مأزق الكلمات

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 12:12
المحور: الادب والفن
    

كلميني .. تحدثي معي .. تحدثي عن اي شيء . ولكن تكلمي فحسب .. بعد سكوتك توقف كل شيء .. فلم يعد قلمي يسطر كلمة واحدة .. وكل ما اكتبه حاليا كله هراء .. وكأني فقدت القدرة على الكتابة .. بالأمس حين اشرع بالكتابة كل الكلمات تتزاحم مع بعضها لتخرج للوجود على الورق .. والآن ابحث عن كلمة تربط كلمة لأكون عبارة .. اجد كل الكلمات تبعثرت من عقلي كحبات قلادة لؤلؤ انفرط من جيد حسناء . ضاعت مني العبارات وضاعت مني كل الجمل . وحتى الخيال تشتت فلم يعد له وجود .. انظر للورقة عسى ان تسعفني كلمة لأبدأ بالكتابة وكأني تلميذ خائب امام ورقة اسئلة لايعرف ماذا يفعل .. ان بقيت هكذا سوف تموت كلماتي ويسافر الخيال الى محطة غير محطتي فلم اعد استهويه بقصص واحاديث زمان .. اي محنة حين يغادر منك الالهام .فهو حكم بالموت الزؤام .. تكلمي ايتها الصامتة .. اعرف ان في داخلك الف صرخة . فجريها بوجهي .. وسوف تخرج ينابيع الحياة لكلماتي . قولي اي حاجة . قولي .. تكلمي .. فسكوتك موت ..اتراني .. حاليا اكتب كل هذا الهراء ؟ . من اجلك عشقت الكتابة .. ومن اجلك اكتب لك وحدك . ان بقيت صامتة سأقفل ابوابي واهجر كلماتي .. ان تكلمتي سوف انافس فرسان الكلمة .. واظل اكتب لأحطم كل الارقام القياسية عن رجل كتب رسائل لامرأة احبها .. لاتتركيني وسط الطريق .. انا اخشى وحشة طريقك .. لان اشباح الكتابة تحوم حولي وتضحك من هذياني وقلة حيلتي . وضعفي .. انتشليني من هذا الضياع والهراء،. لأؤلف عنك قصص اشبه بقصص الف ليلة وليلة واجلب لك الفانوس السحري والبساط الطائر والجني . وامتطي خيول تطير وسفن تبحر في بحور واجلب لك اللؤلؤ والمرجان وافتح مغارة علي بابا . واحمل كنوز من انواع الكلمات واغلاها واحلاها لأطرزها لك بحلو العبارات . اذا تكلمتي واعلنتي نهاية صيامك عن السكوت فسوف تدوم الحياة .. والا تحملي كل هذا الهراء . واغدو صعلوك لايفقه من الحياة سوى التسول ويطلب الكلمات دون حياء . فأن اجاد لايلملم سوى عبارات من مزبلة الكلمات . لاتغني من جوع .. ولاترتقي لسموك ايتها الملكة .. تكلمي او اصمتي للابد لكي اشيع كلماتي لمثواها الاخير .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل