عراق الفرهود والسرقة والنهب والفساد الإداري

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إذا كان صحيح أن الفساد الإداري موجود في دول العالم لكنه يختلف بأشكاله ومستوياته عما موجود في العراق المستباح وشعبه المذبوح لأنه لم يحدث مثله ليس في ماضي الزمان والآن أو في مستقبل الأزمنة القادمة وكم كانت تساورني حجم الرغبة والتمنيات استماع ومشاهدة رئيس جمهورية العراق ورئيس وزراء العراق ورئيس القضاء الأعلى وهيئة النزاهة وكان موضوع مكافحة الفساد الإداري لبرنامج لعبة الكراسي الذي يبث من قناة الشرقية نيوز كما نطق به وكشفه رئيس وموظفي مديرية عقارات الدولة عن حجم النهب والاستحواذ على عقارات الدولة والتلاعب بها فبيع إحدى العقارات بعشرة آلاف دينار واستأجر أحد العقارات سنوياً بمليون دينار والتجاوز عليه من قبل قادة الأحزاب السياسية والمتنفذين ليوم 31/5/2023 وهذه التجاوزات ليست الأولى والوحيدة وإنما هنالك تجاوز ونهب على منافذ الحدود وهنالك نهب وسرقة بالنفط والآثار وغسيل الأموال وتهريب الدولار وسرقة أموال الدولة والموازنات وهنالك المناصب للوزراء والمناصب الخاصة تباع وتشترى بالدولار وهنالك مكاتب الأحزاب السياسية تتعامل بالممنوعات وتمتلك المصارف المشبوهة وهنالك الفقر والجوع والبطالة والمخدرات وانفلات السلاح وهنالك من يستلم رشوة خمسة آلاف دينار من الموظفين يعاقب بالطرد والسجن عدة سنوات بينما حيتان الفساد الإداري الكبار الذين سرقوا المليارات يقضون فترة حكمهم في فنادق خمسة نجوم أو يعيشون برفاه في عواصم الدول الأوربية وهنالك تفاوت كبير بين رواتب المتقاعدين وتفاوت في سلم الرواتب بسبب القوانين المخالفة والمتناقضة للعدالة الاجتماعية ... كل ذلك حدث في العراق بعد فترة الحكم عام/ 2003.
إن سبب كل ذلك خلل سلطة الحكم التي تألفت وتشكلت على قاعدة مغلوطة وغير صحيحة لأن احتلال العراق وفتح أبوابه لنظام الحكم الحالي جاءت بطريقة منافية للعرف والتقاليد المتعارف عليها لأنها قامت ليس من أجل سواد عيون الشعب العراقي وتخليصهم وإنقاذهم من حكم صدام الدكتاتوري الدموي وإنما جاء ذلك من أجل مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في بناء عراق هزيل وفاشل ومنهار من خلال مشروع الحاكم المدني العام (بول بريمر) في تأليف مجلس حكم وفق القاعدة الطائفية والقومية للشعب العراقي التي أصبحت قاعدة لحكم المحاصصة الطائفية والتوافقية المصلحية والمحسوبية والمنسوبية التي استمرت عشرون عاماً وأوصلت العراق إلى ما نحن عليه الآن.
وفي برنامج القرار لكم ليوم الأحد المصادف 4/6/2023 من فضائية دجلة حيث كشف الوزير السابق والنائب السابق (وائل عبد اللطيف) أن الفصائل والعشائر هي التي تسيطر على النوافذ الحدودية البحرية والبرية وإن عائدات المنافذ (90 مليار دولار سنوياً) تهدر جميعها عن طريق السلب والنهب والرشوة كما كشف السيد (شرهان) أحد موظفي ميناء أم قصر عن الفساد الإداري وهدر المال العام في الموانئ الجنوبية من العراق حيث تم تهريب سبعة شاحنات مبردة من اللحوم كما تم التجاوز عن مبلغ سبعمائة مليون دينار من خلال الوزن لشحنة من اللحوم أيضاً وقد أخبر مدير الميناء لأم قصر المسؤولين عن ذلك في بغداد ولم تتخذ أية إجراءات أما الضابط الذي كشف الشحنة والتزوير فقد اتهم بالرشوة ونقل من ميناء أم قصر كما هربت شحنة من الدواء الفاسد بالرغم من اكتشافها ويجري التلاعب في الكمرك للدراجات النارية والتكتك وأحد الضباط في منفذ طريبيل الحدودي يجمع (750 ألف دينار) كل عشرة أيام رشاوي.
وقد ذكر (شرهان) الموظف السابق في الميناء بأنه وآخرين من الموظفين قدموا وثائق ومستمسكات إلى الرقابة المالية إلا أنهم لم يأخذوا بها.

أين هيئة النزاهة من هذا التجاوز والفساد ونهب أموال الشعب العراقي ؟؟؟

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل