|
الأنتخابات العراقية ميلودراما لم تنتهي بعد !
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 14:20
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تميزت الأنتخابات العراقية بتراجع الأقبال الجماهيري ،دورة انتخابية بعد أخرى ،وهذا يرجع الى فشل أحزاب السلطة بعد عام 200 في كسب ثقة الشارع العراقي ،وقد أوصلت المواطن الى حالة من اليأس في التغيير بعد التكرار والأعادة المملة لشخوصها المتحاصصين البلاد ، وقد تبدو مختصرة على جمهور الأحزاب والكتل السياسية ، المنتفعين أو المنساقين لتوجهات أحزاب السلطة . الخلافات الشيعية الشيعية : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ برزت خلافات حادة في الوسط الشيعي الذي يعتبر هو المكون الأكبر في العراق ،ولكنه غير موحد، اللهم إلا ّ في المحاصصة والفساد المالي والأداري المستشري في عموم البلاد ، وقد كان الخلاف بين التيار الصدري وائتلاف المالكي ،دولة القانون ، شرخا ً لم تتمكن مرونة السياسة من تجاوزه ،وهذا أفاد المكونات الأخرى باللعب على أوتار الفرقة وفرض شروط لاتخدم وحدة البلاد ومستقبل تطورها ،بل تخدم مكونات بعينها ،فعدد 164 مقعد في البرلمان، العدد القادر على توفير أغلبية مريحة دون الحاجة للأئتلافات والتنازلات ، أصبح صعبا ً تحقيقه من قبل الشيعة وسط الفرقة التي تلف مكوناتهم ،وبالتالي اصبح واضحا ً لجوء الكتل الفائزة منهم الى الأئئتلاف وتقديم تنازلات لاتخدم العراق وحصول الآخرين على مكتسبات فئوية . استمرار التدخلات الخارجية : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كماظهر واضحا ً أستمرار التخلات الخارجية في الشأن العراقي من خلال أشخاص أو كتل منفعلة بالتوجيهات والأموال الخارجية ،ومن حقنا ان نتسائل أذا كانت الأنتخابات الأمريكية قد تم التدخل بها لصالح مرشح على حساب الآخر ، فكيف بالعراق ،حيث تشجع أوضاعه الداخلية وغياب الرقابة المحكمة على ذلك . الأحزاب سائرة في غيها ولا تصلح من حالها : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومع ان الانتخابات كانت بمثابة رأي جماهيري برفض ممارسات المحاصصة وعدم الولوج الى المشاكل الحقيقية للعراقيين وغياب الثقة بالقوى السياسية، واحتجاجا على فسادها الذي أيقن العراقيون أن الانتخابات لن تأتي بالتغيير المنشود ،فأن هذه الأحزاب تعود الى سابق عهدها حال انتهاء فترة الأنتخابات ،لا بل أسوء مما كانت من قبل ، وهذا ما دفع الشباب اليائس من التغيير الى الأنخراط في الدعوات الى مواجهة السلطة ،كما حصل في ثورة تشرين التي طرزت بدماء الشباب . وقد عادت الكتل وأشخاصها التقليديون ،والتي رفضها الثوار ،عادت لترشح مرة أخرى وبنفس الجلباب القديم ،مما أفرز نكبة وخسارة كبيرة لأغلبها في الأنتخابات ،غير انهم يحاولون الأن تجميع صفوفهم بتكتلات يعيدون فيها الهيمنة وأعادة مناصبهم السابقة وامتيازاتهم ومصالحهم الخاصة ودون أي تفكير ببناء العراق وتوفير الخدمات والعمل لعامة الناس . المتوقع حدوث انتفاضات جديدة تتمثل في عودة الشباب الرافض للواقع إلى الشارع وبداية انتفاضة جديدة أكثر شدة وتصادماً عما حصل في 2019 و2020 ، حيث ان الكتل الحزبية بدلا ً من الأعتراف بالواقع الجديد ومعالجة الأخفاقات فأنها ستلجأ الى أحتواء ماحصل عليه شباب تشرين من مقاعد بسيطة في البرلمان بفعل حداثة التنظيم وقلة الخبرة السياسية . وكانت المفوضية العليا للانتخابات في العراق أعلنت أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 41 في المئة، وقد أختلفت معها الكثير من المنظمات المراقبة للأنتخابات حول كيفية أحتساب هذه النسبة ومدى تطابقها مع الواقع في يوم 10 /10 ،حيث أدلى العراقيون بأصواتهم لاختيار نواب برلمانهم من بين 3200 مرشح في الانتخابات المبكرة التي تجرى وفق قانون انتخابي جديد ينص على التصويت الأحادي للمجلس المؤلف من 329 مقعدا . امتداد كانت ايقونة الأنتخابات العراقية : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن اللافت ان نشير الى بروز ثوار تشرين وحصولهم على عشرة مقاعد وفق النتائج الأولية ، وحصد مرشحيهم على أصوات عالية ،حيث عد أحدهم ثانيا ً على العراق في عدد الأصوات ،متخطين بذلك شخصيات السلطة التي توفرت لهم كل الأمكانيات المادية والأعلامية ! ومن أشهر تنظيمات ثوار تشرين هي حركة امتداد والتي هي حركة فتية ولدت من معاناة الشعب طيلة 18 عام ،غير انها رأت النور عند بزوغ شمس ثورة تشرين . عمرها بسيط ولكنها حصلت على ثقة أطياف واسعة من الناس ،و هذه الثقة أكبربكثير من العشرة مقاعد التي حصلت عليها ،كونها حسب مايأمل الكثير من العراقيين ، ستمثل الأساس للبناءالصحيح ،والتغيير الشامل المعبد بدماء الشهداء ،والذي سيشمل كل تراب الوطن ،بمايعيد المسار الى الأتجاه الثوري اللائق .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مالم يقال في أحداث 11 سبتمبر
-
أمريكا وأفغانستان ..ارتداد السحر على الساحر
-
كورونا هي غضب السماء
-
تجفيف انهارنا ،هل استسلمت حكومات العراق ؟!
-
قالها القذافي : ستنفرد بكم أمريكا واحدا ً بعد واحد !
-
العاطلون عن العمل ومعالجات الدولة
-
من أكثر خطورة .. حوادث المرور أم الأرهاب ؟
-
أحلام وتنبؤات تتحقق .. إنهيار دويلة الصهاينة
-
بانوراما الرد .. بين الحجارة والصواريخ
-
أخطاء الساسة عبئ على كاهل الناس
-
استنفار فلسطيني .. ماذا يحصل في القدس؟
-
بوادر الأنتفاضة الثالثة في القدس
-
حادثة مستشفى ابن الخطيب .. الأسباب والعلاج
-
الغاء كامب ديفيد الحل الحاسم لسد النهضة
-
امريكا هي السبب في انهيارها
-
التقاعد في سن الستين،سرقة جديدة في العراق
-
الدول الثماني الأسلامية تجربة اقتصادية ثمينة
-
غلق قناة السويس هل كان مدبرا ً ؟
-
الحب نور سماوي يتخلل ارواحنا
-
درس للمطبعيين
المزيد.....
-
السلطات الجزائرية تواصل العمل على مساعدة متضرري الفيضانات
-
نائب جمهوري يحذر ماكارثي من فقدان منصبه بعد الاتفاق حول سقف
...
-
الدفاع الأمريكية تنشر فيديو لمناورة -خطيرة- لمقاتلة صينية أم
...
-
السيناتور الأمريكي غراهام: زيلينسكي أطلعني على خطط الهجوم ال
...
-
تعيين السفير حسام الدين آلا مندوبا دائما لسوريا لدى الجامعة
...
-
وفاة سبعة أشخاص في المغرب جراء تناولهم كحولا فاسدا
-
بيونغ يانغ تطلق -صاروخا فضائيا- وسول تحذر مواطنيها
-
الجيش الأميركي: مقاتلة صينية تجري مناورة -عدوانية غير ضرورية
...
-
تحذيرات وتوجيهات بـ-الإخلاء-.. كوريا الشمالية تربك جيرانها ب
...
-
وزير خارجية أمريكا يتصل بنظيره التركي بشأن انضمام السويد إلى
...
المزيد.....
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
-
بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول
/ محمد شيخ أحمد
-
تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج
...
/ محمد شيخ أحمد
-
في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة
/ ياسين الحاج صالح
-
مقالات إلى سميرة (8) في المسألة الإسلامية
/ ياسين الحاج صالح
-
ثلاث مشكلات في مفهوم الدولة
/ ياسين الحاج صالح
-
العرب التعليم الديني والمستقبل
/ منذر علي
المزيد.....
|