أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - الناس إلى أشباهِهِم أَمْيَل














المزيد.....

الناس إلى أشباهِهِم أَمْيَل


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 00:29
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما حاضرت وخطبت وألقيت دروسا في كثير من مساجد باريس وما جاورها، ولي دروس ومحاضرات منثورة على اليوتوب حتى الساعة. كنت إذاك أنتمي على مستوى المنهج إلى جماعة لا أود ذكر اسمها. وأورد هنا على سبيل تعداد نعم الله علي وليس من باب المفاخرة والمباهاة أن كثيرا من الإخوة كانوا يتخلفون عن دوامهم اليومي كي يحضروا دروسي ومحاضراتي، ومن لم يتمكن منهم من أن يشهد الدرس، كان يرسل زوجه كي تسجل له المحاضرة.

حدث أني كنت ألقي دروسا أسبوعية في أحد المساجد الواقعة تحت إدارة هذه الجماعة. ومن بين الوجوه التي كان يصافحها بصري دائما خلال القائي الدرس، رجل وقور، يحضر وينصت باهتمام. غير أن إدارة المسجد استهجنت حضور هذا الشخص لدروسي، كونه ينتمي إلى جماعة أخرى لها منهج مختلف عن منهجنا، ولم يسبق له أن جلس ينصت لمحاضرين انهج وإياهم ذات المنهج.

وفي يوم من الأيام أنهيت الدرس، وحين هممت بمغادرة المسجد، أدركني هذا الرجل، فصافحني وهش وبش لي، ثم سألني أن يرافقني إلى موقف السيارات، فرحبت بذلك. ثم عرفني بنفسه وأنه أستاذ جامعي في مادة الرياضيات.
وبعد أن مشينا بضع خطوات، كف عن السير، وخاطبني قائلا: كثيرا ما سمعتك تحيل إلى الكتاب الفلاني والكتاب الفلاني ، والشيخ الفلاني وسواه من المشايخ الذين تتبنى وإياهم ذات الأفكار، وهي أفكار تتبناها إدارة هذا المسجد، ولكن على الرغم من هذا أنا متأكد أن إدارة هذا المسجد ستكف عن استدعائك للمحاضرة وأحسب أن هذا سيحدث قريباً.

سألته: لم تقول هذا؟ وكيف تجزم بوقوعه؟

أجابني إجابة لن أنساها ما حييت، قال: لأن بينك وبينهم هوة ثقافية شاسعة.

وفعلا، حدث بعدها ما قاله تماما.

حادثة أخرى:
عندما عزمت على ترك إنجلترا والإستقرار نهائيا في فرنسا، قررت أن أحسّن مستواي في اللغة الفرنسية التي كنت اتكلمها وأفهمها منذ طفولتي، فاتجهت إلى معهد للغات، ولأنني تخلفت عن الموعد المحدد للتسجيل طلبت مقابلة مدير المعهد بغرض أن يترخص لي ويتجاوز عن مسألة تخلفي عن الموعد المحدد للتسجيل. وقد تسنت لي مقابلته، وتلقاني بالترحاب، وقال: سأمنحك ١٠ دقائق لتحدثني فيها عن نفسك، بعدها سأقرر إن كان لدينا ما يمكننا أن نمنحك إياه. ولحسن حظي أنه من عادتي أن أزوّر كلاما في نفسي كلما هممت بالتوجه إلى إدارة من الإدارات أو إلى لقاء شخص مهم.

تكلمت ١٠ دقائق، وحين كففت عن الكلام، نظر إلي المدير مبتسماً وقال: لقد استمعت إليك جيدا. أولا، أود أن اخبرك، أنه يمكنني أن أقوم بتسجيلك رغم تخلفك عن موعد التسجيل. وثانيا: أعترف لك أني مدير هذا المعهد منذ ١٥ سنة ، وخلال هذه الفترة لم أقابل غير شخصين يمتلكان ثقافة عالية، و هما: أنت وشخص آخر بلغاري. من هنا يحزنني أن أخبرك أنه ليس لدينا ما يمكننا أن نقدمه لك، أما إذا أردت أن ترفع مستواك في اللغة الفرنسية فلي أن أصلك باصدقاء لي، يمكنهم أن يمنحوك دروسا خصوصية.
أجبته: لا أرى في كوني شخصا مثقفا ما يشكل مصدر إزعاج لك ولمؤسستك.
رد علي بالتالي: إن قبلتك في معهدي سيبغضك الجميع بسبب ثقافتك، وسيتفصد عن بغضهم لك مشاكل، وأنا لا أريد مشاكل داخل مؤسستي.

إن قوله: سيبغضك الجميع، لا زال يرن في أذني إلى الآن، وكثيرا ما أستشهد به:

Ils vont tous vous détester

وأخيرا أود أن أنتهي إلى ما عنونت به هذه المادة:

"الناس إلى أشباههم أميل."



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرج
- خاطرة عن النقد والتميز
- حسين سرمك حسن: حين تلتحم الرؤيا بالرؤية.
- آدم وإيف.. من مجموعتي القصصية
- تُوم.. من مجموعتي القصصية
- لؤلؤة راشيل 9
- لؤلؤة راشيل 8
- إليها
- لؤلؤة راشيل 7
- لؤلؤة راشيل 6
- لؤلؤة راشيل 5
- لؤلؤة راشيل 4
- روايتي لؤلؤة راشيل (3)
- رواية لؤلؤة راشيل 2
- روايتي البوليسية -لؤلؤة راشيل- 1
- إلى والدي
- ظاهرة سولجنيتسين.. جورج نيفا
- فيلم Red Desert 1964
- كتاب “هافيل.. حياة” لمايكل زانتوفسكي
- عن الأحداث الدموية في التاريخ السوفيتي.. نيكولاس ويرث


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - الناس إلى أشباهِهِم أَمْيَل