أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - عندما يتحول المستشار العراقي إلى طبّال!














المزيد.....

عندما يتحول المستشار العراقي إلى طبّال!


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الولوج إلى صلب الموضوع أعلاه، لا بد أن نعرف المستشار تعريفا بسيطا، ونقول: هو شخص خبير يقدم النصح والإرشاد في مجال معين بناء على معرفته وخبرته الخاصة في ذلك المجال. بطبيعة الحال ، هذا التعريف لا ينطبق على معظم المستشارين في العراق، رغم حصولهم على مخصصات وإمتيازات ورواتب ضخمة، لا تنسجم والعمل الذي يقومون به.

وظيفة المستشار انتشرت بكثرة في المضمار السياسي العراقي، لاسيما بعد ٢٠٠٣، وأصبحت وظيفة لمن لا وظيفة له. المستشار في العراق لا يشبه أيّ مستشار آخر في العالم. نستطيع أن نصفه (بالمستشار الجوكر) الذي يدعي بأنّه يعرف كل شيء، ويصلح لأي مكان. تراه يتحدث عن علم الفلك، والاجتماع، والإحصاء، والقانون، والرياضة، والطب في آن واحد. ببساطة شديدة هو يظن بأنّه أكبر من أن يحصر نفسه في مجال واحد أو خانة واحدة.

غالبا المسؤول في العراق يحيط نفسه بجيش من المستشارين غير الكفوئين، الذين جلهم من الأقارب، أو الأصدقاء، أو من حزب المسؤول نفسه، أو إعلامي معارض يشتري المسؤول قلمه ويجعله في فريقه، أو حليف سياسي فشل في الانتخابات ، وقلّ ما يختار من خارج هذه الدائرة. والسبب في ذلك هو أن المسؤول غالبا لا يبحث عن مستشار متخصص، بل عن طبّال أمين، يكون وظيفته التطبيل لسياسات و توجهات المسؤول، ومهاجمة من ينتقد سياساته، وإخفاء الحقيقة السلبية عن الرأي العام. هؤلاء ستجدهم يتصدرون شاشات التلفزيون، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمؤتمرات، وسفرات المسؤول الداخلية والخارجية. تلعب هذه البطانة دور المنافق أكثر من دور المستشار، الذي يقدم الأفكار الخلّاقة، والحلول العبقرية للمشكلات، وعندما تكون البطانة فاسدة وغير كفوءة، ستتماهى حتما مع سياسات المسؤول كافة. وكأنَّ المسؤولين في العراق قد أخذوا بنصيحة ميكافيلي للأمير، عندما قال له: "احتفظ بأكبر عدد من المنافقين إلى جوارك، بل وشجع المبتدئين منهم على أن يتمرسوا على أفعال النفاق والمداهنة، لأنهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب بإستماتة. سيباهون بحكمتك حتى لو كنت من أكبر الحمقى، ويدافعون عن أصلك الطيب حتى لو كنت من الوضعاء، ويضعون ألف فلسفة لأقوالك التافهة، وسيعملون بكل همة على تبرير أحكامك وسياساتك العشوائية، ويعظمون ملكك، كلما أمعنت فى الظلم وبالغت فى الجباية".

إنّ الشعب في هذا البلد مسحوق ومذلول من قبل طبقة أوليغارشية فاسدة لا تشبع من السرقات، طبقة تنظر إلى المواطن على أنه عبد مأمور، يجب أن يقدم لها فروض الطاعة والولاء، ويتحمل نتائج مغامراتها الجنونية، ويصفق لها بحماس كبير. ببساطة شديدة، لن تقوم لهذا البلد قائمة، ولن تنتهي معاناة الشعب، ما دام المنافقون والمتملقون والطبَّالون والمصفقون يتصدرون المشهد العام.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين السوداني والكردستاني!
- الخلافات الكردية، والقلق الأمريكي!
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة!
- الصراع الكردي_الكردي على رئاسة الجمهورية!
- الإعلام الكردي الحزبي ومعضلة المهاجرين!
- الصدر والإطار التنسيقي وإيران !
- هجرة شباب إقليم كردستان إلى أوروبا!
- إقليم كردستان، أزمات كثيرة وحلول عقيمة!
- حلبجة ما بين الفاجعة والإهمال!
- جو بايدن والقضية الكردية!
- الكاظمي في ١٠٠ يوم!
- أرنب السباق، وأرانب الأحزاب !
- الحرب العالمية الثالثة بين كورونا و البشرية !
- د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!
- جغرافية كردستان !
- كردستان، بين نار أميركا وإيران!
- إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة !
- كردستان ملاذ الخائفين !
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - عندما يتحول المستشار العراقي إلى طبّال!