|
هل بات انهيار الدولار وشيكا ً ؟
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 01:28
المحور:
الادارة و الاقتصاد
بعد الحرب العالمية الثانية بنت أمريكا نظام نقد عالمي يخدم مصالحها ،أساسه الدولار وربطت الدولار بالذهب بسعر ثابت قدره 35 دولارا للأونصة، وهو ما شجع البنوك حول العالم على اعتماد الدولار في احتياطياتها ،حتى عام 1971 م حيث تنصلت أمريكا من الأعتماد الذهبي . ولتعالج الأمر قامت واشنطن، والتي تعتبر من أكبر المستهلكين للطاقة، بربط عمليات شراء النفط بالدولار، ومنذ ذلك الوقت، ظهر مصطلح البترودولار . والنفط لم يختر اعتباطيا ً بل لأنه أكبر سوق للسلع الأساسية وأكثرها استراتيجية في العالم، حيث ان قيمة الإنتاج السنوي لسوق النفط أكبر بعشر مرات من سوق الذهب. وقد قاتلت الولايات المتحدة للأبقاء على هيمنة الدولار عالميا ً، فعلى سبيل المثال حاول عدد من الرؤوساء التخلي عن هيمنة الدولار وبيع النفط بغيره من العملات ليكون مصيرهم الموت، كما حصل مع الرئيس العراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي ، وقد دمرت بلدانهم بحجج واهية . لكن الأمر ييدو مختلفا بظهور قوى نووية عظمى مثل روسيا والصين تتحدى الدولار وتفصح عن محاولات استبداله أو اشهار عملات اخرى لمنافسته ومن الطبيعي ان على أمريكا ان تعي ان الصين ليسَت العراق الذي كان مُحاصَرًا لمُدّة 13 عامًا، وخارِجًا لتوّه من حَربِ الثَّماني سنوات مع إيران، وفلاديمير بوتين ليسَ معمر القذّافي، وهو يتربّع على عَرشِ دَولةٍ عُظمَى تَملُك آلاف الرُّؤوس النَّوويّة. ان حَرب العُملات التي تشن اليوم هدفها الأطاحَة بالدولار الأمريكي عَن عَرشِه الذي تربّع عليه مُنذ الحرب العالميّة الثانية ، واذا اصرت أمريكا على المواجهة فقد تتطوّر هذه المواجهات إلى حَربٍ عالميّةٍ ثالِثَةٍ . ومن هذا المفهوم فأن الولايات المتحدة لم تختار الدخول في صراع عسكري مباشر مع هاتين القوتين على الرغم من اتخاذهم خطوات بالتخلي عن "البترو دولار". ولكنها تحاول مواجهتهما بصورة غير مباشرة كما يحصل اليوم من وقوف أمريكا في الحرب الأوكرانية بالضد من روسيا ودعم تمرد تايوان بالضد من الصين . منافسة الدولار : روسيا هي أكبر منتج للطاقة والصين هي أكبر مستورد للطاقة، وروسيا تعتبر من أكبر الموردين للنفط إلى الصين ،فقد ابتدأت فكرة النظام الجديد حيث يتم الأستغناء عن الدولار ،ويجري التبادل التجاري في بورصة "شنغهاي الدولية للطاقة" باليوان الصيني ، حيث يتم تبادل تجاري هائل للطاقة بين روسيا والصين باليوان وليس بالدولار الأمريكي" وهذا هو النظام الجديد "، وفي حال نفذت الولايات المتحدة عقوبات اتجاه الصين مستخدمة الدولار فسيكون ذلك بمثابة "قنبلة نووية مالية" لن تسلم منها أمريكا ذاتها . اجتماع دول البريكس القادم في الشهر الثامن /2023م سيكون مهما ًجدا ً بالنسبة لأقتصاد العالم ومن المتوقع ان تحصل فيه أحداث تأريخية عالمية فقد تولد العملة العالمية التي تزيح الدولار نهائيا ً وبالضربة القاضية . وهن الدولار : أصبح وهن الدولارمنظورا ً وتسرب الشك في بقائها في القمة ، فالتوجه والعزيمة الدولية للتخلِّي عن العُملةِ الأمريكيّة هي واضحة تدعمها وتسرع منها الغطرسةِ الأمريكية والحِصارات والعُقوبات الاقتصاديّة التي وصلت الى حد الملل و حُروبٍ الأمريكان ودسائسهم التي هزّت استقرار العالَم وأمنِه واقتصاده ونشرهم الفوضى في العالم ،وبالمقابل لايريد الأمريكان الأعتراف بهذه الحقائق ،بل لايزالون يتشبثون بمكانة الدولة العظمى التي تشير بأصابع اليد فيتوجب الطاعة على الجميع . الاستغناء عن الدُّولار عالميًّا، كُلِّيًّا أو جُزئيًّا،سيحد من الثروة الأمريكية وسيؤثر بالسلب في القُدرة الشرائيّة للمُواطن الأمريكيّ، حيثُ سيُؤدِّي إلى جعل قيمة الواردات مُرتَفِعَةً جِدًّا، وفوق مُقدّرتِه الشرائيّة . اوربا قد تحسم النزاع : بعد الأحداث الداخلية العنيفة في الداخل الأوربي من جراء المخاض الدولي الجديد ،يحاول الأوربيون التخلص من الهيمنة الأمريكية ومظلة الدولار ،ولكنها محاولات خجولة تبوء بالفشل مع اقل رد فعل أمريكي واليوم يستمع العالم الى أخطر خطاب أوربي وهو تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون بعد زيارته الأخيرة الى الصين ،حيث انها تصب في اتجاه استقلال أوربا عن التبعية الأمريكية ،ولكن هل تستطيع أوربا أم انها ستفضل الأحتراق داخليا ً على الخروج عن السيطرة الأمريكية ؟ ان قالت اوربا كلمتها فستكون الحلقة التي تحسم نزاع العالم حول الدولار وبسرعة كبيرة . .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زلزال تركيا هل كان بفعل الطبيعة فقط ؟
-
الدولار والأخطاء الأستراتيجية
-
قرار الأمم المتحدة .. عالم بوجهين !
-
أمريكا والعراق .. الكابوس المتبادل :
-
قمة العرب مضحكة مبكية
-
شعبية بوتين متأتية من السلوك الأمريكي الغربي
-
النفاق الأمريكي الغربي بين الحرب الأوكرانية وحرب غزة
-
اتفاقات ابراهام والعراق
-
اذا لم تكن ذئبا ً أكلتك الذئاب
-
ما الذي أضطر أمريكا لمواجهة روسيا ؟
-
الأنتخابات العراقية واللبنانية ونتائج الأحزاب الحاكمة
-
خطيئة العراق وليبيا وروسيا واحدة ..الدولار !
-
ماحقيقة المختبرات البيولوجية في أوكرانيا ؟
-
بوتين مجرم حرب ورؤساء أمريكا حمامات سلام وديعة !
-
تجمع الثعالب على العراق يخيفه بوتين
-
غزوأوكرانيا تهويل أمريكي أم حقيقة روسية
-
داعش تعود برغبتهم وحسب الطلب !
-
عرب اليوم لاجاهلية ولااسلام !
-
الأحتلال الأمريكي للعراق سرّع من أنهيار الأمبراطورية الأمريك
...
-
شهداء تشرين نور التغيير القادم وعنفوانه
المزيد.....
-
منجم السكري.. لماذا لا تنقب مصر عن الذهب بنفسها؟
-
المركزي الروسي: عودة التضخم إلى المستوى المستهدف قابلة للتحق
...
-
بسبب تدقيق إيفرغراند.. غرامة صينية وحظر على شركة PwC
-
بعد عاصفة التضخم..هل استعادت الأسر الأميركية توازنها المالي؟
...
-
أسهم الإمارات ترتفع وسط آمال بقرب خفض الفائدة الأميركية
-
زيادة 100% للرسوم الأميركية على السيارات الكهربائية الصينية
...
-
أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف من تعطل الإنتاج بأميركا
-
مصر تشتري شحنة جديدة من الغاز
-
لوفيغارو: اقتصاد إسرائيل يعاني بسبب حرب غزة
-
الصين ترفع سن التقاعد
المزيد.....
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|