أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - روايتي البوليسية -لؤلؤة راشيل- 1















المزيد.....

روايتي البوليسية -لؤلؤة راشيل- 1


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 7557 - 2023 / 3 / 21 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


ملاحظة: سأنشر هذه الرواية على مراحل. لا يوجد أي تناقض في أحداث هذه الرواية، شريطة أن تقرأ كلها.


كل الشكر والتقدير لوالدي الدكتور منير الأسطل، الذي وفر لي المعلومات الطبية التي احتجت إليها وأنا أكتب هذه الرواية.


1

ستغادر سيسيليا المكتب المريح الذي أقامته مؤخرا بدل مستودع قديم، على سفح التل، وسط الكروم. كان الزبائن يبدون سعداء بالمرور عبر مزرعة الكروم كلما قدموا ليشتروا منها الشمبانيا قبل دخولهم غرف التذوق التي كانت في الطابق الأرضي.
المهندس المعماري الذي صمم المكان جعله مفتوحا على منظر كروم كاستيلو ديل تريبيو كلها وعلى فلورنسا. في هذا الموسم، تكون الكروم خضراء للغاية. لم يكن الشتاء قاسيا هذا العام، ما جعل المسارات بين الكروم تشبه النجيل الإنجليزي! لطالما أحبت سيسيليا هذا المكان وسحره المتغير مع الفصول.
ولكن ما أحبته أكثر هو القبو القديم الممتلىء برائحة الخث.
أغلقت مكتبها، نزلت إلى الطابق الأرضي، تأكدت من أن كل شيء على ما يرام، بما في ذلك جهاز الإنذار، وتوجهت إلى الجزء الخلفي من المبنى باتجاه سيارتها، فتحت بابها وجلست خلف عجلة القيادة. كانت على وشك الإمساك بحزام الأمان عندما اشتمت رائحة غير عادية ذكرتها بمادة الأثير المنومة.
ضغطت يد قوية على وجهها. قاومت سيسيليا مهاجمها قليلا، لكنها لم تتمكن من رؤيته أو من تحرير نفسها. أغمي عليها. فتح المهاجم الباب الخلفي للسيارة، ونزل منها، ثم فتح باب السائق ودفع سيسيليا بقوة إلى المقعد الذي على يمين السائق، وثنى جذعها باتجاه لوحة القيادة. غطاها بوشاح، ثم قبل أن ينطلق بالسيارة، ارتدى باروكة ونظارات داكنة.
انطلقت السيارة بسرعة عبر الريف. توجهت إلى المدينة، متجنبة جميع الطرق الرئيسية.

2

عند النظر إلى قائمة مواعيدها، قالت جوليانا لنفسها إنه ليس في وسعها الكشف على المريضة الأخيرة، لأن لديها اجتماعا في المصحة، ثم أعلمت بذلك سكرتيرتها السيدة كونتي، وهي امرأة تبلغ من العمر حوالي خمسين عاما، على قدر كبير من الكفاءة، سواء في التعاطي مع المرضى أو في استخدام جهاز الكمبيوتر، حتى أنه قد تمت إدانتها، قبل عشر سنوات، بتهمة التسلل الاحتيالي إلى موقع الشرطة المحلية، بغية إزالة الغرامات المفروضة على زوجها الغبي.
حين استقرت جوليانا في مكتبها الجديد، وظفت عندها ريتا بعد مغادرتها السجن. منذ ذلك الحين، أصبحت حاكمة العيادة، التي فعلت كل شيء فيها، باستثناء الإستشارات الطبية. تجلس أمام شاشة الحاسوب وتبتسم كلما دخلت جوليانا.
- ريتا، عليك أن تخبري السيدة روسي، أن لدي اجتماعا في المصحة على الساعة 19:30، من أجل التصويت على الميزانية، لذا فإن عليها أن تأتي قبل هذا التوقيت أو غدا في الوقت الذي تريده.
- حسنا دكتورة، سأهتم بذلك.
اتصلت ريتا برقم الهاتف الذي تركته المريضة، فانطلق التسجيل الصوتي معلنا أن هذا الرقم لم يعد في الخدمة. اتصلت مرة أخرى، ثم مرتين. بحثت في أرشيفات الحاسوب عن أي رقم غيره قد يكون لها، إلا أنها لم تقف على شيء؛ فأدركت أن المريضة لم تأت لرؤية الدكتورة دال من قبل.
قامت ببحث على الشبكة العنكبوتية، ووجدت عنوانا ورقم هاتف اتصلت به على الفور، لكن لم يجبها أحد. انتظرت لكي تترك رسالة على جهاز الرد على المكالمات، لكن يبدو أنه قد تم إيقاف تشغيله. بحثت في الأرشيف فلم تجد شيئا كذلك.
أنشأت جوليانا عيادتها الطبية في الطابق الأرضي من منزلها، وقامت بتخصيص غرفة جافة في جزء من القبو لتخزين أرشيفاتها الطبية وأشياء ترتبط بذكريات عاشتها والكثير من المقتنيات التي لم ترغب في التخلص منها أو فقدها. كانت غرفة صغيرة ومظلمة مع نظام تهوية متطور للغاية، مانع للرطوبة. للغرفة باب معدني ثقيل، الأمر الذي أضفى عليها ملامح خزنة كبيرة، فما كان من ريتا إلا أن أسمتها كذلك.
بعد ربع ساعة، عادت ريتا إلى الطابق العلوي وطرقت مكتب جوليانا.
- أنا آسفة، لكن السيدة روسي لم تأت لتستشيرك. ليس لديها ملف هنا، أما رقم هاتفها فلم يعد صالحا، ومرد مثل هذه الظاهرة، بل ونموها المتزايد، من وجهة نظري، أسعار شبكات الهواتف وعقودها المجنونة. لقد وجدت رقما آخر، ولكنني حين اتصلت اكتشفت أنه ليس هناك جهاز الرد على المكالمات. سأنتظرها إذا أردت، وأخبرها أن لديك إجتماعا مهما.
- لا تقلقي، قالت جوليانا. يستحيل أن أتأخر، وأضافت ضاحكة: مع امتلاكي خمسين سهما من أصل عشرة آلاف سهم تملكهم المصحة، فليس لدي سلطة اتخاذ القرار. يمكنك العودة إلى المنزل. شكرا لك ريتا.
كانت جوليانا على علم بأن عودة ريتا إلى المنزل في وقت متأخر، سيعرضها لانتقام زوجها الغبي.
في المرة السابقة مزق كل ملابسها الداخلية، وقد تأثرت ريتا كثيرا بسبب ذلك. لم يكن يضربها، ولكنه كان يمزق بعض الأشياء التي تحبها. لهذا السبب، تم حجز خزانة السكرتارية لها، كما أنها كانت الوحيدة التي تملك مفتاحها. سمحت لها جوليانا بوضع متعلقاتها الشخصية فيها.
فور مغادرة ريتا، نظرت جوليانا إلى ساعتها وقالت: ياله من غباء! إنه موعد في وقت متأخر جدا. ذهبت إلى غرفة الإنتظار، وقامت بفرز الصحف القديمة والممزقة، وألقت نظرة على لوحات صديقها كيفين المعلقة على الحيطان. قالت لنفسها: لم أره منذ فترة طويلة، سأتصل به الليلة.
دخلت مكتبها، جلست أمام الحاسوب الخاص بها ونظرت حولها مسرورة بجهازها الجديد: أبيض، رمادي. ثم نظرت بإعجاب إلى الأريكتين الصغيرتين الخضراوين اللتين أحضرتهما من جنوب إيطاليا. كانت لديها أجمل عيادة في المدينة وكثيرا ما كان مرضاها يهنئنها على ذلك. لذا فإن هذا الديكور، هو من أجل النساء اللواتي يثقن بها. كانت تحب أن تحسن استقبالهن، لما يمنحه لها هذا من شعور بالراحة والطمأنينة.
