أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - رواية خمسة مارس.. ألفريد دي فينيي















المزيد.....

رواية خمسة مارس.. ألفريد دي فينيي


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


يمكن اعتبار ألفريد دي فينيي (Alfred de Vigny)، أحد أهم روّاد الأدب الفرنسي: أول قصيدة أسطورية رومانسية؟ إلوا في عام 1824.أول تعبير عن عزلة العبقرية؟ قصيدة موسى في عام 1826. أول تراجيديا لفنان أسيء فهمه؟ رواية ستيلو في عام 1832 وتشاتيرتون في المسرح عام 1835. أول فضيحة مسرح رومانسي؟ ترجمته لـ "عطيل" في عام 1829 قبل أشهر قليلة من "معركة هرناني". أول نجاح كبير للرواية التاريخية الفرنسية؟ خمسة مارس (Cinq-Mars) في عام 1826. الشيء الغريب هو أنه لم يواصل جهوده، فبعد مسرحية تشاتيرتون، لم يكن قد بلغ من العمر أربعين عامًا (عاش ستة وستين عاما)، ومع هذا انتهت حياته الأدبية، باستثناء بعض قصائد كتبها ونشرت بعد وفاته. منذ ذلك الحين، غالبًا ما تم طمس أعماله من خلال الآثار الأدبية التي أتت بعدها. إن الكاردينال ريشيليو الذي ينتمي إلى رواية خمسة مارس، والذي قدمه دي فينيي بشكل غير ناضج، مسح نموذجه من الذاكرة الجماعية ريشيليو الكاردينال الميكيافيلي الشهير في رواية الفرسان الثلاثة، لألكسندر دوما. استوعب دي فينيي جميع موضات عصره لكنه لم يربط نفسه بأي منها، وعندما توفي في عام 1863، انضم إلى الكاتب، الذي كان قد مات بالفعل منذ ربع قرن. يجد المؤرخون الأدبيون بعض الأسلاف الغامضين له في فرنسا، كما ويقابلونه بالوحشين الإنجليزيين المقدَّسين، اللورد بايرون والسير والتر سكوت، اللذين كانت كتاباتهما مشهورة عندما دخل دي فينيي الأدب. يقولون أيضا، أن دي فينيي، يفتقر إلى روح الاستمرارية والمثابرة، وأنه لم يزد على أن فتح الطريق لكتاب في عصره: دوما، وهوجو، إلخ. لا تنتقص الأعمال الأدبية العظيمة اللاحقة من مجد دي فينيي، الذي رسم الطريق واجب الإتباع لأولئك الأكثر خصوبة منه. لقد كُتِبَ الكثير عن رواية خمسة مارس، ولن أمتلك الجرأة على الإدعاء باكتشاف زوايا قراءة غير ملحوظة أو جمال خفي في هذه الرواية المعروفة. ومع ذلك، أود استكشاف بعض جوانبها الأكثر إثارة للإهتمام، في رأيي. عن ماذا تتحدث هذه الرواية؟ آخر مؤامرة كبيرة في عهد لويس الثالث عشر، قادها، بدعم من كبار الفرونديين المستقبليين، هنري دي إيفيات ماركيز دي سينك مارس (خمسة مارس)، البالغ من العمر 20 عامًا، والمقرب من الملك. استهدفت هذه المؤامرة الرجل القوي وهو يعيش آخر أيامه في الحياة الدنيا، الكاردينال ريشيليو، رئيس الوزراء لأكثر من عشرين عامًا، أكثر من استهدافها للملك. هذا الكاردينال، الذي على الرغم من تدهور صحته، تمكن من كشف المؤامرة، التي لم تحسن القيام بها شخصيات متواضعة الذكاء وجبانة - بما في ذلك شقيق الملك نفسه، جاستون دورليان. تم إعدام سينك مارس (خمسة مارس) يوم 12 سبتمبر 1642 في ليون مع صديقه المقرب فرانسوا دي تو.

من أكثر الجوانب العجيبة في هذه الرواية، بالنسبة للقارئ المعاصر، افتقارها إلى الترابط. قسماها اللذان يفصل بينهما عامان، يبدوان مستقلين. تبدو رواية خمسة مارس كتكتل من الرسومات التوضيحية التاريخية، المرتبطة بخيط نصي غامض للغاية. كل مشهد هو لمحة تعمل بمفردها تقريبًا: محاكمة جرانديي، حُكْمُ ريشيليو اليومي، القراءة عند ماريون ديلورم، الأب جوزيف، قَسَمُ المتآمرين، المطاردة في جبال البيريني، صعود نهر الرون، الإعدام، إلخ. يكتب دي فينيي التاريخ كما يرسمه آخرون: الوحدة الثلاثية، الإهتمام باللياقة، القوة المثيرة والمرئية، العزلة النسبية للرموز التاريخية عن بعضها البعض، إلخ. يسمح دي فينيي، كما في بعض أعمال بلزاك، ببعض التناقضات، ويسرِّع سرده بوحشية، ثم يتوقف على مشهد مهم ومعبِّر، يكاد يعمل بمعزل عن البقية. لا يهم أن الحبكة تعاني. وهكذا، فإن الفصل الخاص بمحاكمة وإعدام الأب أوربين جرانديي، في لودون، في بداية الرواية، يشكل نوعًا من القصة القصيرة المنعزلة. يظهر الشاب ماركيز ديفيات هناك، عن طريق الصدفة تقريبًا، هو الذي غادر لتوه قصره للانضمام إلى المحكمة التي دعاه إليها الكاردينال ريشيليو. المشهد مخاط بشكل غريب مع بقية الرواية. يبدو أن متعة الكتابة قد تجاوزت قيودها المتماسكة. إن قضية نساء لودون الممسوسات لديها كل شيء لجذب كاتب رومانسي: كاهن جذاب وكاريزمي، اسمه جرانديي، تتهمه راهبات أورسولينيات بأنه سحر طائفتهن وسلمها إلى قوى شيطانية. ولأن الأب جرانديي سبق له أن هاجم ريشيليو علنًا، فقد تم اغتنام هذه الحادثة، واعتبارها فرصة جيدة لإسكات خصم خطير بشكل دائم. وهكذا تتم محاكمة الأب جرانديي محاكمة شكلية، تدينه، ويعدم حرقا. لهذه القضية -خارج مؤامرة خمسة مارس- خصص الكاتب خمسة من تسعة وعشرين فصلاً من الرواية. يتم المشهد ليلاً، تحت عاصفة مدمرة، في بلدة لودون القديمة التي تعود إلى القرون الوسطى: مشهد رومانسي، مشهد قوطي. كل شيء هناك: ظلام النفوس، الليل، الظلامية، التملك، الأكاذيب، المذنبون، غضب الجمهور، نار المحققين، نار الكلمات، النار الحقيقية. تقفز الرومانسية فوق طراز لويس الرابع عشر لتمسك بيد العصر الباروكي الذي يسمح لنفسه بأن يُظلِمَ أكثر. تكتسب الرواية نغمتها الفعلية، بعد الفصل الأول المضلِّل والكاريكاتوري، الذي أحسب أن الغرض من ورائه هو تحقيق متعة أكبر للقارىء. ستلعب رواية خمسة مارس -على غرار أعمال السير والتر سكوت- على ظلام الروح والتاريخ. سيكون جوها ليليًا جدا. يتم أداء القسم في ظلام الأقبية، التي بالكاد تضاء بواسطة عدد قليل من الشموع. يَحكُمُ الكاردينال بالقرب من المدفأة، في قصر قديم، يكاد يكون معتما. يعمل المتآمرون ليلا، وكذا الأب جوزيف. الشعب الذي يجتمع أمام قصر اللوفر، يفعل ذلك تحت جنح الظلام. المشاهد المنيرة نادرة في هذه الرواية التي تلعب على انطباعات القارئ أكثر من حساسيته النفسية. السرد في هذه الرواية جميل جدا(المشهد الليلي في لودون، مشهد جبال البيريني). يبدو لي هذا نجاحًا كبيرًا للرواية. ومع ذلك لا تصل رواية خمسة مارس إلى القمم النفسية التي بلغتها الرواية الفرنسية.

تفتقر هذه الرواية أحيانًا إلى التماسك النفسي، وإلى العمق. يقضي خمسة مارس زمنا يكون فيه شابا رومانسيا، يحب أميرة شابة من مانتوان لا يمكنه الزواج بها إلا إذا أصبح بسرعة أحد عظماء المملكة. ثم يتحول إلى سياسي ماكر، يعارض مركزية ريشيليو، ويقرر التآمر بعقلانية على الكاردينال، دون التفكير كثيرًا في قَسَمِ الحب. عندما تهرب منه الأميرة، يترك كل شيء دون قتال - بينما لم تتم تسوية أي شيء. لا سياسي حقيقي ولا عاشق موثوق به. يفلت خمسة مارس من القارئ: متغير، يعرض تناقضات وتقلبات الشباب. ألا يرسم دي فينيي بهذا صورة طبقة نبلاء هوائية، غير حاسمة، غير فعالة، وبالتالي، ليست قادرة على كبح طموح الكاردينال والقضاء على مركزيته؟ ألا يرسم دي فينيي -عمداً أو بغير قصد- من خلال روايته التي ينتقد فيها الاستبداد والأوتوقراطية، صورة طبقة نبلاء مدانة تاريخياً؟ تبقى حقيقة أن انعكاسات الشخصيات، وبساطتها في بعض الأحيان، تضعف الجودة الرومانسية للنص، خاصة في نظر قارئ اليوم. ومع ذلك، سأخفف ملاحظاتي بالإشارة إلى أنها إذا كانت كاريكاتورية إلى حد ما، فإن صور ريشيليو ولويس الثالث عشر تُظهر نوعا من الإختراق وكفاءة أدبية كبيرة: المشهد الذي يقابلهما يصور بدقة شديدة ما يمكن أن تكون عليه علاقتهما: مزيج من الازدراء المتبادل والإعجاب والخوف. أحدهما قادر على صرف النظر عن الآخر، لكنه لا ينجح في تحييده بشكل دائم، والآخر، الذي يحتقره، قلق بشأن استدامة عمله السياسي. ينتقد دي فينيي المنحدر من سلالة نبلاء، بشكل واضح وصريح تقليل الكاردينال من شأن النبلاء. كما يرى في عزل ريشيلو المتزايد للملك، المصدر البعيد للثورة. إن النبلاء الذين تم اختزالهم إلى مجرد ديكور مكلف، عديم الفائدة، لن يتمكنوا من الوقوف في وجه الشعب للدفاع عن ملك "عظيم" جدًا، "عال" جدًا، وحيد جدًا. لن أناقش هنا أهمية هذه القراءة التاريخية، وسأكتفي بالتأكيد عليها، بعد أن أظهرتُ وأثبت -على الأقل- شكوكي المضاعفة حول قيمة وأهمية عمل النبلاء.

لقد قيل الكثير عن مفارقات تاريخية تحويها هذه الرواية، وإني أؤيد ذلك. يعيد دي فينيي الحياة إلى الموتى الذين يحتاجهم، مثل نيافة الكاردينال ريشيليو، والأب الشهير جوزيف. إنه يخلط الأحداث بسخاء، ويزعج التسلسل الزمني، ويسلسل التاريخ ليعطيه نَفَسًا تُحرَمُ منه في بعض الأحيان إستمرارية الماضي. يضفي دي فينيي طابعًا رومانسيًا على التاريخ والأشكال، في الخيال الجماعي، من خلال نجاح هذه الرواية. يقدم صورا للويس الثالث عشر الضعيف والمتقلب، وريشيليو المتلاعب والوحشي. إلى جوار هاتين الشخصيتين المحوريتين، يستعين المؤلف بطائفة من مشاهير ذلك الزمان، لملء خلفية الرواية: جان بول دي جوندي، الكاردينال المستقبلي لريتز، ولي العهد الشاب، الذي سيصبح لويس الرابع عشر وشقيقه، وجان بابتيست بوكلين(موليير)، والعديد من الآخرين، بما في ذلك المارشال القديم دي باسومبيير، آن النمساوية، جاستون دورليانز، لاوبارديمونت، ماري دي مانتو، الأب لاكتانس، دورفي، سكودري، فوجيلاس، ماريون ديلورم، كورني، جون ميلتون، بوالون، مازارين، إلخ. وهكذا يثني دي فينيي على بعض مؤلفيه المفضلين، مثل كاردينال دي ريتز (cardinal de retz)، الذي يبرزه شخصا لطيفا، مبارزا وباحثا عن المتعة. يلعب الكاردينال دي ريتز دورًا مهمًا جدًا في الرواية - على عكس مذكراته، حيث بالكاد يذكر فيها اسم خمسة مارس ومؤامرته. من أكثر المشاهد التي انتُقِدَ عليها دي فينيي هو المشهد (الفصل العشرون) الذي يقرأ فيه ميلتون الشاب مقتطفات من ترجمة الفردوس المفقود (بعيدًا عن التأليف تاريخيًا) أمام النخبة الأدبية والأكاديمية في ذلك الوقت، التي تسخر بشكل شنيع من القصيدة الإنجليزية العظيمة. أما إذا تحدثت عن مادلين دي سكوديري، وكلود دي فوجيلاس، وجاك فالي دي بارو، فيمكنني القول بضمير مطمئن: إنها أفضل الشخصيات التي يمكنها أن تمثل الحماقة الأدبية لعصر ما وعدم فهمه لـ "الجديد" و "الرائع". لا قيمة للفردوس الضائع!!! ميلتون، مثل الرومانسيين في عصر دي فينيي، أسيء فهمه من قبل أسماء أدبية بارزة في عصره، أسماء سقطت في النسيان منذ ذلك الحين، وهو الأمر الذي يعرفه كل من المؤلف والقارئ.

اثنان فقط من الرجال يدركان بشكل غريزي قوة ما يسمعونه: بيير كورني، شاعر وكاتب مسرحي شاب، مشهور (ومثير للجدل)، والحَدَث جان باتيس بوكلين، الذي كان يبلغ من العمر حينها ... 16 عاما! وحده العبقري يعرف العبقري. درس رومانسي، أليس كذلك؟ أسلوب غير ناضج نوعا ما. نجد في نهاية الرواية، كورنيي وميلتون، يتحدثان عن مؤامرة خمسة مارس، ومصير الملكية، وفرنسا وإنجلترا، وعن رجل إنجليزي سينتفض بعد ذلك ضد استبداد آل ستيوارت، في تلميح إلى أوليفر كرومويل! (الثورة الإنجليزية و "الكومنولث" قبل حدوثهما بعقد من الزمان ...). هذان المقطعان، لا يصمدان تاريخيا. يوظف دي فينيي، كورنيي وميلتون، هنا، كتعبير عن العبقرية الرؤيوية للأدباء، القادرين على توقع ما لا يراه السياسيون، المغموسة رؤوسهم في مستنقع عصرهم. بدلاً من القول إن هذين المشهدين لا يصحان تاريخيًا، ربما ينبغي قراءتهما على أنهما آخر مظاهر نوع أدبي كان قد اختفى في زمن دي فينيي، مثل كتاب حوار الموتى لبرنارد دي فونتنيل Bernard de Fontenelle. لذا عندما يتخيل دي فينيي الحوار بين ميلتون وكورنيي، فإنه يستمتع بإحياء شكل أدبي قديم، باهتمام فلسفي واضح. ما الذي يمكن أن يقوله رجلان معاصران لبعضهما البعض، لكن لا يوجد دليل على أنهما تحدثا مع بعضهما البعض وعرف كل منهما الآخر؟ سؤال جميل من الممكن أن تجيب عليه الرواية التاريخية، من خلال إعادة خلقها للماضي وللأديبين. وهما يتحدثان بشكل رمزي عند أقدام تمثال هنري الرابع، يتساءل كورنيي وميلتون عن الحكم، عن ريشيليو، وعن العظمة. إن الإنجليزي هو الذي يختتم هذا الحوار بالطعن في أفعال الكاردينال، مشيرا في المقابل إلى ما سيفعله أوليفر كرومويل لاحقا. دعونا لا نقرأ هذه المشاهد بشكل جاف فنشير إلى سخافتها الواقعية. من الأفضل أن نرى فيها شكلاً من أشكال التواطؤ بين المؤلف وقارئه، وكلاهما يدرك تمامًا الإستحالة التاريخية للقصة، ومع ذلك هما حساسان تجاه حقيقتها الرمزية والأدبية والفكرية.

لا يجعلنا سرد رواية خمسة مارس ننسى أبدًا أن أحداثها تجري في القرن التاسع عشر، أي بعد 180 عامًا من تصورها. عندما نهض أهل باريس، بعد أن تم تحميسهم من قبل أنصار النبلاء وأنصار الكاردينال، وجاءوا إلى قصر اللوفر للمطالبة برؤية الملكة وولي العهد لويس الصغير، فإن كلا من القارئ المعاصر لـ دي فينيي، والقارىء اليوم، يريان عام 1791. إن في بادرة استرضاء آن النمساوية للجمهور الغاضب، يرتسم نفس فعل ماري أنطوانيت، بعد مائة وخمسين عامًا. الثورة، وهي انفصال تاريخي كبير، هي الخلفية الضرورية لمثل هذه الرواية، لأنه من المحتمل أنه من دونها، لم يكن من الممكن كتابة مثل هذا العمل. إذا كان ريشيليو يشكل مصدر اهتمام وانقسام، فذلك لأن ما قام به، يعد علامة فارقة في توحيد القطر وفي مركزيته، ومقدّمةً للأزمات والاضطرابات القادمة. لذا فهو يثير إعجابًا كبيرًا مثلما يثير النقد. على الرغم من إدانة دي فينيي لريشيليو، وتقديمه له على أنه شخص جهنمي، قاتم، إلا أنه لا يسعه سوى إظهار إعجابه به. وهكذا، عندما يترك ريشيليو، في مشهد ناجح، الإهتمام بجميع القرارات الدبلوماسية والسياسية للويس الثالث عشر لبضع ساعات، يُظهر دي فينيي مدى الدقة والإهتمام اللذين يوليهما الكاردينال لشؤون الدولة. يستدعي الملك المسكين، الذي طغت عليه الأمور، وزيره بسرعة. بعد ذلك، ستصحح الرواية صورة لويس قليلاً، من خلال إظهار أنه كان، خلال الأشهر الخمسة التي فصلت بين وفاة الكاردينال ووفاته، قادرًا على الحكم دون ارتكاب أخطاء. ومع ذلك، يحدد دي فينيي ما سيلخصه برنارد شو في صيغة ملفتة للنظر: "بعضهم ملوك، والبعض الآخر رجال دولة، ونادرًا ما تجتمع الصفتين في واحد منهما". بعد هذا الدرس عن الأيام الأخيرة في حياة الكاردينال، فَكَّرَ دي فينيي، بعد نجاح روايته خمسة مارس، في كتابة روايات تاريخية أخرى، ولكن أُجهِضَ المشروع، مثل مشاريع أخرى. بعد عشرين عاما ستصبح رواية الفرسان الثلاثة هي المهيمنة، بعد أن تسرق الأضواء من رواية خمسة مارس، التي ستعيش في الظل بسبب إبداع ألكسندر دوما.
على الرغم من عيوب رواية خمسة مارس، وعدم تجانسها، إلا أنها لا تخلو من العظمة، بشرط عدم التعامل مع حلم اليقظة الرومنسي هذا، الذي يتحدث عن نهاية حقبة، عن احتضار عالَمٍ، تمهيدا لعصر جديد، على أنه كتاب تاريخ.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الدم الأسود .. لويس جييو
- رواية ملاذ.. ويليام فوكنر
- قصيدتان وشهادة
- شذرات من روايتي لؤلؤة راشيل
- رواية -في معركة مريبة-.. جون شتاينبك
- بلا وصاية.. من مجموعتي القصصية
- أشلي أو الإهتمام.. من مجموعتي القصصية
- البروفيسور ميللر.. من مجموعتي القصصية
- عن قذارة الوسط الأدبي
- الناس إلى أشباهِهِم أَمْيَل
- المهرج
- خاطرة عن النقد والتميز
- حسين سرمك حسن: حين تلتحم الرؤيا بالرؤية.
- آدم وإيف.. من مجموعتي القصصية
- تُوم.. من مجموعتي القصصية
- لؤلؤة راشيل 9
- لؤلؤة راشيل 8
- إليها
- لؤلؤة راشيل 7
- لؤلؤة راشيل 6


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - رواية خمسة مارس.. ألفريد دي فينيي