أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - جو بايدن والقضية الكردية!














المزيد.....

جو بايدن والقضية الكردية!


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسدل الستار على حقبة ترمب المليئة بالتناقضات والفوضى والأزمات والمفاجآت التي أضرت دول وشعوب العالم عامة، والشعب الكردي خاصة، تحديدا عندما رفض تأييد استفتاء إقليم كردستان، مرورا بأحداث ١٦ أكتوبر وموقفه المتخاذل من تدخل إيران بقيادة سليماني في هذا الصراع، و انتهاء بإعطاء أردوغان الضوء الأخضر لاجتياح المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا. لقد تجلى موقفه السلبي من المسألة الكردية في كلامه الذي سربه مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، الذي ذكر أن ترمب قال في إحدى الاجتماعات بأنّه لا يحب الكرد، ولا يثق فيهم.

إذا يدخل المرشح الديمقراطي الجديد جو بايدن البيت الأبيض من أوسع أبوابه، بعد أن هزم منافسه الجمهوري "التاجر" ترمب، الذي غادر البيت الأبيض من أضيق أبوابه، حيث كان يعتقد بأنّه سيحقق انتصارا "انتخابيا" ساحقا على بايدن، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. وبذلك سيتخلص العالم من تغريداته المستفزة، و المتعجرفة، والبعيدة عن الدبلوماسية، التي تصل أحيانا إلى حد الوقاحة، والتطرف.

ولأن أميركا دولة عظمى وبيدها خيوط اللعبة السياسية والاقتصادية العالمية؛ ستتجه أنظار العالم كالعادة إلى واشنطن للإطلاع على سياسة بايدن للأربع سنوات المقبلة. ما يهمنا في كردستان من شخصية وسياسة بايدن هو كيف ينظر هذا الرجل إلى القضية الكردية بشكل عام، و إلى إقليم كردستان العراق بشكل خاص؟ وكيف ينبغي علينا التعاطي مع إدارته الجديدة؟

يُصنف بايدن على أنّه من أكثر السياسيين الأمريكيين الداعمين للقضية الكردية. فقد زار الرجل كردستان في ديسمبر من العام ٢٠٠٢، و ألقى آنذاك كلمة داخل قبة برلمان كردستان في أربيل، أعلن من خلالها عن تعاطفه مع القضية الكردية وتعهد بدعمه لها، و وصف كردستان العراق ببولندا الشرق الأوسط. ثم قال للشعب الكردي: لن يكون الجبال صديقتكم الوحيدة.

بالإضافة إلى ذلك كان لبادين مواقف متعاطفة مع الكرد في سوريا، لا سيما بعد أن أعطى ترمب الضوء الأخضر لأردوغان لاجتياح مناطقهم، وأمر بسحب القوات الأميركية من سوريا، حيث وصف بايدن ذلك القرار بأنّه خيانة للكرد، أو لقوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل الكرد الغالبية العظمى فيها، بل أنّه رفض وصف تركيا القوات الكردية في سوريا بالجماعة الإرهابية ، و أعتبرها قوات صديقة و حليفة ساهمت مع الولايات المتحدة في القضاء على داعش في عقر داره في الرقة. بناء على تعاطفه مع الكرد، و وقوفه بصف اليونان وقبرص والأرمن ضد تركيا، يتوجس منه الأتراك خيفة، ويعتقدون بأنّه عدو تركيا المقبل.

إنّ بايدن هو أيضا صاحب نظرية تحويل العراق إلى ثلاث ولايات أو أقاليم على طريقة البوسنة والهرسك، التي قُسمت بعد اتفاقية دايتون للسلام، التي وقعت في دايتون الأميركية، فهو يرى بأنّه من المستحيل أن يجد العراق الاستقرار بصيغته الحالية، ولا بد من تحويله إلى ثلاثة أقاليم سنية- شيعية- كردية. بلا ريب هذا التوجه ينسجم تماما مع تطلعات معظم السياسيين في إقليم كردستان، الذين يؤيدون وبقوة هذه الصيغة، التي طالما دعوا بغداد إلى تطبيقها على أرض الواقع، إذ يعتقدون أن ذلك هو الحل الأمثل والسحري للمشاكل في عموم العراق.
ويقول سكرتير الحزب الإشتراكي الديمقراطي الكوردستاني محمد حاجي محمود، في إحدى لقاءاته التلفزيونية: "إنّ المرشح الديمقراطي جو بايدن، عندما كان نائباً لرئيس الولايات المتحدة الأسبق، باراك أوباما، أبلغ رئيس إقليم كردستان السابق السيد مسعود بارزاني ، بأنّه مع قيام دولة مستقلة للكورد.

