدرجة !)
- يا حسافة...ما دامتْ الفرحة يا زيلينسكي !
- بارزاني في انقرة: ذهب ليُقرّب بعيداً ويُبعد قريباً !
- وشهد شاهدٌ من اهلِها...ومن اهلِنا أيضا !
- اذا كان جو بايدن بالدّفِ ناقراً...
- يا بارزاني: اذهب انت وربّك الأمريكي...انا هاهنا قاعدون !


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - اما زال الشعب مصدر السلطات...كما يُقال ؟