|
اتفاقات ابراهام والعراق
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 7288 - 2022 / 6 / 23 - 16:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصلت الأمورالى ان برلمان العراق يوافق على الزيارات الدينية ! كانت البداية مع أنور السادات الذي خاض حرب تحريك كان هدفها الرئيس مهادنة العدو وأقامة سلام مذل معه ، ولم يكسب السادات شيئا ً وذهب الى رب عادل ،ولكن ماذا استفادت بعده مصر غير الفقر والحرمان واستمر قادتها في المهادنة بدون بناء اي مستقبل يليق بمكانة مصر، لنقول عنه ان هذا الحال افضل من وضع عدم مهادنة العدو،وانه كان على حق . وقد ساعد مهادنة الدول المطبعة على توفير أجواء هادئة للصهاينة للأنفراد بالرافضين بمهادنة العدو من الفلسطينين والبطش بهم . وجاء الدور للفلسطينين انفسهم ممثلين بالسلطة الفلسطينية لمصافحة الأحتلال، وجلسوا بمكاتب فخمة يتقاضون رواتب من الصهاينة ،ويتفقون على تصريحات تمثيلية مهلهلة ،لاتسمن ولاتغني من جوع ،والدول المهمة التي كانت تسمى بدول المواجهة انتهت الى نهاية مذلة بالتطبيع والخنوع للعدو مقابل فتات تافه ،علما ً ان العدو لم يتركههم وشأنهم بل انه يلاحقهم بمؤامرات مستمرة ،كما في مؤامرة سد النهضة الأثيوبي الذي سيحول مصر الى صحراء،والذي هو فكرة يهودية أولا ً ، والسدود التركية على دجلة والفرات التي ستؤدي بالعراق الى نفس النتيجة السوداء ،دون تفكير العرب بمستقبلهم . لن يكسب المطبوعون أي نوع من أنواع السلام ،مع عدو همجي يزيف حقائق الجغرافية على أباطيل وترهات تاريخية ، سلب ارض العرب ولم يكتفي بمالديه من ارضهم ،بل انه يعلن نهارا ً جهارا ً ان ارض العرب من الفرات الى النيل تعود له وان الله سبحانه قد وهبها لأجداده في سالف القرون ! ومن هنا فأن اي مهادنة أو تطبيع ماهو سوى استراحة مقاتل،بالنسبة لفرسان الصهيونية ، وما أن تتوفر لهم الفرصة المواتية للأنقضاض ،سينقضون لأقتناصها دون حساب لأحد من العرب الخانعين الخائفين من أمريكا و الصهاينة . والعراق الذي رفض ،طيلة تاريخه ،كل اشكال المهادنة و التطبيع مع العدو الصهيوني تعرض ويتعرض لأشرس هجمة أمريكية صهيونية دمرت وتدمر كل البنى التحتية للبلاد بوحشية لانظير لها ،لايزال شعبه ينفر نفورا ً لااراديا ً عندما يذكر أمامه التطبيع والمحاولات الأخيرة في هذا الأتجاه من قبل بعض ساسته الذين جلبتهم الدسائس الأمريكية والصهيونية الى مناصب قيادية في صدارة البلاد. البرلمان العراقي والنعامة : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صوّت البرلمان العراقي لرفض التطبيع مع العدو الصهيوني ،وهذا شئ جيد ويماثل آراء ومشاعر عامة العراقيين ،ولكنه أجاز الزيارات الدينية ،وهذه سابقة خطيرة على الوضع العراقي الذي لم يتعامل رسميا ً مع الصهاينة رغم كل ماتلقته البلاد من تدمير وحروب وتخريب ،ويظهر ان هناك ضغطا ً أمريكيا ً بهذا الأتجاه على عامة الساسة المشتركين في العملة السياسية . الوضع المفروض ان يكون في العراق: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ منذ العام 2011 أعلنت أمريكا عن سحب قواتها من العراق ،كنتيجة للخسائر الفادحة، المادية والبشرية التي كانت تتعرض لها القوات الغازية،وهذا الأمر سبق انسجاب الغزاة الأمريكان من أفغانستان والذي حصل عام 2021 ،غير ان الموارد الهائلة التي تكتنزها ارض العراق ،وخلو الساحة العراقية من القادة الذين يمكن ان يشعلوا الأرض تحت أقدام المحتلين ،هما سببان رئيسيان في تشجيع الأمريكان على لملمة صفوفهم والعودة ثانية للعراق بحجة مقاومة داعش ،والتي هي صنيعة أمريكية صهيونية بأموال خليجية وفق أعترافات ساستهم المكشوفة على الملأ. وقد رتبت عودتهم بطريقة جديدة لاتثير لهم المشاكل كما كانت قواتهم سابقا ً،حيث اصبحت قواتهم تحتمي بقواعد حصينة في مناطق كردستان والمحافظات القريبة منها ،وأخذوا يوفرون الحماية للساسة الذين ينصبونهم كقادة ،مقابل سرقة الموارد العراقية والسيطرة على موارد بيع النفط ،وكانوا ولايزالون يتدخلون في الشأن العراقي ومحاولة تجزئة البلاد الى كانتونات متصارعة ومتحاصصة ينتشر في ثناياها الفساد كأنتشار الخلايا السرطانية . بينما يترف ساسة المهادنة، يعيش الشعب الفقر والحرمان وانتشار المخدرات والأمية والجهل وغياب الخدمات العامة ،بحيث ان الحال وصل مع الحكومة الأخيرة الى غياب اي نوع من انواع التخطيط السليم ، وانتشرت سياسة حرق الشوارع وقطع الجسور للحصول على بعض المغانم ،فمثلا ً الدفعة الواحدة من خريجي الجامعات ،الذين يشترك منهم في غلق الدوائر وحرق الشوارع والجسور يحصلون على وظائف والذين لم يستسيغوا هذا الأمر ورفضوا التجاوز على الأملاك العامة حرموا من التعيين ! هل في أفق العراق أمل بالتغيير ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لاتوجد أي بوارق أمل لعودة الحياة العراقية ونشوء دولة موحدة تعمل لأجل عراق موحد يهدف الى تطويع ثروات البلاد لمصلحة وطنية ،فتهميش الكفاءات قائم على ساق وقدم، ولن يحصل أي تغيير ايجابي بوجود القوات المحتلة وقواعدها على ارض العراق ، ولكن اذا كانت هناك متغييرات دولية مهمة تؤدي الى انكفاء أمريكا وبريطانيا تجبرهم على الأنسحاب من ارض العراق ،فقد يفك اسر شعبه ونهب ثرواته .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اذا لم تكن ذئبا ً أكلتك الذئاب
-
ما الذي أضطر أمريكا لمواجهة روسيا ؟
-
الأنتخابات العراقية واللبنانية ونتائج الأحزاب الحاكمة
-
خطيئة العراق وليبيا وروسيا واحدة ..الدولار !
-
ماحقيقة المختبرات البيولوجية في أوكرانيا ؟
-
بوتين مجرم حرب ورؤساء أمريكا حمامات سلام وديعة !
-
تجمع الثعالب على العراق يخيفه بوتين
-
غزوأوكرانيا تهويل أمريكي أم حقيقة روسية
-
داعش تعود برغبتهم وحسب الطلب !
-
عرب اليوم لاجاهلية ولااسلام !
-
الأحتلال الأمريكي للعراق سرّع من أنهيار الأمبراطورية الأمريك
...
-
شهداء تشرين نور التغيير القادم وعنفوانه
-
بين تصويت الشعب وعزوفه ، أحزاب السلطة من حال الى حال
-
الأنتخابات العراقية ميلودراما لم تنتهي بعد !
-
مالم يقال في أحداث 11 سبتمبر
-
أمريكا وأفغانستان ..ارتداد السحر على الساحر
-
كورونا هي غضب السماء
-
تجفيف انهارنا ،هل استسلمت حكومات العراق ؟!
-
قالها القذافي : ستنفرد بكم أمريكا واحدا ً بعد واحد !
-
العاطلون عن العمل ومعالجات الدولة
المزيد.....
-
ماكرون: فرنسا -ستقاتل بشدة- للإبقاء على -إميلي في باريس- وعم
...
-
آل باتشينو يعتبر كونه أباً جديدًا بعمر الـ 84 عامًا -معجزة ص
...
-
الصحة اللبنانية: قتلى وجرحى في هجوم إسرائيلي على بيروت
-
هل ستتخلى إيران عن وكلائها في المنطقة؟ وزير خارجيتها يرد
-
الصحة اللبنانية: 18 شهيدا و92 مصابا في القصف الإسرائيلي الأخ
...
-
مصر.. الحكومة تحسم الجدل حول بيع المطارات
-
ترامب يتهم شبكة إخبارية أمريكية بالاحتيال ويطالب بسحب ترخيصه
...
-
شرطة قبرص تعتقل 8 سوريين يشتبه في تمويلهم منظمة مسلحة في بلا
...
-
11 قتيلا على الأقل في -غارتين إسرائيليتين- على بيروت
-
تقرير يكشف استخدام تطبيقات المراسلة لنشر الدعاية السياسية وا
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|