أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - ٢٠١٩ عام المظاهرات !














المزيد.....

٢٠١٩ عام المظاهرات !


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد عام ٢٠١٩ أحداثا كثيرة ومهمة حول العالم، الإ أن المظاهرات و الاحتجاجات التى اندلعت في أكثر من بلد وقارة، هي أكثر ما لفتت الأنظار وحبست الأنفاس.

ففي قارة أمريكا الجنوبية كانت هنالك مظاهرات عارمة في كل من بوليفيا، وشيلي، وهاييتي، و فنزويلا، وكولمبيا، وبيرو، وهوندوراس، ونيكارجوا. و في أفريقيا اندلعت احتجاجات شعبية حاشدة في الجزائر، والسودان، ومصر، وغينيا . بينما المظاهرات الآسيوية تركزت في لبنان، والعراق، وإيران، وهونغ كونغ. و كذلك في قارة أوروبا اندلعت احتجاجات ضخمة في إسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والمانيا.

إن مسوغات وشكل وأهداف المظاهرات التي أخرجت الناس إلى الشوارع والساحات والميادين، اختلفت من بلد لآخر، لكن هناك سمات عامة مشتركة بينها ، وهي : محاربة الفساد، وعدم المساواة، والتهميش، و الأزمة الاقتصادية، والقضاء على الفوارق الطبقية، والظلم، والمطالبة بالحريات السياسية والدينية، والاهتمام بالبيئة (الاحتباس الحراري).
كان العنف و الفوضى علامتين بارزاتين في مظاهرات العراق وإيران وهونغ كونغ والسودان، وفرنسا، وإسبانيا. وعلى النقيض من ذلك كانت المظاهرات في بقية البلدان، ولا سيما الجزائر، أكثر هدوء وسلمية، فلم تشهد عنفا مفرطا سواء من قبل السلطات أو المتظاهرين.

ولعبت التكنولوجيا الحديثة، لاسيما مواقع التواصل الإجتماعي، دورا مهما ومؤثرا في المظاهرات، حيث ساعدت المتظاهرين على التواصل فيما بينهم بسهولة ويسر، وعلى التجمع في أماكن محددة، وكذلك نقل ما يحدث معهم من عنف في الداخل إلى العالم الخارجي؛ مما شكل ضغطا و إحراجا كبيرين للسلطات التي قمعت المظاهرات بوحشية، ولم تستجب لمطالب المتظاهرين، ولجأت إلى قطع الأنترنت في محاولة بائسة منها لإخماد صوتهم.

أدت المظاهرات الشعبية إلى استقالة كل من الرئيس البوليفي (إيفو موراليس) و الجزائري( بوتفليقة) والسوداني (عمر البشير) ورئيس مجلس الوزراء العراقي(عادل عبد المهدي) واللبناني (سعد الحريري).

لقد أثبتت هذه المظاهرات أن الأمم المتحدة عاجزة تماما على أن تلعب دورا محوريا في مساعدة الشعوب التي تتعرض للقمع والقتل والظلم، واكتفت كالعادة بالتنديد و الشجب والقلق، وطالبت السلطات الحكومية بضبط النفس، وفتح تحقيق لمعرفة من هو الجاني ومن هو المجني عليه، و احترام حرية الإعلام والصحافة، وهي مطالبات تدخل في خانة التسويف والمماطلة لا أكثر.

إن السؤال المثير الذي كان يدور في الإعلام حول كل هذه المظاهرات، هل هي مظاهرات شعبية عفوية أم مؤامرة خارجية ؟
في الحقيقة أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة، لكن أؤمن بأن جميع دول العالم، لا سيما العظمى منها، تبحث عن مصالحها، وتستغل أنصاف الفرص لتوظيف الأحداث التي تقع على هذا الكوكب لصالحها.

إن الدولة التي توفر حياة كريمة لمواطنيها، وتبني مؤسسات الدولة بأسلوب عصري، وتسن دستورا مدنيا يحترم و يصون حقوق جميع فئات المجتمع، ويطبق القانون فيها بالعدل على الكل بدون استثناء، ويسمح النظام فيها بمعارضة وطنية، وتحترم الحريات السياسية، والدينية ، لن تكون بيئة خصبة للتدخلات الخارجية أو للمؤامرات، التي جعلوا منها شماعة جاهزة لإخفاقاتهم و فشلهم في إدارة الدولة.

إن المظاهرات، أو الثورات، أو الانتفاضات؛ هي نتيجة حتمية للفقر،والظلم، واللاعدالة، و إهمال الحكومات لشعوبها، لذلك من السخف بمكان أن تتحدث السلطات الحاكمة هنا عن المؤامرة. إن تفقير الشعوب و إهمالها من قبل أي سلطة حاكمة لهي أبشع مؤامرة في الكون.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة تل رفعت!
- مرحلة ما بعد داعش!
- حكومة كردستانية جيدة ،وتركة ثقيلة!
- الفرق بين الدول الغربية المؤسساتية ، والدول الشرقية الفردية ...
- متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟
- مدينة دهوك بلا رقابة !
- جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !
- عنتريات أردوغان التي لا تنتهي !


المزيد.....




- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++
- ميرتس يرفض قيام بوتين بدور الوسيط بين إسرائيل وإيران
- ترامب وميرتس يناقشان تطورات الشرق الأوسط وأوكرانيا
- الشرطة الإسرائيلية تقتحم غرف الصحفيين وتصادر معدات أطقم القن ...
- الدفاع الروسية: أسقطنا 51 مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود ...
- زاخاروفا تكشف سبيل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين روسيا وأور ...
- إلى أي مدى سيصبح شتاء أوروبا أكثر قسوة؟.. محاكاة علمية تجيب ...
- هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل.. إطلاق صفارات الانذار
- فشل انطلاق صاروخ دفاع جوي إسرائيلي في تل أبيب وسقوطه داخل ال ...
- تقرير أممي: خطر الموت جوعا يهدد سكان خمس بؤر حول العالم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - ٢٠١٩ عام المظاهرات !