صحافة ثورة العشرين الباسلة في العراق

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان لصحافة ثورة العشرين حضور مميز في أحداث ومسيرة ثورة العشرين المجيدة حيث كان لجريدة الفرات وجريدة الاستقلال اللتين صدرتا في مدينة النجف أثر بارز بما يجري ويحدث وما تركته الثورة ويؤلفان واحدة من أنصع صفحات الثورة العراقية وتأتيان فضلاً عن ذلك في صدر قائمة المصادر الرائعة التي لا غنى عنها بالنسبة للباحثين والمؤرخين الذين يتصدون لمعالجة وتحليل أحداث الثورة من جوانبها كافة ومن أجل ذلك أصدر عدد من المثقفين جريدتين أيام الثورة المباركة في مدينة النجف فكانت الأولى جريدة الفرات التي صدرت في 7/ آب/ 1920 وصدر منها خمسة أعداد فقط وكانت تصدر بأربعة صفحات وبحجم صغير نسبياً وكانت غنية في اخبار الثورة الباسلة وأشرف على اصدارها الشيخ محمد باقر الشبيبي أحد مؤسسي جمعية حرس الاستقلال السرية وعرف بمواقفه الوطنية الجريئة والشجاعة وكان يشرف على طبع منشورات الثورة منذ اندلاعها حتى نهايتها وينشرها في جميع المدن التي امتدت إليها الثورة الباسلة أما جريدة الاستقلال التي صدرت في اليوم الأول من شهر تشرين أول عام/ 1920 وكانت تصدر بصفحتين بحجم كبير وقد بلغ ما صدر منها ثمانية أعداد فقط وقد أصدرت أربعة مرات في الأسبوع بصورة منتظمة بإشراف محمد عبد الحسين الكاظمي وعبد الرزاق الحسيني وكانت تطبع بمطبعة الشيخ صادق الكتبي في مدينة النجف ... وإن مجموع ما صدر من الجريدتين ثلاثة عشر عدد فقط ولم يتجاوز عمر صحافة ثورة العشرين أكثر من ثلاثة وخمسون يوماً ويكمن السبب الحقيقي من ذلك في أمرين أساسيين ... الأول يتعلق بتأخر المثقفين في إصدار صحف تنطق بلسان الثورة بسبب اعتمادهم على المنشورات التي كان يصدرها ويعلنها الشيخ محمد رضا الشبيبي ... أما العامل الثاني بسبب ندرة الأوراق وقلة المعدات الآلية ولكن بالرغم من قلة الأعداد التي صدرت عن الجريدتين ومحدودية امكاناتها فإن صحافة ثورة العشرين جديرة بالاهتمام والتقويم وكانت أعداد الجريدتين توزع أساساً على قادة الثورة في مدينة النجف والمناطق الأخرى كما كانت أعداد منها تلصق على أبواب الجوامع وقد أولت الدول الأخرى اهتمام كبير بما كان ينشر بالجريدتين ولاسيما في تركيا والهند حيث كانت صحافة ثورة العشرين تظهر على صحفها بأسلوب رائع طبقاً للمقاييس الأدبية السائدة آنذاك وبطريقة ممتازة تجلب نظر القارئ وتؤثر فيه وقد بلغت مستوى رفيعاً من حيث الأسلوب اللغوي ومتانة التعبير ووضوح السبك وشمول المعنى وتنشر بلغة سهلة يستطيع الجميع الاستفادة منها.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل