أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - جغرافية كردستان !














المزيد.....

جغرافية كردستان !


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 20 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !


توجد في كردستان طبيعة خلابة تسر أعين الناظرين ، وفي أحيان كثيرة كانت جبالها الشاهقة الجميلة تحميها من المعتدين ، وتوجد في كردستان موارد طبيعية، كالنفط والغاز والكبريت ...إلخ، تسيل لعاب الغزاة. ولديها مناخ مميز، وأرض صالحة للزراعة، لكن موقعها الجغرافي كان وما زال يسبب لشعبها المتاعب والمعاناة ، فكردستان هي الطريق الذي سلكه الغزاة والمعتدون منذ القدم ، وكانت وما زالت ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية .

لقد مرت عبر كردستان جيوش الفرس لغزو الغرب ، ومرت عبرها جيوش الأسكندر الكبير لغزو الشرق ، وبطبيعة الحال هذه الجيوش عندما كانت تمر عبر كردستان فإنها لم تكن تمر مرور الكرام، بل كانت تجرف معها كل شيء في طريقها، سوأ أكان حجرا أم بشرا أم حيوانا، والأسوأ من كل ذلك هو أنها كانت تُخضع الشعب لحكمها ،وتفرض عليه شروطها القاسية، كإجباره على المشاركة في معاركها، أو استخدامه في الأعمال الشاقة ، تماما كأسرى الحروب !

ثم أصبحت كردستان هدفا لجيوش الرومان ، والعرب ، والأتراك (الأغوز)، الذين جاءوا من أواسط آسيا وسكنوا الأناضول ، وجيوش الإمبراطورية العثمانية، والصفوية، ثم هدفا للدول الاستعمارية كفرنسا ،وبريطانيا ،والإتحاد السوفيتي و روسيا ، انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية .

بالإضافة إلى ذلك، كانت كردستان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، ففي هذه البقعة الجغرافية شهدت معارك ضارية ومدمرة بين العرب والساسانيين، وبين الأتراك (الأغوز) و البيزنطيين، وبين الإمبراطورية العثمانية والصفوية ، وكما ذكرت آنفا فإن المصيبة لا تكمن فقط في خوض هذه الشعوب و الدول معاركها على أرض كردستان، بل أيضا في استخدامها للكرد في تلك المعارك، فكان كل طرف يحاول استمالة الكرد إلى جانبه، ومن ثم استخدامهم في معاركه .

بعد انتهاء معركة جالديران(١٥١٤م ) بين الدولة الصفوية (الشيعية) والدولة العثمانية (السنية) جاء التقسيم الإستعماري الأول والأخطر على جغرافية كردستان، حيث جرى تقسيم جغرافية كردستان بين هاتين الإمبراطوريتين. إن التقسيم هنا لم يكن تقسيما جغرافيا وحسب، بل كان تقسيما عقائديا أيضا، وهذا التقسيم ساعدت الدولة الصفوية والعثمانية فيما بعد على تطبيق سياسة فرق تسد في كردستان ، وكان الشعب الكردي وقودا لحروبهما الاستعمارية المغلفة بالشعارات الدينية !
ثم جاءت اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية ( ١٩١٦م) بين فرنسا وبريطانيا، وبمصادقة الإمبراطورية الروسية وإيطاليا. هذه الاتفاقية السرية قسمت جغرافية كردستان على أربع دول. شهدت كردستان بعد هذه الإتفاقية التي همشت شعبها، ولم تمنحه حقوقه المشروعة أسوة ببقية شعوب المنطقة، مجازر مروعة و ثورات و حروب مدمرة غير متكافئة بين الشعب الكردستاني والحكومات التي تحتل أرضه، والتي غالبا ما كانت الدول الإستعمارية تقف معها ، فعلى سبيل المثال الإتحاد السوفيتي قدم دعما غير مباشر لتركيا وإيران ضد الكرد في جمهورية مهاباد الكردستانية. علما كان الاتحاد السوفيتي في البداية من أشد الداعمين للكرد، لكن سرعان ما نكث بوعوده التي قطعها لهم ، وتركهم يواجهون آلة البطش التركية والإيرانية وحدهم؛ مما أدى في النهاية إلى القضاء على جمهورية مهاباد. كذلك الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة كسنجر شجعت العراق وايران لتوقيع اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٤ والتي قصت جناح الحركة التحررية الكردستانية في العراق.

لم يلتقط الشعب الكردستاني أنفاسه منذ فجر التاريخ. فهذا الشعب كان يخرج من احتلال قاسي، ثم يدخل تحت احتلال أقسى منه ، ويخرج من معركة مرهقة ومدمرة ،ثم يدخل في معركة جديدة أكثر دمارا وإرهاقا من سابقتها ، لكن رغم المآسي والمعاناة والسياسات العنصرية الممنهجة التي تعرض لها هذا الشعب، بقى محافظا على هويته الكردستانية.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان، بين نار أميركا وإيران!
- إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة !
- كردستان ملاذ الخائفين !
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !
- مجزرة تل رفعت!
- مرحلة ما بعد داعش!
- حكومة كردستانية جيدة ،وتركة ثقيلة!
- الفرق بين الدول الغربية المؤسساتية ، والدول الشرقية الفردية ...
- متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟
- مدينة دهوك بلا رقابة !
- جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !
- عنتريات أردوغان التي لا تنتهي !


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - جغرافية كردستان !