الرسالة الطويلة ، جورج كينان

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرسالة الطويلة
في شباط 1946 ، ساعدت " الرسالة الطويلة " لجورج ف. كينان من موسكو في توضيح موقف الحكومة الأمريكية المتشدد بشكل متزايد ضد السوفييت وأصبحت أساسا لاستراتيجية "الاحتواء" الأمريكية تجاه الاتحاد السوفيتي طوال فترة الحرب الباردة.
النقاط الرئيسية للرسالة:
=============
• في شباط 1946 ، سألت وزارة الخارجية الأمريكية جورج ف. كينان ، ثم في سفارة الولايات المتحدة في موسكو ، لماذا يعارض الروس إنشاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
• رد كينان بتحليل واسع النطاق للسياسة الروسية فيما يسمى الآن " الرسالة الطويلة ".
• شدد كينان في " الرسالة الطويلة " على أن الاتحاد السوفييتي لا يرى إمكانية تعايش سلمي طويل الأمد مع العالم الرأسمالي وأن أفضل استراتيجية هي "احتواء" التوسع الشيوعي حول العالم.
• بعد مرور عام ، نشر كينان مقالا تحت اسم مستعار مجهول "X" يلخص ويوضح تحليله في " الرسالة الطويلة ".
• شكلت المواقف والاستراتيجيات التي تم الترويج لها في هاتين الوثيقتين ، أي استراتيجية "الاحتواء" ، أساس نهج أمريكا تجاه الاتحاد السوفيتي في معظم فترات الحرب الباردة.