مواقف بايدن تجاه القضية الكردستانية، التي ذكرناها آنفا، هي بلا شك محترمة، و تدعو إلى التفاؤل، لكنها جاءت وهو خارج السلطة، ولم يكن الرجل الأول في أميركا، وليس عليه التزامات وضغوطات كثيرة، وقد يتغير بعض قناعته ومواقفه عندما يقود دفة الحكم في بلاده، فما هو مباح له خارج السلطة، قد لا يكون مباحا له أثناء تواجده في هرم السلطة؛ وعليه لكيلا يحدث صدمة كبيرة للشارع الكردستاني، إذا ما حدث خذلانا أميركيا جديدا لهم في المستقبل (لا سامح الله)، كما حدث في مرات سابقة كثيرة، لا ينبغي على السياسي أو الإعلام الكردي أن يفرط في التفاؤل، ويبيع الوهم للناس، ويصور لهم بأنّ بايدن هو المخلص الذي يجب علينا أن نرقص فرحا لانتخابه رئيسا لأميركا، وأنّه سيحقق الحلم الكردي المنتظر، كما حدث مع بداية وصول ترمب لسدة الحكم. وقبل البحث عن المخلص الخارجي، لا بد من إيجاد مخلص داخلي، يوحد الصف الكردستاني المتشرذم، والمتخم بالازمات، و يضع حدا للفوضى السياسية والاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن، ومزقت آماله وأحلامه، وجعلته يترنح. وبصريح العبارة كردستان حاليا غير مستعدة، في ظل مشاكلها الداخلية، من اقتناص أيّ فرص، أو لأي متغيرات قد تطرأ على الساحة السياسية الإقليمية والدولية؛ فهي منغمسة في معضلات داخلية يصعب حلها في الأمد القريب. لذلك ينبغي على الجانب الكردستاني التعامل والتعاطي بعقلانية وموضوعية مع الحليف الأميركي غير الموثوق به، والاستفادة من الدروس التاريخية القريبة والبعيدة، وعدم الإفراط في التفاؤل، وترميم بيته الداخلي، والاستعداد إلى سياسة وعقلية أميركية جديدة قد تُحدث تغيرات كثيرة في الشرق الأوسط ، وقد تشمل القضية الكردية أيضا.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاظمي في ١٠٠ يوم!
- أرنب السباق، وأرانب الأحزاب !
- الحرب العالمية الثالثة بين كورونا و البشرية !
- د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!
- جغرافية كردستان !
- كردستان، بين نار أميركا وإيران!
- إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة !
- كردستان ملاذ الخائفين !
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !
- مجزرة تل رفعت!
- مرحلة ما بعد داعش!
- حكومة كردستانية جيدة ،وتركة ثقيلة!
- الفرق بين الدول الغربية المؤسساتية ، والدول الشرقية الفردية ...
- متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟
- مدينة دهوك بلا رقابة !
- جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !


المزيد.....




- بوتين يثير تفاعلا بحركة قام بها قبل مغادرة ألاسكا بعد لقاء ت ...
- أناقة بلا أخطاء.. الأصول الكاملة لاختيار النظارات الشمسية
- مصر.. تدوينة تطلب بمنع الخليجيين من أم الدنيا ونجيب ساويرس ي ...
- -التهديد بحرب أهلية-.. نواف سلام يرد على أمين عام حزب الله
- ترامب نقلها باليد خلال قمة ألاسكا.. رسالة من ميلانيا إلى بوت ...
- قمة ألاسكا بلا اتفاق نهائي… ترامب يمنح اللقاء -10 من 10- وبو ...
- اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا
- مصرع 18 شخصا بسقوط حافلة في واد بالجزائر وإعلان حداد وطني
- هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 ع ...
- كييف تقول إن موسكو أطلقت 85 مسيرة هجومية وصاروخا باليستيا خل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - جو بايدن والقضية الكردية!