أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - عيد بأية حال عدت يا عيد ---- بما مضى أم بأمر فيك تجديد














المزيد.....

عيد بأية حال عدت يا عيد ---- بما مضى أم بأمر فيك تجديد


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تَعوّد الأحفاد من أبنائنا في كل عيد الذهاب مرة واحدة إلى مدينة الألعاب القريبة من بيوتنا وقد أقيمت هذه المدينة في إحدى المتنزهات في وسط مدينة الحلة القديمة تحيط بها الأحياء والبيوت القديمة التي لا زالت تسكنها العوائل الفقيرة لأن أبنائها الأثرياء هجروها وسكنوا في أحياء فاخرة وفي بيوت تزين أطرافها الحدائق والشوارع المبلطة النظيفة والجميلة وفي ثاني يوم العيد سألت أحد أحفادي هل يذهبون إلى مدينة الألعاب فأخبرني نذهب إليها مرة واحدة لأنها تحتاج إلى مال كثير للدخول إلى المدينة بـ (خمسة آلاف دينار) وفيها ألعاب مثل المراجيح ودولاب الهواء والسيارات الصغيرة والطائرات والصواريخ وهذه الألعاب أسعار الركوب فيها من ألفين دينار إلى أربعة آلاف دينار ومدة يقضيها الإنسان في ركوبها لا تتجاوز خمسة دقائق ولذلك لا يتردد عليها سوى أبناء الأثرياء أما أبناء الأحياء الفقيرة القريبة من المدينة يقضون وقتهم خارج مدينة الألعاب يتفرجون على الألعاب من خلال السياج المشبك الذي يحيط بمدينة الألعاب في عوز وفي ألم وحسرة ... فتساءلت مع نفسي لماذا بلدية مدينة الحلة لا تحدد أسعار الدخول بمبالغ قليلة واللعب في مدينة الألعاب التي أصبحت لا يتردد عليها سوى الأثرياء بينما المفروض أن تكون أسعار الدخول واللعب قليلة حتى يستطيعون جميع الأطفال بدون تفريق طبقي مزاولة ألعابهم فأخبرني أحد أولادي أن هذه المدينة تعود إلى القطاع الخاص وليس للدولة فتذكرت ذلك المحامي المصري الشيوعي نبيل الهلالي الذي تجرد عن عائلته الأرستقراطية الثرية وهو ابن رئيس الوزراء نجيب باشا الهلالي في العهد الملكي ووزير للمعارف في عدة وزارات وأصبح يلقب بـ (قديس اليسار المصري) واصطف مع الفقراء والعمال والفلاحين والكادحين واشتهر بالدفاع عن حقوق الفلاحين والعمال والكادحين والحريات الديمقراطية وقد تعرض للسجن والاعتقال في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام/ 1959 لمدة خمسة سنوات وفي عام/ 1965 سجن أربعة سنوات وفي مقابلة صحفية مع إحدى الصحف سأله الصحفي كيف أصبحت شيوعياً وأنت ابن رئيس الوزراء وكنت تعيش في حياة بذخ وأرستقراطية ... فأجابه قائلاً في إحدى الأيام أرسلني والدي إلى شراء بعض الحلوى من إحدى المحلات في القاهرة وحينما وصلت إلى محل بيع الحلوى وجدت بعض الأشخاص واقفين فوقفت معهم أنتظر دوري لشراء الحلوى فكنت ألتفت يميناً ويساراً فوقع بصري على أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين أربعة سنوات وستة سنوات حفاة وملابسهم رثة وهم يخرجون ألسنتهم ويلطعون (يمسحون) زجاج المحل وحينما جاء دوري تناولت الحلوى وذهبت نحو الأطفال وأخذت أسألهم عن تصرفهم فأجابني أحدهم وقال لي : يا بك نحن لما نلطع زجاج المحل وكأننا نلطع الحلوى فناولت كل واحد منهم قطعة من الحلوى وبقيت أفكر عن هؤلاء المحرومين والجياع وكم يوجد أمثالهم في مصر والعالم وفي صباح اليوم التالي عندما كنت طالباً في الثانوية ذهبت وانتميت إلى اتحاد الطلبة في المدرسة الثانوية ومن ثم انتميت إلى الحزب الشيوعي المصري وأصبحت شيوعياً أناضل من أجل الفقراء والمساواة والعدالة الاجتماعية بين جميع أفراد الشعب المصري.
وظاهرة الاغتراب تعتبر أيضاً من الظلم والتفاوت الطبقي والحرمان لأن الاغتراب هو شعور الفرد بالغربة والحرمان من جهده وعمله ويغتصب منه بالرغم منه وهو يعتبر شعور الفرد بالغربة والانفصال عن الناس وعن الآخرين من الأهل والأحبة وتجعل الإنسان في حالة غير إنسانية عندما تحول أفعاله ونشاطه إلى قوة طاغية أخرى نقف ضده ونغتصبه ونتحكم فيه بدلاً من أن يتحكم هو فيها والاغتراب خاصية تميز الإنسان وفي بعض الأحيان توصف على أنها ظاهرة غريبة ومرضية تفرض على الإنسان وتغتصبه وتجبره على اللجوء إليها بالرغم منه وتجعله شخص غريب وبعيد عن أهله ومحبيه ومجتمعه ووطنه ونشاطه وعمله وهو يمثل الحرمان بجميع مفرداته وجوانبه ... وقد عرّف الفيلسوف والمفكر الكبير كارل ماركس الاغتراب بحرمان الإنسان من السلعة التي يبذل جهده وعمله في إنتاجها ... كما يعرّف الاغتراب بالابتعاد والحرمان عن أي عمل يقوم به وحرمانه من حق اغتصب منه غصباً عنه والابتعاد عن الأهل والأحبة وحتى الإنسان الذي يغترب عن وطنه غصباً عنه وعندما ينفى ويترك داره كالمهجرين والذين يتركون أهلهم وأحبائهم ووطنهم إلى أرض الله الواسعة من أجل البحث عن العمل وتوفير لقمة العيش له ولعائلته وحتى الفقراء والجياع والبطالة هم محرومين وفي حالة اغتراب عن العمل ولقمة العيش والمواطنين المغيبون عن عوائلهم ومجتمعهم وديارهم غصباً عنهم هم مغتربون أيضاً.
يقول الشاعر :

يا طارق الباب رفقاً حين تطرقها ---- فإنه لم يعد في الدار أحباب
تفرقوا في دروب الأرض وانتشروا ---- كأنه لم يكن أنسن وأحباب
ارحم يديك فما في الدار من أحد ---- لا ترجُ رداً فأهل الود قد راحوا
ولترحم الدار ... لا توقظ مواجعها ---- للدور روح ... كما للناس أرواح



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى موقع الأستاذ رائد فهمي - سكرتير اللجنة المركزية للحزب ال ...
- صحافة ثورة العشرين الباسلة في العراق
- بمناسبة مرور مائة وثلاثة أعوام على المآثرة البطولية التي خاض ...
- المظاهرات والاحتجاجات السلمية وسيلة تجعل الدولة تعرف مدى نجا ...
- من فمك أدينك
- الأكثرية الصامتة والواجب الوطني العراقي
- اتحاد الطلبة العام العراقي طود نضالي شامخ في المآثر النضالية ...
- لو أن ... السيد مقتدى الصدر تصدى وتحدى وكان الحكم بقيادته ال ...
- السيد يوسف خماس المحترم
- لماذا فشلت دولة المحاصصة على مدى حكم استمر عشرون عاماً ؟
- جماهير الشعب العراقي تطالب السيد مقتدى الصدر والتيار الصدري ...
- السوداني ومرجعيته الفاشلة
- الميزانية الثلاثية بدون عدالة اجتماعية ولا تنمية تنصف الشعب ...
- العراق ليس في أيدي أبناءه الأصلاء المخلصين الآن
- التطهير والتصفية في المدراء العامين وإبدالهم بآخرين
- دور التحالفات في بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية
- يوم الطفولة العالمي والطفولة في العراق
- لماذا النظر والترقب لحكومة السوداني بحذر وحساسية ..؟
- فضيحة مدوية وطعنة فاشلة لرصانة التعليم العالي
- خاطرة : قِنِّي والدينار


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - عيد بأية حال عدت يا عيد ---- بما مضى أم بأمر فيك تجديد