في الساعة 19:00 دق جرس الباب. خرجت جوليانا من مكتبها؛ فوجدت السيدة كيم، إحدى مريضاتها الآسيويات.
اعتذرت السيدة كيم عن إضاعتها الوصفة الطبية؛ فما كان من جوليانا إلا أن كتبت لها وصفة طبية جديدة:
- تفضلي سيدتي، قالت لها هذا وهي تعطيها الوصفة الطبية. لا داعي للقلق.
- أوه، شكرا لك دكتورة. أنا آسفة حقا لإزعاجك.
قامت السيدة كيم بضم يديها ومالت إلى الأمام معبرة لجوليانا عن امتنانها. أغلقت جوليانا باب مكتبها، وعبرت السيدة كيم -قبل أن تغادر- غرفة الإنتظار لتذهب إلى المرحاض. بمجرد دخولها أدارت الصمام المضحك الذي كان بمثابة قفل.
بدأ المطر يهطل مرة أخرى. أصبح للمنزل رنينا بسبب المطر الراقص فوق الزنك الحامي لحواف النوافذ، التي جعلها تغني تحت المطر.
في السابعة والنصف مساء، دوى صوت الباب الأمامي بشكل عال وسمعت جوليانا وقع خطوات متسارعة. غادرت جوليانا مكتبها؛ لتجد نفسها وجها لوجه مع امرأتين بشعر أشقر متوسط الطول، ومكياج كثير، كانتا تسندان امرأة أكبر منهما سنا، شديدة الشحوب، يبدو أنها تواجه صعوبة في المشي بمفردها.
-السيدة روسي؟ سألت جوليانا.
أومأت إحدى المرأتين برأسها.
قالت جوليانا: "يبدو أنها ليست على ما يرام. ساعداني في نقلها إلى غرفة الفحص."
قادت الثلاثي إلى الغرفة، وحين بلغنها؛ وضعت المرأتان السيدة روسي بقوة على طاولة الفحص، ثم اختفتا من أمام جوليانا. ولكن أثناء مغادرتهما الغرفة اصطدمت أسنّهما بالصندوق المخصص للنفايات، بينما كانت جوليانا تضع جهاز قياس ضغط الدم للسيدة روسي.
سمعت صوت إغلاق باب العيادة. لقد ذهبتا!
- سيدة روسي؟ نادت جوليانا. هل تسمعينني؟
اومأت برأسها.
-ما حدث لك؟
أدارت المرأة رأسها وحاولت أن تقول شيئا، لكن لم يخرج شيء واضح من فمها. بدت عيناها مذعورتين وكانت تضم أصابع يدها اليسرى بقوة حتى أصبحت أصابعها بيضاء.
لاحظت جوليانا شحوبها ونبضها السريع المصحوب بارتفاع شديد في ضغط الدم. ثبتت السيدة روسي على الطاولة، وحقنتها بمحقنة للأوردة، وثبتت على فمها وأنفها قناع الأكسجين بإحدى يديها بينما طلبت الإسعاف باليد الأخرى. وصل المسعفون بعد عشر دقائق. كانت صفارات الإنذار تدوي.
ماذا حدث؟ سأل الطبيب المسعف.
قالت جوليانا: لا أعلم. إنها المرة الأولى التي أراها فيها. أحضرتها امرأتان في هذه الحالة إلى عيادتي وغادرتا بعد ذلك مباشرة دون أن تقدما لي أي شرح أو تفسير. عند وصولها، كان نبضها سريعا جدا ثم تدهورت حالتها بسرعة كبيرة. لعلها تعاني من مضاعفات حمل خارج الرحم.
واجهت جوليانا صعوبة في إخفاء مشاعرها.
بدأ نبض المريضة يضعف أكثر فأكثر، ولم تتفاعل مع أي إجراء إسعافي.
- هل أنتم مستعدون يا رفاق؟ هيا، سنأخذها، قال الطبيب المسعف بعد أن تم وضعها على نقالة.
قام فريق الإسعاف بوضع النقالة في سيارة الإسعاف. رافقتهم جوليانا إلى الخارج مذهولة ومرهقة، وشاهدتهم يغادرون.
أغلقت باب عيادتها. جلست على الأرض وشرعت في البكاء. كانت خائفة، خائفة من هذه المريضة. لم تكن تعرف السبب، لكنها كانت متأكدة أن في الأمر شيئا غير طبيعي.
صعدت إلى الطابق الأول وتركت نفسها تسقط على أريكتها. سمعت باب العيادة يفتح ويغلق. نظرت من النافذة التي تطل على الشارع، فلم تلمح أحدا. نزلت إلى مكتبها ونظرت إلى غرفة الإنتظار. لا أحد هناك.
كان خزان المرحاض يمتلىء شيئا فشيئا. ذهبت وأغلقت الباب الأمامي للعيادة ونظرت إلى ساعتها، كان عليها أن تذهب لحضور الإجتماع في المصحة. كانت متأخرة جدا. صعدت مسرعة إلى الطابق الأول، وحملت حقيبتها الموضوعة على طاولة صغيرة جانبية في المدخل وعادت للأسفل بنفس السرعة. على الزجاج الأمامي لسيارتها المركونة أمام العيادة، تم وضع مخالفة. "اللعنة، مخالفة جديدة!" قالت لنفسها. ركبت سيارتها ال أستون مارتن، التي كان كثيرون يحسدونها عليها، وانطلقت مسرعة إلى المصحة. الساعة الآن التاسعة مساء.

كانت السيدة كيم تسير ناحية متجر صديقتها السيدة تشان، ولا تزال تلعن قفل مرحاض الدكتورة دال، لكنها كانت فخورة في أعماقها، لأنها تمكنت من فتحه بنفسها!

3

عندما وصلت إلى مركز الشرطة هذا الصباح، كانت الصور تنتظرني على مكتبي: تم العثور على جثة امرأة في حديقة بارتولينو. تقرير الطبيب الشرعي لم يصل بعد. يبدو أن امرأة شابة سوداء تعرضت للخنق وتركت هناك في نعش من الأوراق الميتة.
جاء مساعدي لوكا رومانو بعدي بقليل، حاملا فنجان قهوة من دون سكر في يد، وكرواسان في اليد الأخرى. كانت زوجته خبازة وبفضلها كنا نبدأ كل أيام عملنا بتناول كرواسان طازج.
حياني:"مرحبا دكتور"، إن هذا اليوم يبدأ بشكل جيد! مومس تعرضت للقتل من قبل قواد أو زبون سادي! لم تكن بحوزتها أوراق ثبوتية. مصلحة تحديد الهوية ستهتم بذلك. ثم أضاف ضاحكا: يالها من نعمة أن يكون المرء ضابط شرطة!

قلت لنفسي: لكن في الصور، لم تكن المرأة تبدو كالمومسات: أظافر قصيرة مقلمة بعناية، جينز بحزام، قميص أسود، وشعر قصير غير مجدول وقرطان فيروزيا اللون.
من خلال فحصها بالعدسة المكبرة، استطعت أن أرى بوضوح أن بشرتها كانت مثالية، بلا تجاعيد، كان حول عينيها خط أسود لقلم الزينة الكحلي. كان العشب بجانب جسدها سليما. أكيد أنها لم تقتل في هذا المكان. "لن يكون من السهل حل لغز هذه الجريمة!"
نظرت شزرا إلى لوكا - كما كانت راشيل ستفعل لو واجهها موقف كهذا - فاختفت ابتسامته، وقلت: " ألا تعتقد أن الموت يستحق بعض الإحترام؟!" ثم أضفت:"دعنا نذهب إلى المكان الذي وجدت فيه الجثة. قل لهم أن يحضروا الكاميرا والمعدات اللازمة لأخذ عينات إضافية إذا ما اقتضى الأمر ذلك." أحب أن أتابع الأمور وأفهمها بنفسي. غادرت مكتبي، نزلت الدرج الواسع، وعبرت القاعة المضيئة الكبيرة لهذا المكان المعاصر المشيد لعظمة الجريمة والتحقيق. كنت قد أوقفت سيارتي خارج موقف سيارات مركز الشرطة. استغرق لوكا بعض الوقت ليجدني.
- سيدي، لدينا سيارة خاصة بنا في الطابق السفلي!
أفضل فخامة سيارتي الشيفروليه كامارو الرمادية حتى لو استهلكت نصف راتبي.
فاجأت طريقة قيادتي لوكا. من المؤكد أنها وهدير المحرك زادا من توقعه بأنه سيكون ضحية حادث اصطدام وشيك بمجرد ظهور سيارة أمامنا. لكن لن يحدث هذا أبدا. كنت في شارع كبير وكان الجميع يحييني لجمال سيارتي ولقيادتي لها كبطل سباق.
تم إنشاء محيط أمني في المكان الذي عثر فيه على الجثة، لكنهم لم يغلقوا الحديقة. أشرت إلى هذا للوكا الذي كان سعيدا جدا لنزوله سليما من سيارتي؛ فذهب إلى رجال الشرطة على الفور وطلب منهم إغلاقها بسرعة.
لا يزال العشب يحمل بصمة الفتاة. كانت جميع الأعشاب تقريبا ممددة في نفس الإتجاه. كان الأثر الذي خلفته الجثة أكثر وضوحا على جانب واحد: لقد ألقوا بالجثة على الأرض إذن.
تم دهس العشب المحيط بالجثة من قبل من وجدها، ومن قبل أشخاص آخرين. استطعت أن أرى الفرق من خلال استخدامي للعدسة المكبرة. على يمين الأثر الذي خلفته الجثة، بعشرة سنتيمترات على الأكثر، يمكننا رؤية دائرتين بداخلهما ثقوب صغيرة، تنتهيان على درب من الحصى.
ناديت لوكا لكي أريه ما وقفت عليه، ومن أجل التقاط الصور في حال لم ير هذه العلامات أفراد المختبر الجنائي.
لا أثر لإطارات سيارة. هناك بعض آثار إطارات دراجة هوائية.
- سألت: من الذي يعتني بهذا المتنزه؟
- أجابني لوكا: البلدية. إنها حديقة عامة، لا تغلق أبدا. تقصد للنزهات أو لركوب الدراجة أو للمشي. يمكنك الوصول إليها من الجانب الآخر. إن سياجها في حالة سيئة.
لا توجد آثار إطارات سيارة. لا شيء سوى بعض آثار إطارات دراجة هوائية فقط. تم إحضار الجثة بالدراجة. كيف يمكن نقل جثة على دراجة؟ لا يمكن تثبيتها على الجزء الخلفي من الدراجة. على القضيب المعدني بين السائق والمقود؟ نعم! هذا هو! رجل فعل هذا. شدها إليه بشيء، ربما بحبل، لكي يبدوا كعاشقين. لا شك أنه يعيش في مكان قريب. لم يكن ليخاطر بعبور المدينة بهذا الشكل.
جيد! قلت للوكا: دعنا نرجع.
كانت سيارتي تنتظرني حيث تركتها، على بعد بضعة ملليمترات من جذع شجرة بلوط كبيرة. ركبناها وانطلقنا.
حين وصلت، أوقفتها في الفناء الخلفي لموقف سيارات مركز الشرطة، متبعا توجيهات لوكا. بدت صغيرة في وسط سيارات الوظيفة، مسطحة مثل فطيرة. نزل لوكا منها هذه المرة براحة أكبر.
أترى يا لوكا، بدأت تعتاد على قيادتي!
-بالتأكيد يا سيدي، المرة الأولى صعبة دائما!
أحب هذا الرجل. كان في الخمسينيات من عمره، وكان متزوجا من خبازة تصنع أفضل كرواسان في العالم. لم يجرح في أعماق روحه مثلي! لقد وجد حياته ممتعة على الرغم من عنف وظيفته، كما كان ودودا مع الجميع. كان هو الذي استقبلني، ومدّ يده الكبيرة إليّ عندما وصلت في اليوم الأول إلى مركز الشرطة الجديد هذا. لقد استقبلني من خلال مناداته لي بدكتور، وهو لقب التصق بي منذ دراستي الطب الشرعي!



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى والدي
- ظاهرة سولجنيتسين.. جورج نيفا
- فيلم Red Desert 1964
- كتاب “هافيل.. حياة” لمايكل زانتوفسكي
- عن الأحداث الدموية في التاريخ السوفيتي.. نيكولاس ويرث
- مواسم جياكومو.. ماريو ريغوني ستيرن
- عن التطبيع
- فيلم مائة يوم في باليرمو
- فيلم القندس
- شارة الشجاعة الحمراء.. ستيفن كرين
- العميل السري.. جوزيف كونراد
- الميل الأخضر.. ستيفن كينج
- رحلة إلى الهند.. إدوارد مورغان فورستر
- الرجل الذي كان الخميس.. جلبرت كيث تشيسترتون
- رواية قاموس الخزر.. ميلوراد بافيتش
- رواية -غير متجسد-.. تي إف بوويز
- رواية فاعل الخير .. سوزان سونتاج
- رواية سوزان والمحيط الهادىء.. جان جيرودو
- رحلتي مع ماريو بارغاس يوسا
- رواية ذكريات الحرب الأخيرة.. كارلوس ليسكانو


المزيد.....




- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
- شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم ...
- عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ ...
- فنان تشكيلي صيني يبدع في رسم سلسلة من اللوحات الفنية عن روسي ...
- فيلم - كونت مونت كريستو- في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروس ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - روايتي البوليسية -لؤلؤة راشيل- 1