أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال الموسوي - الثورة الروحانية لمدير الشركة في موسم الحج














المزيد.....

الثورة الروحانية لمدير الشركة في موسم الحج


كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7666 - 2023 / 7 / 8 - 14:29
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما يكون مدير الشركة في رحلة الحج، يبدو أن العالم يتوقف عن الدوران وتصبح الحياة في المكتب كأنها كوميديا سوداء.

تخيلوا هذا المدير العظيم وهو يتجوّل في مكة المكرّمة بزي الإحرام، يشعر بالنقص والتواضع، ولكن دعونا نكون صادقين هنا، فما زال يحمل ذلك الغرور الذي يشعر به في كل خطوة. يعتقد هذا المدير بأنه ليس مجرد مدير لشركة، بل أيضًا مدير للكون!

منذ اللحظة التي يخطو فيها في موقع الحج، يفتح موبايله ليتأكد من أنه متواجد على السوشيال ميديا، فما الفائدة من القيام برحلة إلى مكة المكرمة إذا لم يتم توثيقها بصور وتعليقات؟ لا شك أنه يتوقع أن تحقق هذه الصور أعلى عدد من الإعجابات في تاريخ البشرية!

ثم يأتي الأمر العصيب: مشاعر التواضع والتفاني. يحاول بكل جدية التحلي بالصبر والتسامح والاحترام، ولكن تبدو عليه تجاعيد الضجر وهو يتعامل مع الناس وكأنه يقول: "اعلموا أنني المدير والحج حق لي أيضًا!" يبدو أنه يشعر أنه مع الله والعمل في آنٍ واحد!

قد يكون لديه خطة لإدخال "تعزيز الروحانية في العمل" كموضوع جديد للندوات التي سيقيمها لفريقه عند عودته.

لا ننسى أنه يحاول التواصل مع العملاء والشركاء أيضًا، حيث يرسل رسائل مبهجة وصورًا له في الإحرام مع تمنياتهم بأن يتقبل الله حجه. بالتأكيد سيتلقى الكثير من الردود الودية، لكن من الصعب تصور كيف يجيب على تلك الرسائل بينما هو في وضع الإحرام!

في النهاية، قد يكون هذا المدير في الحج تجربة لا تُنسى له وللجميع من حوله. فربما سيكتشف الأرضية المتواضعة تحت قدميه ويفهم أنه ليس فوق القوانين والعالم. ربما يعود محملاً بتواضع جديد ورؤية أكثر إنسانية. لكن حتى ذلك الحين، دعونا نستمتع برؤية صوره الشخصية وهو يحمل "مدير الشركة وحاج" في نفس الوقت! وعندما يعود هذا المدير الكريم من رحلته الروحانية في الحج، فإنه يعود بكل الحكمة والتقوى والقوة الروحية. إنه الآن يتجول في أروقة الشركة وكأنه الأمير النبيل الذي يحمل مفاتيح الحكم والإلهام.

يبدأ بتنظيم اجتماع شركة كبرى ليشارك فيه خبراته الروحية. يتحدث عن الصبر والتسامح والاحترام، وكأنه قد وصل إلى الإضاءة النهائية في رحلته. يعلن عن تحويرات هائلة في سياسات الشركة، ويسميها "الثورة الروحية".

يطلب من الموظفين تطبيق المحاذير الروحية في العمل، مثل الاستغفار قبل البدء في أي مشروع والتواضع أمام الزملاء والزبائن. قد يتم افتتاح قسم جديد في الشركة يُطلق عليه اسم "التنمية الروحية"، حيث يتم تدريب الموظفين على التأمل واليوغا وممارسات أخرى لرفع روحهم.

ومع ذلك، قد يتفاجأ هذا المدير بعد فترة قصيرة بعدم تجاوب الموظفين مع هذه الثورة الروحية. قد يجد نفسه وحيدًا في غرفة الاجتماعات وأفكاره الروحية تنتهي بالتبخر في الهواء. فالموظفون قد يشعرون بالارتباك والتشتت، حيث يعتبرون الشركة بيئة للعمل والتحقق من الأهداف وليس محطة للتأمل والروحانية.

في النهاية، قد تكون هذه التجربة الروحية في الحج قد أضافت بعض اللمسات المرحة والساخرة لصورة المدير في عالم الشركة. ربما يكون هناك دروس مهمة يمكن أن يتعلمها هذا المدير من هذه التجربة، مثل أهمية توازن الحياة والعمل، وضرورة فهم احتياجات وتطلعات الموظفين. فقد يكون من الأفضل له أن يستخدم تلك الروحانية في تعزيز التعاون والتفاهم في الشركة بدلاً من فرضها بقوة.

وعلى الموظفين، قد يكون هناك درس مهم يمكن أن يتعلموه أيضًا. قد يكونون قادرين على التواصل مع المدير وتقديم اقتراحاتهم بشأن كيفية تطبيق الروحانية في العمل بطرق تناسب الجميع. يمكنهم أن يستفيدوا من فترة غياب المدير لتطوير رؤى جديدة وتعزيز أهدافهم المشتركة.

على النحو الذي يكون، فإن رحلة المدير في الحج قد تظل ذكرى ممتعة وساخرة في سجلات الشركة. قد تكون تلك الثورة الروحية لم تصل إلى النجاح المطلوب، ولكنها قد أثرت على الطريقة التي ننظر بها إلى الإدارة والعمل. قد تكون هذه التجربة قد فتحت الباب للنقاش والتفكير في كيفية تحقيق التوازن بين الروحانية والواقع في بيئة العمل.



#كمال_الموسوي (هاشتاغ)       Kamal_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتفوق الموظف الكسول في تجنب العمل
- دليل البقاء على قيد الحياة في جحيم المكتب
- رغيف خبز العباس من يدي حبيبتي -اثوب-
- احتضنت يدكِ حد الغفوة
- مع سلاسينية
- اقتباسات من رسل الغرام
- شموستي التي تشرق بعد منتصف الليل
- الظلم آفة لقتل الابداع
- رسل الاوجاع تهاجمني
- حبيبتي والمطر
- دعني اغني.. هل الغناء حرامُ..؟!
- فنجان قهوة لم يكتمل
- سمسمه في ربيعها الدائم الابدي
- لميعة-امرأة ناعمة في زمن الشعر العربي
- كاهي وگيمر مصباح العيد
- في العيد لا عيد دون سمسمه
- ليلة استثنائية مع -برحيتي-
- وجع وسط هذا السكون
- ميلادكِ.. رسل ولدتني في خريف العمر
- سلمان كيوش وادويتي والاء حسين


المزيد.....




- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال الموسوي - الثورة الروحانية لمدير الشركة في موسم الحج