أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يا بارزاني: اذهب انت وربّك الأمريكي...انا هاهنا قاعدون !














المزيد.....

يا بارزاني: اذهب انت وربّك الأمريكي...انا هاهنا قاعدون !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 00:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من لديه اذن شديدة الحساسية يستطيع ان يسمع صوت بافل طالباني، رئيس حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو يردّد بنشوة المنتصر:
"يا بارزاني اذهب انت وربك الأمريكي...انا ها هنا ( في البرلمان العراقي) قاعدون ! ".


بعد ان تم التصويت بالاغلبية على بعض الفقرات من المادة 14 من قانون الموازنة العراقية، ودون الضوء الاخضر من العائلة الحاكمة في اربيل، خرج السيد مسعود البارزاني شاهرا على الناس سيفه، مهددا متوعدا في تصريح خطير للغاية، ولسان حاله يقول: "كردستان ليست خط احمر بل خط الموت. اما كردستان واما الفناء". وهو يقصد في واقع الحال ما يلي: "اما انا واما الفناء".
ان كلاما من هذا الوزن والخطورة يفترض ان لا يصدر عن شخص يقال أنه صاحب خبرة وتجربة وحكمة سياسية، وغير ذالك من الصفات الايجابية. ان هذا التصريح يصدر عادة عن أمراء الحرب الذين لا يعرفون طريقا اخر للتعامل مع الخصوم الا طريق الحرب والاقتتال واللجوء الى القوة.
ولكن من غير الواضح في تهديد البارزاني هذا من هو المقصود بالفناء؟ هل هو الاقليم ام العراق ام العالم برمته؟ ربما الاسابيع او الاشهر القادمة سوف تكشف لنا من الذي سيتعرض للفناء "السياسي" قبل غيره. خصوصا وأن البارزاني وحزبه العائلي فشلوا فشلا ذريعا في تمرير مشاريعم واهدافهم الخاصة ووضعوا أنفسهم في مرمى نيران الجميع. واصبحوا محط انظار الكارهين لهم والحانقين على تصرفاتهم المثيرة للاستياء والجدل.
وكما حصل بعد فشل استفتاء الانفصال عام ٢٠١٧ لم يبخل مسعود البارزاني هذه المرة في توزيع التهم الباطلة ضد الاخرين. واولهم غريمه "الاتحاد الوطني الكردستاني" بقيادة العراقي الكردي بافل طالباني. واتهمهم بالخيانة والتآمر "مع من تآمروا يا سيد بارزاني" . يا من لا تؤمن بالتعددية الحزبية ولا بالاختلاف في الاراء والتوجهات ولا بالنظام البرلماني ولا بالنظام الفيدرالي. وتعتبر العراق بقرة حلوب او جمعية خيرية وليس وطن للجميع.
ان مفردات مثل مؤامرة وخيانة "بعض الكرد" او شوفينية البعض الآخر، هي اول "الاسلحة" الفاسدة التي يستخدمها البارزاني ضد الخصوم. وهي نفس المفردات التي استخدمت عام ٢٠١٧ بعد انفصاله الفاشل. أعادها علينا اليوم بعد أن حاول فرض شىروطه ومطالبه في الصراع الدائر حول قانون الموازنة الاتحادية.
هذا الرجل يعاني من عقدة الخيانة التي مارسها على مدى سنين طويلة. وكما يقول المثل الشعبي "اللي بعبّه صخل يمعمع". لهذا فالرجل لا يجيد سوى المعارضة والوقوف ضد الجميع عندما تتعرض مصالحه الحزبية والعائلية إلى الخطر. دأب منذ سنوات على العزف المنفرد على وتر القومية ومداعبة مشاعر الناس البسطاء في الاقليم لغايات لا علاقة لها ابدا بما يسمى ب "حقوق شعب كردستان" الذي يعاني الأمرين من حكم العوائل المتسلّطة عليه بقوة المال والسلاح.
ما زال هذا الرجل يعيش في عقلية وثقافة الستينات التي عفى عليها الزمن. واصبحت ذكريات في الكتب القديمة. جعل البارزاني من نفسه وباصرار وعناد وتطرّف حجر عثرة في طريق كل مشروع أو عمل سياسي فيه مصلحة او فائدة للعراقيين جميعا. فلا المواطن الكردي استفاد من كل "انجازات" البارزاني المزعومة ولا بقية العراقيين. ومن النادر جدا أن تراه منسجما او متفقا مع بقية القوم.
وفي آخر تصريح منافي للواقع اتهم حزب البارزاني الموازنة الاتحادية واصفا اياها بالعنصرية والشوفينية. والحقيقة لا أدري اين هي "العنصرية" في مشروع موازنة اتحادية وافقت وصوتت عليها جميع الاحزاب الكردية الاخرى؟ اليس موقفه هذا دليل على عنصريته المتجذّرة؟
والاسوا من ذلك ان رجال البارزاني قالوا انهم سوف يتوجهون الى المحكمة الاتحادية للطعن ببعض فقرات المادة 14. يا سبحان الله ! اعترفوا أخيرا بالمحكمة الاتحادية!
والفقرة التي لم تعجبهم،(فقرة 8) تمت اضافتها من قبل غريمهم، والان عدوهم اللدود، حزب بافل طلباني ونالت موافقة الآخرين. والسؤال الذي يستحق الطرح هو: باي وجه يذهبون الى المحكمة الاتحادية بعد ان نعتوها قبل اقل من شهر بابشع الاوصاف، وشككوا في دستوريتها وطعنوا في نزاهتها ومصداقيتها. الى درجة انهم شبهوها ب "مجلس قيادة الثورة" في زمن النظام السابق. وهذه الانهامات ضد المحكمة العليا تعتبر جرائم في اية دولة من دول العالم. ان الاولى بهم ان يقدموا رسالة اعتذار الى المحكمة الاتحادية والالتزام والتنفيذ غير المشروط بما يصدر عنها من قرارات تتعلق بالاقليم.



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجر عثرة مدبّب الأطراف
- قصيدة من مخلًفات الحاضر
- تنهال عليهم الصفعات ولكنهم لا يعقلون
- متى -يتأقلم- الاقليم مع العراق والعراقيين؟
- امرأتان تتنازعان على عرش العراق
- هذه الدنيا... يومٌ لك وعشرةٌ ايامٍ عليك !
- ديمقراطية العراك بالايدي والتنابز بالالقاب
- القمّة العربية: شعيط ومعيط وزيلينسكي جرّار الخيط...
- اطلبوا الديمقراطية ولو كانت في تركيا
- احلام يقظة تتدلى من اهداب المساء
- ما حاجة العراق الى انتخابات جديدة ؟
- خروج امريكا من جامعة الدول العربية...
- كمائن العيون وشِراك الجفون...
- هذا الاقليم ما زال يثير اعجابي ودهشتي !
- إن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها...
- اما زال المثقفون على قيد الحياة - الثقافية؟
- ما ثمن الرهان على الجنرال البرهان ؟
- الهجوم المُضاد في ذروة الكلام المُعاد
- مقارنة بين الدولار العراقي والدينار الأمريكي...
- الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره...


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعلن مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنو ...
- أردوغان: فرص نجاح مبادرات السلام الأحادية دون مشاركة روسيا ض ...
- مصر: أفرجوا فورًا وبدون شروط عن الناشط السياسي البارز محمد ع ...
- إسرائيل تعلن مقتل -قائد القوة البحرية- لحماس
- مراسل RT: قصف مدفعي إسرائيلي في محيط المستشفى الكويتي وسط مد ...
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: قد يكون هذا الصيف -ساخنا- في الشمال ...
- -جداول الحياة-.. أداة جديدة تتنبأ بمدة حياة قطتك
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قائد القوة البحرية التابعة لحماس ...
- ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يا بارزاني: اذهب انت وربّك الأمريكي...انا هاهنا قاعدون !