أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - خروج امريكا من جامعة الدول العربية...














المزيد.....

خروج امريكا من جامعة الدول العربية...


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد اعوام من الحرب والدمار والعقوبات والعزلة وظلم ذوي القربى العرب الذي هو (اشدّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند) وقانون قيصر الامريكي سيء الصيت والسمعة، عادت سوريا إلى احضان الجامعة العربية. وربما العكس هو الصحيح. لتشغل مقعدها من جديد بعد أن تخلّت امريكا عن هذا "المقعد" الذي بدأت فائدته تتضاءل تدريجيا خصوصا بعد الحرب الروسية الأوكرانية. وتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. والتقارب الحثيث بين تركيا وسوريا والزلزال المدمر الذي ضرب البلدين مخلفا وراءه آلاف الضحايا وخراب هائل في المدن والبلدات التي وقع فيها. يضاف الى ذلك بطبيعة الحال الدور الخلاق الذي لعبته، في السنوات الاخيرة، كل من جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، في "حلحلة" الكثير من القضايا والملفات الشائكة في الشرق الأوسط.
أن رياح التغيير قد لا تجري بالسرعة التي نتمناها نحن ابناء المنطقة. لكنها مع ذلك بدأت تحرّك أكثر من ساكن وعلى اكثر من مستوى وفي مناطق مختلفة. وأخذت، كنتيجة حتمية لذاك، تثير حماس ورغبة شعوب كثيرة وتدفعها نحو البحث عن وسائل وسبل جديدة للخلاص من هيمنة وتسلٌط وتهديد امريكا المستمر لكل من يرفع رأسه وصوته مطالبا بشيء من "الهواء النقي" في العمل السياسي. كالحرية الكاملة في اتخاذ القرار الوطني المناسب.
يمكن القول ان امريكا خرجت من الجامعة العربية بلا رجعة، لكنها لم تخرج بعد من الأراضي السورية. ولم تكفّّ عن سرقة النفط والقمح السوري وتهرّيبه عبر عملاء محليين ( يسمون أنفسهم حلفاء امريكا) إلى شمال العراق حيث يوجد هناك عملاء أكثر اخلاصا وانبطاحا وانصياعا لكل ما هو امريكي.حتى لو كان بائع متجول !
بطبيعة الحال أن أمريكا غير راضية عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لتمارس دورها الذي أبعدت عنه بقرار امريكي وصل على جناح السرعة وتنفيذ عربي محكم وعلى جناح السرعة أيضا. ولان امريكا تريد ان تكون لها الكلمة الاولى والاخيرة في شؤون العالم. وشؤون العرب بشكل خاص. فانها سوف تبذل جهود مضاعفة لوضع العراقيل امام اي تقارب حقيقي بين الدول العربية وسوريا. ولعلّ الاسابيع القادمة كفيلة بإعطاء صورة أكثر وضوحا حول هذا الموضوع.
وبالرغم من أن عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية الدافيء، من قلّة العمل وكثرة الترهّل، قد لا تغيٌر شيئا في مجرى الاحداث الجارية في المنطقة، الا أنها عودة لها دلالات رمزية كبيرة. وتعتبر "صفعة" على وجه المخرف جو بايدن. كما تشكل عودة سوريا الى الجامعة العربية نوعا من الانتصار المعنوي والسياسي للنظام السوري وللرئيس بشار الأسد تحديدا. بالرغم من كل ما قيل وكُتب وروّج ضده على مدى سنين طويلة. وفي نهاية مطاف الازمة التي لم تنته بعد خرج جميع اللاعبين صفر اليدين. واولهم امريكا وتركيا واسرائيل، وحفنة من الدول العربية التي هدرت ملايين الدولارات وبذلت جهود جبارة ضد سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد. الذي راهن واعتمد بشكل كبير على لاعبين اساسيين ومؤثرين (واحد مهاجم والآخر مدافع) في شؤون المنطقة: إيران وروسيا.
وبعد ان استسلم الحكّام العرب إلى الأمر الواقع الذي يقول إنه لا يمكن تهميش واقصاء وعزل دولة عربية مهمّة مثل سورية. غيّروا مجرى أفكارهم التي كانت تطبخ عادة في واشنطن. وأخذوا ينظرون إلى الواقع بشيء من الواقعية، مستغلين، ولو بشكل متواضع، بداية انحسار نفوذ واشنطن في المنطقة بعد عقود أمريكية عجاف بالمعنى الدقيق للكلمة. واذا جرت الرياح كما تشتهي سفن النظام السوري، وهو أمر غير مستبعد، فإن الرئيس بشار الاسد، اذا رغب في ذلك طبعا، يمكن أن يكون "نجم" القمة العربية المقبلة في الرياض. وان يحقق، في الاعلام العربي الرسمي على الاقل، شهرة تتجاوز شهرة رونالدو وميسّي وهالاند مهاجم فريق مانشيستر سيتي الانگليزي...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمائن العيون وشِراك الجفون...
- هذا الاقليم ما زال يثير اعجابي ودهشتي !
- إن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها...
- اما زال المثقفون على قيد الحياة - الثقافية؟
- ما ثمن الرهان على الجنرال البرهان ؟
- الهجوم المُضاد في ذروة الكلام المُعاد
- مقارنة بين الدولار العراقي والدينار الأمريكي...
- الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره...
- الفيسبوك اصدقُ انباءً من الكُتبِ...
- السفراء يتبعهم الغاوون !
- نجوم بثيابٍ من سندسٍ واستبرقٍ وطلاسم
- اردوغان ضرب عصفورين بأنبوب نفط واحد...
- نزهة المشتاق بين دكاكين احزاب العراق
- الهجوم تركي والهدف سوري والسماء عراقية
- لحظة وداع رتّّبت على عجل !
- الاتفاق بين بغداد واربيل زادني تشاؤماً !
- العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ
- واعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا...
- اصبحتُ كمن اصابه مسٌّ من الشجون
- كردستان العراق كيان كارتوني ؟ وشهد شاهدٌ من اهلها !


المزيد.....




- -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو ...
- قوة متعددة الجنسيات في غزة.. انفتاح -عربي- على فكرة سبق رفضه ...
- كيف يتحرك سكان القطاع المحاصر بحراً وجواً وأرضاً منذ 15 عاما ...
- هربًا من أزمات نفسية تلاحقة منذ السابع من أكتوبر.. جندي إسرا ...
- خطاب منتظر لبايدن في ذكرى المحرقة يركز على -الحاضر-
- الحرب في غزة تهيمن على جوائز بوليتز الأمريكية مع مكافأة للرو ...
- بلقاسم بوقنة.. سفير الأهازيج والأشعار البدوية التونسية
- أبو عبيدة يعلن وفاة أسيرة إسرائيلية بعد إصابتها بقصف الاحتلا ...
- خبير عسكري: سيطرة الاحتلال على معبر رفح بداية العمليات المحد ...
- ماذا يعني احتلال معبر رفح سياسيا وإنسانيا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - خروج امريكا من جامعة الدول العربية...