العناصر الاساسية للرسالة:
==============
كانت برقية عام 1946 من قبل الدبلوماسي الأمريكي جورج ف. كينان أثناء إدارة ما بعد الحرب العالمية الثانية للرئيس الأمريكي هاري ترومان والتي أوضحت سياسة الاحتواء تجاه الاتحاد السوفيتي.
سياسة الاحتواء
=========
وهي استراتيجية عسكرية لوقف توسع العدو. من المعروف أنها سياسة الحرب الباردة للولايات المتحدة وحلفائها لمنع انتشار الشيوعية.
ملخص:
=====
بدأت المرحلة الأولى من الحرب الباردة في أول عامين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945. وعزز الاتحاد السوفياتي سيطرته على دول الكتلة الشرقية ، بينما بدأت الولايات المتحدة استراتيجية احتواء عالمية لتحدي الاتحاد السوفيتي. كانت القوة، وتقديم المساعدات العسكرية والمالية لدول أوروبا الغربية. تمثلت إحدى اللحظات المهمة في تطوير استراتيجية الحرب الباردة الأمريكية الأولية في تسليم " الرسالة الطويلة " الذي أرسله الدبلوماسي الأمريكي جورج كينان من موسكو في عام 1946.
ناقش كينان في كتبه " الرسالة الطويلة " وما تلاها من مقالات عام 1947 بعنوان "مصادر السلوك السوفيتي" بأن النظام السوفييتي كان بطبيعته توسعيا وأنه يجب "احتواء" تأثيره في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية الحيوية للولايات المتحدة. قدمت هذه النصوص تبريرًا لسياسة إدارة ترومان الجديدة المناهضة للسوفييت. لعب كينان دورا رئيسيا في تطوير برامج ومؤسسات الحرب الباردة النهائية ، ولا سيما خطة مارشال.
" الرسالة الطويلة "
==========
في موسكو ، شعر كينان بتجاهل آرائه من قبل هاري إس ترومان وصناع القرار في واشنطن. حاول كينان مرارا وتكرارا إقناع صانعي السياسة بالتخلي عن خطط التعاون مع الحكومة السوفيتية لصالح مجال سياسة التأثير في أوروبا لتقليل سلطة السوفييت هناك. اعتقد كينان أن هناك حاجة إلى إنشاء اتحاد في أوروبا الغربية لمواجهة النفوذ السوفيتي في المنطقة والتنافس ضد المعقل السوفيتي في أوروبا الشرقية.
خدم كينان كنائب لرئيس البعثة في موسكو حتى نيسان 1946. قرب نهاية تلك المدة ، طلبت وزارة الخزانة من وزارة الخارجية توضيح السلوك السوفييتي الأخير ، مثل عدم ميلها لتأييد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. رد كينان في 22 شباط 1946 ، بإرسال برقية من 5500 كلمة (يُشار إليها أحيانا بأكثر من 8000 كلمة) من موسكو إلى وزير الخارجية جيمس بيرنز يحدد استراتيجية جديدة للعلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي.
وصف كينان التعامل مع الشيوعية السوفيتية بأنه "بلا شك أعظم مهمة واجهتها دبلوماسيتنا ، وربما أعظم مهمة يجب أن تواجهها على الإطلاق". في القسمين الأولين ، طرح مفاهيم أصبحت أساس سياسة الحرب الباردة الأمريكية:
• اعتبر الاتحاد السوفياتي نفسه في حالة حرب دائمة مع الرأسمالية.
• كان الاتحاد السوفياتي ينظر إلى الجماعات اليسارية ، ولكن غير الشيوعية ، في البلدان الأخرى على أنها عدو أسوأ من الأعداء الرأسماليين.
• سوف يستخدم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الماركسيين الذين يمكن السيطرة عليهم في العالم الرأسمالي كحلفاء.
• لم يكن العدوان السوفييتي في الأساس متوافقا مع آراء الشعب الروسي أو مع الواقع الاقتصادي ، ولكنه كان متجذرا في القومية الروسية التاريخية والعصاب.
• أعاق هيكل الحكومة السوفيتية الصور الموضوعية أو الدقيقة للواقع الداخلي والخارجي.
بحسب كينان ، لم ير الاتحاد السوفييتي إمكانية التعايش السلمي طويل الأمد مع العالم الرأسمالي. كان هدفه الدائم هو النهوض بالقضية الاشتراكية. كانت الرأسمالية تهديدا لمُثُل الاشتراكية، ولا يمكن الوثوق بالرأسماليين أو السماح لهم بالتأثير على الشعب السوفيتي. لم يكن الصراع المباشر أبدا وسيلة مرغوبة لنشر القضية السوفيتية، لكن عيونهم وآذانهم كانت دائما مفتوحة لفرصة الاستفادة من "الأنسجة المريضة" في أي مكان في العالم.
في القسم الخامس ، كشف كينان نقاط الضعف السوفييتية واقترح استراتيجية أمريكية ، مشيرا إلى أنه على الرغم من التحدي الكبير ، "إيماني بأن المشكلة تقع ضمن قدرتنا على الحل - وذلك دون اللجوء إلى أي صراع عسكري عام." جادل بأن الاتحاد السوفيتي سيكون حساسا للقوة ، وأن السوفييت كانوا ضعفاء مقارنة بالعالم الغربي الموحد ، وأن السوفييت كانوا عرضة لعدم الاستقرار الداخلي ، وأن الدعاية السوفيتية كانت سلبية ومدمرة في المقام الأول.
كان الحل هو تقوية المؤسسات الغربية لجعلها حصينة أمام خطر التحدي السوفياتي في انتظار تهدئة النظام السوفياتي.
المقالة الغامضة /إكس/:
=============
على عكس" الرسالة الطويلة " ، فإن مقال كينان الذي تم توقيته جيدا في عدد تموز 1947 من فورين أفيرز بالاسم المستعار " إكس " ، بعنوان "مصادر السلوك السوفيتي" ، لم يبدأ بالتأكيد على "الشعور الروسي التقليدي والغريزي بانعدام الأمن" ؛ وبدلا من ذلك ، أكدت أن سياسة ستالين قد تشكلت من خلال مزيج من الأيديولوجية الماركسية و اللينينية ، التي دعت إلى الثورة لهزيمة القوى الرأسمالية في العالم الخارجي وتصميم ستالين على استخدام مفهوم "التطويق الرأسمالي" لإضفاء الشرعية على نظامه التنظيمي للمجتمع السوفيتي. أنه يمكن أن يعزز سلطته السياسية. ناقش كينان بأن ستالين لم يستطع أن يهدئ التصميم السوفييتي المفترض للإطاحة بالحكومات الغربية. هكذا، يجب أن يكون العنصر الرئيسي في أي سياسة للولايات المتحدة تجاه الاتحاد السوفيتي هو احتواء طويل الأمد وصبور ولكن حازم ويقظ للتوجهات الروسية التوسعية... الضغط السوفيتي ضد المؤسسات الحرة في العالم الغربي هو شيء يمكن احتوائه من قبل الكفاءات والذكاء. التطبيق اليقظ للقوة المضادة في سلسلة من النقاط الجغرافية والسياسية المتغيرة باستمرار، والتي تتوافق مع التحولات والمناورات في السياسة السوفيتية، ولكن لا يمكن إغفالها أو التحدث عنها من الوجود.
سرعان ما بدأ نشر " المقالة الغامضة /إكس/" أحد أكثر النقاشات حدة في الحرب الباردة. انتقد والتر ليبمان ، المعلق الأمريكي البارز في الشؤون الدولية ، بشدة المقالة الغامضة /إكس/ وجادل بأن استراتيجية كينان للاحتواء كانت " استراتيجية وحشية " لا يمكن تنفيذها إلا من خلال تجنيد ودعم مجموعة غير متجانسة من الأقمار الصناعية والعملاء والوكلاء والدمى. وناقش ليبمان بأن الدبلوماسية يجب أن تكون أساس العلاقات مع السوفييت. واقترح أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من أوروبا وإعادة توحيد ألمانيا ونزع سلاحها. في غضون ذلك ، تم الكشف بشكل غير رسمي أن السيد إكس هو بالفعل كينان. يبدو أن هذه المعلومات تعطي المقالة الغامضة /إكس/ حالة الوثيقة الرسمية التي تعبر عن سياسة إدارة ترومان الجديدة تجاه الاتحاد السوفيتي. في السنوات التي تلت ذلك ، ثبت صحة هذا التفسير من خلال الإجراءات التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة تجاه الشؤون الخارجية ، بما في ذلك دخول الحرب الكورية وحرب فيتنام.
المراجع:
=====
• The Long Telegram
o “George F. Kennan.” https://en.wikipedia.org/wiki/George_F._Kennan. Wikipedia CC BY-SA 3.0.
o “X Article.” https://en.wikipedia.org/wiki/X_Article. Wikipedia CC BY-SA 3.0.
o “George_F._Kennan_1947.jpg.” https://en.wikipedia.org/wiki/X_Article#/media/File:George_F._Kennan_1947.jpg. Wikipedia CC BY-SA 3.0.
o George F Kennan: George F. Kennan in 1947, the year the “X Article” was published. .

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات