دور الثقافة والمثقفون في تقدم الشعب وتطوره

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعتبر الثقافة والتثقيف الذاتي الباب الواسعة التي يدخل من خلالها الإنسان إلى المعرفة والتقدم والتطور للشعوب وإلى رحاب المعرفة والوعي الفكري والديمقراطية والامكانيات والمقدرة الواسعة على فهم الإنسان لذاته ولمجتمعه والإنسانية جمعاء ومقدرته التفاهم والتعايش مع الآخرين.
يقول المفكر الكبير غرامشي : (إن الثقافة تلعب دوراً فعالاً حينما تتحول إلى أداة للفعل السياسي عن طريق الوعي الفكري بالاتكاء على مجمل القوى الاجتماعية الصاعدة التي تتطلع إلى عالم جديد، فلابد لها أن تمتلك وعياً جديداً قادراً على صنع التغيير والتحول إلى الجديد لأن الدعوة إلى الثقافة الجديدة معناها الدعوة إلى ممارسات ومبادرات من شأنها أن تخلق إنسان جديد ومجتمع جديد).
إن الإنسان الجاهل يعيش داخل نفسه أما الإنسان المثقف والواعي يعيش في رأي الآخرين، فهو كالمرأة يرى من خلالها انعكاس نفسه كلام ورأي الآخرين فيصبح انعكاس متبادل بينه وبين الآخرين.
كما يقول المفكر الكبير غرامشي : (إن الثقافة تعتبر ضمير الناس وجوهر وجودهم مثلما هي الأساس الثابت الراسخ لأشكال التنمية والتقدم والتطور كافة) ويعتبر المثقف هو عقل الأمة وقائد التغيير الحقيقي في المجتمع الذي يأخذ ويؤدي بالأمم إلى بر الأمان وصحائف البقاء ويكون دوره القيادي يتحدد بالتوجه نحو الخلاص من هيمنة الدولة وإن ذلك لا يعني التمرد والخروج عن القانون واحترام هيبتها وطاعتها وإنما عدم السماح لأجهزتها القمعية والدكتاتورية بالتلاعب بمقدرات الشعب وتبديد ثروته وحرمانه من حقه في التمتع بالحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد والأمن والاستقرار ولذلك إن المثقف يعتبر صانع الوعي الفكري وموجه المجتمع وطارح الأسئلة ويبقى صاحب المبادرة الأولى للبحث عن التغيير واستعادة البناء والإعمار والعمل على ترسيخ قواعد حياة مدنية ديمقراطية لائقة بالإنسان.
ويعتبر دور المثقفين أهم من السياسيين الذين قادوا مسيرة وطنهم نحو الحضارة ومتقدمين عليهم في ريادة حركات التحرر والثورات الوطنية وتوجيه المجتمع نحو التقدم والتطور.

ملاحظة : كتب هذا الموضوع بسبب غياب الثقافة عن البرنامج الحكومي والذي انتقلت عدواه من الحكومات السابقة منذ عام / 2005 إلى الآن.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل