أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - كردستان ملاذ الخائفين !














المزيد.....

كردستان ملاذ الخائفين !


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن تم إسقاط النظام العراقي السابق عام ٢٠٠٣ على يد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، دخلت أسراب من التنظيمات المتطرفة إلى العراق، ابتداء من تنظيم القاعدة، والميليشيات العقائدية، وانتهاء بتنظيم داعش الذي عاث فسادا وخرابا في المجتمع العراقي، وكذلك اندلعت حرب أهلية طاحنة ومدمرة، فكان لا يمر يوم من دون أن نشهد أو نسمع عن تفجيرات إرهابية وعن جثث مرمية في الطرقات، وعن سلب، ونهب، وتهديدات بالقتل، مما أدى ذلك إلى هروب أغلب العوائل من تلك المناطق أو المحافظات إلى إقليم كردستان الذي كان وما يزال يشهد استقرارا أمنيا. وحتى قبل عام ٢٠٠٣ كانت كردستان ملاذا للمعارضين السياسيين العراقيين الهاربين من بطش وملاحقة الأنظمة العراقية المتعاقبة.

ثم اندلعت الأزمة السورية عام ٢٠١١، وتحولت الثورة السورية ضد نظام الأسد، الذي تشبث بالسلطة، من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة أحرقت الأخضر واليابس، فتسببت بتهجير ملايين السوريين، الذين لجأ الآلاف منهم إلى إقليم كردستان .

وفي الوقت الذي تم منع أغلب النازحين من دخول بغداد، و يشهد جسر بزيبز على ذلك، ومنع اللاجئين السوريين من دخول معظم البلاد العربية، فإن كردستان الجنوبية (كردستان العراق) هذه البقعة التي تنعم بالأمن والأمان استقبلت أكثر من مليوني نازح و لاجئ وهم من مختلف الأجناس والأعراق والأديان والطوائف والأيديولوجيات، و تقاسمت معهم رغيف الخبز والأمان، رغم أن الأعداد التي لجأت إليها ضخمة جدا قياسا وحجم مساحة الأرض التي يسكنها نحو ستة ملايين نسمة، ولم يتنصل الشعب الكردستاني عن القيام بواجبه الأخلاقي والإنساني تجاههم.

لقد تعرض اللاجئين و النازحين لمضايقات جمة داخل بلدانهم وخارجها، لاسيما في تركيا ولبنان، لكن ذلك لم يحدث في كردستان التي رحبت بهم، واستقبلتهم أحسن استقبال، فهذه الأرض لطالما احتظنت و رحبت بالمظلومين و المضطهدين. ورغم الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي مرت بها كردستان ، لاسيما سنة ٢٠١٤، إلا أنها مع ذلك لم تستخدم النازحين واللاجئين كورقة ابتزازية رابحة بوجه المجتمع الدولي، مثلما فعلت تركيا عندما استخدمتهم لإبتزاز الإتحاد الأوروبي. ولم تضيق الخناق عليهم وتجبرهم على الرجوع إلى ديارهم كما فعل لبنان وتركيا. ولم تدقق في هوياتهم الطائفية كما فعلت بغداد.

يستحق شعب كردستان وحكومته الثناء و الإشادة على مواقفهم الإنسانية مع جميع النازحين واللاجئين دون تميز، وإن هذا الموقف الذي نفخر به سيسجل بأحرف من ذهب في كتب التاريخ الإنساني، وستضاف إلى سجل شعبنا الأبي ، الذي كان قد مر بمثل تلك الظروف الصعبة، فشعر بمعاناة النازحين واللاجئين أكثر من غيره . نعم كردستان تستحق عن جدارة واستحقاق أن نمنحها لقب "ملاذ الخائفين".



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !
- مجزرة تل رفعت!
- مرحلة ما بعد داعش!
- حكومة كردستانية جيدة ،وتركة ثقيلة!
- الفرق بين الدول الغربية المؤسساتية ، والدول الشرقية الفردية ...
- متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟
- مدينة دهوك بلا رقابة !
- جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !
- عنتريات أردوغان التي لا تنتهي !


المزيد.....




- نتنياهو: هاجمنا إيران لمنع -محرقة نووية- وهذا ما قاله عن -تغ ...
- أنور قرقاش يعبر عن إدانة الإمارات الضربات الإسرائيلية على إي ...
- الجيش الأردني: نسقط الصواريخ والمسيرات التي تنتهك مجالنا الج ...
- سكان القدس يخزنون المؤن وسط تصاعد التوتر مع إيران
- نيكولا ساركوزي يفقد وسام الشرف الفرنسي بعد إدانته رسمياً
- لماذا هبت دول عربية وتركيا لمساعدة سوريا؟
- نتنياهو: العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تغيير النظام في إير ...
- تركي آل الشيخ لجمهور الزمالك: لا تصطادوا في الماء العكر
- وزير الخارجية القطري ونظيره الفرنسي يؤكدان أهمية الاستقرار ف ...
- إسرائيل لم تخطر بريطانيا بهجماتها مسبقا


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - كردستان ملاذ الخائفين !