أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - درباس إبراهيم - الحرب العالمية الثالثة بين كورونا و البشرية !














المزيد.....

الحرب العالمية الثالثة بين كورونا و البشرية !


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 22:25
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


السّلاح الفتاك اليوم قد لا يكون قنبلةً أو صاروخًا عابرًا للقارات أو سلاحًا نوويًا، كما نعتقد. ففيروس كورونا اليوم أشد فتكًا ورعبًا من أيِّ سلاح تقليدي مدمر، حيثُ تسبب بتوقف الحياة في مدن كاملة، وقتل الألاف، وأصاب مثلهم من البشر، ونشر الرّعب في كل مكان، وحوّل مدن كانت مكتضة في السابق إلى مدن أشباح، وبات النّاس يهربون من كلّ شخص ذي عينين ضيقتين؛ خوفًا من أن يكون صينيًا ناقلًا للفيروس المستجدّ القاتل. إن فوبيا العيون الضيقة(الصينية) بسبب كورونا أصبح يوازي الإسلاموفوبيا!
أن تحمل هذا الفيروس في جسدك وتصبح شبه منبوذ في العالم، لهو شعور محبط وقاتل ومؤلم. إنّه حمل ثقيل جدًا، قد يقتلك نفسيًا قبل أن يقتلك جسديًا، فيعطل وظائف جسمك، ثم توارى الثّرى. هذه الصورة المرعبة تشبه كثيرًا أفلام الزّومبي، التي تركز على الأمراض المعديّة، التي تنتقل بسهولة من شخص لآخر من دون رادع، ونتيجة لانتشار هذه الفيروسات يموت الملايين من البشر، قبل إيجاد علاج لها. فيروس صغير لا يُرى بالعين المجرّدة أدخل كوكب الأرض في حالة طوارئ. وتكاد الأرض كلها تدخل الحجر الصحي، وهذا يبرهن لنا أنّ العلم البشري مهما تقدم وتتطور فهو ضعيف جدًا أمام أسرار وعظمة الكون وخالقه.

إنّ وحش كورونا، بفضل العولمة الحديثة، اخترق حدود الدول بسلاسة، و وصل إلى بابنا، ولم يطرق الباب، بل اقتحمه اقتحامًا، فما علينا إلا أن نواجهه بالوقاية، فهي خير من العلاج غير المتوفر حتى اللحظة . ولأن كورونا كالموت لا يستثني أحدًا، ولا يستأذن بشرًا أو حيوانًا، فقد انتقل من ووهان الصينية إلى معظم دول العالم . إنّه يخترق حدود الدول عنوة، فهو لا يحتاج إلى جواز سفر أو فيزة للدخول إلى هذه الدولة أو تلك ، وبدون إيجاد مصل مضاد لهذا الفيروس؛ فإنه لن يتوقف عن التوسع، وقضم مزيد من الأجساد البريئة وغير البريئة.
ولو استمرَّ اِنتشار فيروس كورونا بهذه الوتيرة المتسارعة، واحتلّ أراض واسعة، وتسبب بإغلاق الحدود والمطارات، وإيقاف الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والدينية؛ فإنه لن يسبب كارثة صحيّة عالميّة وحسب، بل سيسبب أزمة اقتصاديّة خانقة أيضًا، وهنا ستبرز أهمِّيَّة وقيمة الاكتفاء الذاتي الذي تتميز به بعض الحكومات أو الدول، وتفتقر إليه دول أخرى، تحديدا تلك التي تعتمد على الاقتصاد الرّيعي. و بعد الاجراءات الوقائية الصارمة التي اتخذتها معظم دول العالم لمنع تفشي وباء كورونا في مجتمعاتها؛ فإنّ ملايين العمّال والموظفين سيفقدون وظائفهم بسبب تلك الاجراءات. لا شك أن حقوق هؤلاء ستكون محفوظة في الدول المتقدمة المحترمة، وسيتم تعويضهم بشكل وآخر. لكنهم سيعانون الأمرين في الدول المتخلفة الفوضوية !

لقد أحدث فيروس كورونا ثقوبًا في إطارات عصر السرعة، وأجبره على التوقف في مكانه إلى حين صيانة إطاراته. إنّ البشرية تخوض اليوم حربًا شرسة ضد هذا الفيروس، ويمكننا القول إنها الحرب العالمية الثالثة الفعلية، لكن بدون أسلحة نارية. والانتصار سيكون من نصيب الأذكى. إنّ الخسائر البشرية والاقتصادية في هذه الحرب، حتى هذه اللحظة، لا تقل عن الخسائر التي وقعت في الحرب العالمية الأولى والثانية.
إنّنا حينما ننظر إلى تعامل الدولة الصينية مع أزمة فيروس كورونا، نشعر أن الحكومة الصينية والشعب كانا مستعدين لمثل هذا الخطر. فالحكومة تعرف واجباتها، والشعب يعرف دوره في هذه الأزمة. لا تشعر بقرارات ارتجالية فوضوية كما هو الحال في معظم دول الشرق الأوسط و أوربا. وهذا يدل على أنّها في قمّة الانضباط والتنظيم والاستعداد لأيّ طارئ؛ لهذا نرى أن نسبة الوفيات في الصين التي هي بؤرة الفيروس قليلة جدا مقارنة بإيطاليا وإيران. ليس عيبًا أن تأخذ الحكومات الأخرى الأقل خبرة المشورة من الصين؛ لتقليل الخسائر البشرية في مجتمعاتها. ويمكن نقل التجربة الصينية في مواجهة هذا الفيروس إلى دول العالم أجمع، لقد أظهرت الصين حنكة عظيمة في هذه المعركة التي اقتربت من الانتصار فيها.

إن الانتصار في هذه الحرب يتطلب تضامن وتكاتف وتعاون دول العالم مع بعضها بعضًا ، ورمي الخلافات والجشع والتنافس السياسي والاقتصادي والعلمي جانبًا، والتفرغ إلى هذا القاتل الذي لا ينام، ولا يكل، ولا يمل من إزهاق الأرواح، وتعطيل الحياة البشرية بالكامل. إنّه يشكل خطرًا وجوديًا على الجنس البشري. فهل تركن البشرية إلى العقل والمنطق في مواجهة هذه الجائحة، وتتعلم بعد ذلك من هذا الدرس القاسي، وتحترام قوانين الطبيعة؟ لا ريب أنّ العالم بعد كورونا لن يكون مثلما كان قبله.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!
- جغرافية كردستان !
- كردستان، بين نار أميركا وإيران!
- إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة !
- كردستان ملاذ الخائفين !
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !
- مجزرة تل رفعت!
- مرحلة ما بعد داعش!
- حكومة كردستانية جيدة ،وتركة ثقيلة!
- الفرق بين الدول الغربية المؤسساتية ، والدول الشرقية الفردية ...
- متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟
- مدينة دهوك بلا رقابة !
- جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !
- عنتريات أردوغان التي لا تنتهي !


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - درباس إبراهيم - الحرب العالمية الثالثة بين كورونا و البشرية !