أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - القنابل العنقودية والضفدع














المزيد.....

القنابل العنقودية والضفدع


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 17:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في موروثنا الشعبي ان الضفدع وضع على كرسي من الذهب ولكنه أبى إلا ّ ان يقفز في المستنقع ،وهذا يذكرني بدولة عظمى حازت كل أنواع الخيرات ودانت لها الأرض ولكنها تأبى الى ان تعيش خلق أولئك الأجداد الذين استخدموا السلاح الناري للبطش بوحشية بسكان أمريكا الأصليين " الهنود الحمر " والذين كانوا أقواما ً مسالمين لايمتلكون من السلاح سوى القوس والسهم !
ثم جلسوا في ارضهم وتنعموا بخيراتهم .
في هذا العصر تعلن أمريكا نفسها زعيمة للعالم الحر والمدافعة عن حقوق الأنسان والحيوان ولكنها تستخدم أقذر ماعرفته البشرية من اسلحة بمناسبة وبدون مناسبة ، فقط هي عودة على ذي بدء ،عودة لمهنة الأجداد الأوائل الذين مثلوا بالهنود الحمر وسرقوا ارضهم !
في يوم مشمس من ايام الجنوب العراقي من عام 1991 م،وتحديدا ً في وسط مدينة الناصرية حيث كانت أمريكا تطبق على أهل العراق بالحصار الأقتصادي والذي هو من أسلحتها القذرة أيضا ً التي تنال فيها من الطفل والمرأة والشيخ ولاتفرق بين مدني وعسكري ،وبين مسؤول في الحكومة أو انسان بسيط لاذنب له ،وقتها كان أهل الناصرية يبحثون عن لقمة لسد الرمق ،حيث ضاع الخبز والطحين والحبوب بأنواعه ،وكانت المنطقة التي تباع فيها الحبوب والطحين "منطقة السيف " تعج بالمدنيين من النساء والأطفال ،وفي وقت مبكر من صبيحة ذلك اليوم أمتلأت سماء الناصرية بالطائرات الأمريكية المقاتلة والتي تشابه وحوش كاسرة محلقة وخلال لحظات أنقضت على منطقة بيع الطحين والتي تعج بالمدنيين وكانت الطائرات ترمي بحاويات من " القنابل العنقودية " مستهدفة المدنيين حيث كانت الخسائر كارثية وأختلط الحابل بالنابل حيث لم يتمكن البعض من معرفة الشهداء بسبب احتراق وجوهم واجسادهم ،فيما توفي البعض الأخر منهم بشظايا صغيرة ولكنها قاتلة ،أنتشرت في كافة ارجاء المكان مسببة خسائر كارثية .
في نفس الوقت كانت طائرات أخرى تغير على جسر النصر الحديدي الذي يربط ضفتي الفرات في وسط الناصرية والذي كان وقتها مكتظا ً بالعشرات من السابلة ،والذي لم يمت بالقصف فقد مات بالغرق، حيث دمرت الصواريخ الجسر و جعلت أجزاءه متناثرة ومختلطة بالجثث وغارقة في الماء .
لقد ترك الأمريكان ذكريات مؤلمة لايمكن ان ينساها من عاشها من شعب العراق ،ومن الضروري ان يسمعها الجيل الجديد الذي قد ينخدع بأعلام أمريكا المظلل ، مع ان أمريكا تعيد مثل هذه الأفعال غير أبهة بالرأي العام، حيث ان عشرات من دول العالم أعتبرت القنابل العنقودية أسلحة محرمة ومن وسائل القتل الجماعي القذرة ، وقد أدى إلقاء الجيش الأمريكي للملايين منها خلال حرب فيتنام في سنوات 1960 و1970، إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا .
و ان حوالي 120 بلدا بما في ذلك عدة دول أوروبية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية وتخزينها وتسويقها في إطار اتفاقية أوسلو التي اصبحت سارية منذ عام 2008م .
غير ان أمريكا تقدمها هدية لساحة المعركة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا متفاخرة بسلاحها القذر وغير سامعة لأصوات التنديد التي ارتفعت من هنا وهناك وحتى من داخل الشعب الأمريكي المخدر بأعلام ساسته .
أقذر أنواع الأسلحة أستخدمتها أمريكا في العراق :
مما لاشك فيه ان أمريكا وحلفائها الذين يتباكون اليوم ضد احتلال روسيا لأراضي من أوكرانيا ،قد اشتركوا بجرائم لن ينساها التاريخ ضد الشعب العراقي ، فقد كانوا يتسلحون بأحدث ماانتجته البشرية من السلاح المحرم الحديث ،ولم يكن تسليح الجيش العراقي من عداد هذه الدول الكبرى ،وكان الأولى ان لايبطشوا بشعب أعزل ولكنهم فعلوا :
- قبل ان تصل جيوشهم استخدموا سلاح الحصار الأقتصادي فضاع الغذاء والدواء وكل مايمت للمدنية بصلة .
- استخدموا اليورانيوم المنضب بقذائفهم ضد الدبابات والدروع ممانشر الأشعاع والسرطانات على مساحات واسعة من ارض العراق .
- استخدموا كل الأسلحة المحرمة التي نعرفها والتي لانعرفها ،كالقنابل العنقودية داخل المدن وضد المدنيين وبشهادات موثقة .
- تدخلوا بصورة مباشرة وبغير مباشرة في استولاد المجاميع الأرهابية كداعش واخواتها ،ورغم ان العراق تحت احتلالهم وهم المسؤولين ،فقد احتل داعش مساحات شاسعة من الاراضي العراقية وقتل ودمر كل ما مربه في طريقه .
ويستمرون الى هذا اليوم يغلقون منافذ العراق ولايسمحون بعودة البنى التحتية كالكهرباء مثلا ً متذرعين بأسباب واهية ،كما انهم يمسكون بخناق العراق اقتصاديا ً بتحكمهم بواردات النفط العراقي وبقيمة الدينار .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح نازي استخدمه الأمريكان ضد العراقيين
- هل بات انهيار الدولار وشيكا ً ؟
- زلزال تركيا هل كان بفعل الطبيعة فقط ؟
- الدولار والأخطاء الأستراتيجية
- قرار الأمم المتحدة .. عالم بوجهين !
- أمريكا والعراق .. الكابوس المتبادل :
- قمة العرب مضحكة مبكية
- شعبية بوتين متأتية من السلوك الأمريكي الغربي
- النفاق الأمريكي الغربي بين الحرب الأوكرانية وحرب غزة
- اتفاقات ابراهام والعراق
- اذا لم تكن ذئبا ً أكلتك الذئاب
- ما الذي أضطر أمريكا لمواجهة روسيا ؟
- الأنتخابات العراقية واللبنانية ونتائج الأحزاب الحاكمة
- خطيئة العراق وليبيا وروسيا واحدة ..الدولار !
- ماحقيقة المختبرات البيولوجية في أوكرانيا ؟
- بوتين مجرم حرب ورؤساء أمريكا حمامات سلام وديعة !
- تجمع الثعالب على العراق يخيفه بوتين
- غزوأوكرانيا تهويل أمريكي أم حقيقة روسية
- داعش تعود برغبتهم وحسب الطلب !
- عرب اليوم لاجاهلية ولااسلام !


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طاهر مسلم البكاء - القنابل العنقودية والضفدع