أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - عشرون عاماً مضت من الآلام والمآسي على الشعب العراقي














المزيد.....

عشرون عاماً مضت من الآلام والمآسي على الشعب العراقي


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7664 - 2023 / 7 / 6 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التدخل الأمريكي الامبريالي عندما جيش الجيوش وطائراته وصواريخه وبوارجه الحربية لإسقاط نظام صدام لم يكن من أجل سواد عيون الشعب العراقي وتخليصه من حكم صدام الدكتاتوري الدموي وإنما جاء لبسط وتنفيذ سياسته وأغراضه الاستعمارية ومن أجل أن يجسد تعقيدات وتناقضات الوضع الجديد واحتمالاته المفتوحة فقد كان من ناحية تخليص الشعب العراقي من حكم دكتاتوري دموي ومن الناحية الأخرى الإيذان بواقع حكم جديد يقوم على الفوضى والاضطراب وانعدام الاستقرار والمحاصصة الطائفية والفساد الإداري والفقر والجوع والبطالة وكان المؤمل أن يرافق سقوط النظام وتفكك الدولة ظهور البديل المدني الديمقراطي الذي كان الشعب يتطلع له ولكن نشأ على أنقاضه فراغ سياسي وأمني خطير حيث أصبحت العاصمة بغداد مسبية ثلاثة أيام بدون أمن أو جيش يحمي الشعب وتألفت في أحياء بغداد مجموعات من الشباب تحمل السلاح لحماية أهاليها من الانفلات الأمني وعصابات السطو والنهب وكان المارينز الأمريكي يجلسون على دباباتهم وهم يتفرجون على نهب التحفيات من متحف بغداد وكذلك العصابات تحمل المراوح والمكيفات والكراسي التي نهبت من الدوائر الحكومية ولا يحركون ساكن بينما القوانين الدولية تفرض على قوات الاحتلال حفظ الأمن والاستقرار وعدم التجاوز على أموال الدولة والمواطنين وإن عذابات السنين الطويلة يجب أن تبقى شاخصة أمام كل من راهن وسيراهن على التدخل الأجنبي في تحرير وطنه وإجراء عملية التغيير وترك الخيارات للقوى المحتلة من رسم سياسة البلد للأجنبي كما فعلت قوى المعارضة العراقية عندما سلمت أمور البلد ومصير شعب العراق إلى الحاكم العام الأمريكي على العراق (بول بريمر) ووضع نظام حكم مدني على العراق يكون حسب القاعدة الطائفية والقومية للشعب العراقي وعلى ضوئه تأسس وتألف نظام الحكم المحاصصي الطائفي والقومي في العراق إلى الآن عانى منه الشعب العراقي حياة قاسية لقد بينت فترة الحكم الماضية التي استمرت عشرون عاماً بوضوح أن العملية السياسية لا تواجه صعوبات جدية واختلالات كبيرة فحسب وإنما تعاني من خلل كبير لأنها انطلقت من أسس مشوهة وفاشلة ... إن الشعب العراقي يتطلع بعد عشرين عاماً من الفشل المزمن الذي أصبح مرض عضال لا يرجى شفائه إلا من خلال إجراء وإقامة عملية تبديله بدولة مدنية ديمقراطية تكفل للشعب العراقي الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والمستقبل المشرق السعيد وإن العشرين سنة الماضية أدخلت العراق وطن وشعب في عنق الزجاجة وأوصلته إلى الحضيض ويتذكر شعبنا العراقي حصيلة وويلات العشرون سنة الماضية وما صنعه الحكم المحاصصة الطائفية وضعف الدولة وتراجع مؤسساتها وغرقها بالفساد الإداري كما أن عجزها في أداء وظائفها يتجلى بوضوح في مجال تقديم الخدمات الأساسية والقطاع الصحي في تراجعه على مستوى الخدمات الصحية والطبية والعلاجية والوقائية وتهالك أبنيته التحتية وكذلك الحال في قطاع التعليم بجميع مستوياته والمرافق التعليمية المتهالكة وغير الملائمة مما جعل العراق بأسوأ سياساته في التربية والتعليم في الدول العربية وأصبحت الأمية والجهل آفة تهدد المجتمع العراقي بعد أن أصبح أولياء الطلبة يسحبون أبنائهم من كراسي الدراسة ويرمونهم في سوق العمل أما عتالين أو بائعي أكياس النايلون أو متسولين يساعدون أوليائهم في توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم كما كان من مخرجات العملية التعليمية (الأمية المقنعة) التي غزت دوائر الدولة بشهاداتهم المزورة وأصبحت تمثل التهديد الأكبر للدولة العراقية وعندما أصبحت الجامعات العراقية تخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة بمختلف الشهادات (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه) وترميهم في مستنقع البطالة مما جعل هذه الشريحة العلمية التي من المفروض أن تقدم خدمتها وعلمها في تقدم وتطور مشاريع الدولة أصبحوا من الداخلين في سوق العمل أو من البطالة بسبب الغياب شبه التام للقطاعات الإنتاجية والتدهور غير المسبوق للزراعة في تاريخ العراق ... أما على الصعيد الاجتماعي فالفشل أكبر وأعمق نتيجة السياسات الاقتصادية الريعية التي لاقت ترحيباً ودعماً من حكومات المحاصصة منذ عام/ 2003 أصبح العراق يشهد تفاوتاً طبقياً متنامياً بعد أن تفاقمت حدة التفاوت لدى المحسوبين والمنسوبين على الأحزاب والكتل السياسية الحاكمة التي تضخمت وتعاظمت مداخيلهم وكان للفساد الإداري دور كبير في ذلك مما أدى إلى تدهور المستوى المعيشي ومظاهر البؤس والفقر والجوع والحرمان لدى شريحة واسعة وكبيرة من الشعب العراقي ... وفي ظل هذه الأزمات والانتكاسات البنيوية العميقة أصبح ضرورياً قيام عملية التغيير من خلال دولة مدنية ديمقراطية تبني عراق جديد خال من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضاء على الفساد الإداري وملاحقة الحيتان الكبار ومعاقبتهم وتبديل الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد الصناعة والزراعة والسياحة والتنمية المستدامة والقضاء على الفقر والجوع والحرمان والبطالة بالاعتماد على الكوادر العراقية من العلماء وأصحاب الاختصاص والكفاءة والمخلصين أصحاب الأيادي البيضاء من المهاجرين خارج العراق في بناء عراق جديد متقدم ومتطور.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد اطلاق الموازنة المطلوب متابعة ومراقبة طرق صرفها وتنفيذ ف ...
- عيد بأية حال عدت يا عيد ---- بما مضى أم بأمر فيك تجديد
- إلى موقع الأستاذ رائد فهمي - سكرتير اللجنة المركزية للحزب ال ...
- صحافة ثورة العشرين الباسلة في العراق
- بمناسبة مرور مائة وثلاثة أعوام على المآثرة البطولية التي خاض ...
- المظاهرات والاحتجاجات السلمية وسيلة تجعل الدولة تعرف مدى نجا ...
- من فمك أدينك
- الأكثرية الصامتة والواجب الوطني العراقي
- اتحاد الطلبة العام العراقي طود نضالي شامخ في المآثر النضالية ...
- لو أن ... السيد مقتدى الصدر تصدى وتحدى وكان الحكم بقيادته ال ...
- السيد يوسف خماس المحترم
- لماذا فشلت دولة المحاصصة على مدى حكم استمر عشرون عاماً ؟
- جماهير الشعب العراقي تطالب السيد مقتدى الصدر والتيار الصدري ...
- السوداني ومرجعيته الفاشلة
- الميزانية الثلاثية بدون عدالة اجتماعية ولا تنمية تنصف الشعب ...
- العراق ليس في أيدي أبناءه الأصلاء المخلصين الآن
- التطهير والتصفية في المدراء العامين وإبدالهم بآخرين
- دور التحالفات في بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية
- يوم الطفولة العالمي والطفولة في العراق
- لماذا النظر والترقب لحكومة السوداني بحذر وحساسية ..؟


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - عشرون عاماً مضت من الآلام والمآسي على الشعب العراقي