أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - رجل -حمل السلّم بالعرض- فسبق عصره!














المزيد.....

رجل -حمل السلّم بالعرض- فسبق عصره!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


في الحياة، وفي الأدب والفنّ طبعا، سهل أن تسير في الطريق المعبدة. لكنْ صعب، صعب جدّا حتّى، أن تثورعلى القائم المألوف: أن "تحمل السلم بالعرض" وتشق طريقا جديدة، لم يعرفها السابقون، ولاالمعاصرون.
شق الطريق الجديدة مردّه ثقة بالنفس والطريق لا تتزعزع، واحتمال الوحدة والعزلة والنبذ أحيانا. كثيرون بدءوا الطريق هذه وحدهم، مسلّحين بثقة بالنفس والطريق، ثمّ غدوا بعد شقّ الطريق ومعاناته أعْلاما يسير وراءهم كثيرون مِمّن يؤْثرون السلامة وسلوك الطريق المعبّد الآمن، لكن ما فضل هؤلاء إذا ساروا في الطريق، وقد شقّه أمامهم الآخرون؟!
جبران خلیل جبران مثلا، كان من الأفذاذ المذكورين. لم يأبهْ جبران بالمعارضة الضارية، والشتائم والتهم الباطلة التي رماه بها كثيرون من معاصريه المحافظين. كان جبران وقلائل من رفاقه حوله، واثقين بأنفسهم وطريقهم. لذا انتصروا ليأتي آخرون بعدهم فيخرجوا على طريقهم، ويشقّوا لهم طريقا جديدا، لا يلغي إسهامات سابقيهم، بل يبني عليها، ويتقدّم منها إلى طريق آخر جديد لا ينقض بل يكمّل.
بل هناك أحيانا من يسبقون عصرهم" حتى في السياسة، وفي الأدب، وفي الفن. هؤلاء لا يذكرونهم فيعرفون مكانتهم، إلا بعد رحيلهم غالبا. العبقري فان جوخ مثلا، لم يعرف معاصروه قدره، ولم يعترفوا بموهبته، إلا بعد أن قضى فقيرا بانسا! هؤلاء لا ينالون المجد والشهرة إلا بعد أن يواروا فى القبور، و تصير"عظامهم مكاحل" ! مِن هؤلاء في الأدب، مثلا، أحمد فارس الشدياق، جبار القرن التاسع عشر (1887-1801). كتبنا الكثير عن هذا المفكّر الفذ ومواقفه في الحياة والأدب خاصّة، ولا نرى هنا حاجة إلى المزيد.
بيرم التونسي أيضا هو من هؤلاء الأفذاذ الذين سبقوا عصرهم. كتبنا عن التونسي مقالة قبل اليوم، للتعريف بشاعر المحكيّة المصريّة الرائد، فلا ضرورة إلى الإعادة هنا. مع ذلك وجدتني أعود مرّة أخرى إلى هذه العبقريّة الشعرية، أتناول فيها قصيدة رائدة ما زالت في أوراقي، لأنها لم تجد مكانها في الحيّز الضيق الذي أفردناه في المقالة السابقة للنماذج المشْرقة الكثيرة من شعره.
ما زالت في البال طبعا مقالة رائعة للدكتور محمد النويهي بعنوان: " أيّها الرومانسيون كفاكم اجترارا"، من كتابه الرائد "قضية الشعر الجديد". المقالة المذكورة دأبتُ على تدريسها سنة بعد أخرى، لما فيها من أصالة ودعوة إلى التجديد. إلا أنّ التونسي سبق النويهي في ذمّ الاجترار والمجترّين، فللتونسي قصيدة قصيرة عنوانها "يا اهل المغنى" يورد فيها ما قاله النويهي في المقالة المذكورة جادًا، بأسلوب طافح بالسخرية والتهكّم . في القصيدة المذكورة تعريض جارح واضح بالموسيقار محمّد عبد الوهاب وشاعره أحمد رامي، والأجواء الرومانسية الحالمة آنذاك. لكنْ لماذا مقدّمتي وتفسيراتي، والقصيدة صريحة نافذة، لا يُعوزها الشرح ولا التفسير.


بيرم التونسي: ياهْلِ الْمَغْنى

یا اهل المغنى دماغنا وجعنا / دقيقه سكوت للّه
داحنا شبعنا كلام ما له معنى/ يا ليل ويا عين ويا آه

طلعت موضه غصون وبلابل / شابط فيها حزينْ
شاكي وباكي وقال مش عارف / يشكي ويبكي لمينْ
واللي جابت له الداء والكافيه / طرشه ما هش سامعاه
یا اهل المغنى دماغنا وجعنا / دقيقه سكوت الله

ردّي عليه يا طيور بينادي / وارمي له الجناحين
وانت كمان يا وابور الوادي / قل له رايح على فين
قل له اياك يرتاح يا وابوره / ويريّحنا معاه
یا اهل المغنى دماغنا وجعنا / دقيقه سكوت الله

كل جدع فرحان بشبابه / يقول في عنيه دموعْ
يا اللي جلبت شقاه وعذابه/ حلّي لنا الموضوع
طالع نازل يلقى عوازل / واقفه بتستناه
یا اهل المغنى دماغنا وجعنا / دقيقه سكوت الله

حافضين عشره اتناشر كلمه / نقل من الجرنال
شوق وحنين وأمل وأماني / وصدّ وتيه ودلال
واللي اتعاد ينزاد يا اخوانه / وليل ونهار هواه
یا اهل ال مغنى دماغنا وجعنا / دقيقه سكوت الله

[ "غبار الطريق" حيفا 2015، ص. 169 – 172]



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح جاهين، شاعر الثورة الناصرية (1986-1930)
- التوأم المدهش : نجم وإمام
- يرم التونسي
- المقوّمات الفنّيّة في شعر الأطفال
- الرحيل الافتراضي!
- الحلّ التاريخي؟!
- السهل الممتنع
- كرة القدم - مرض؟!
- الشقّ الآسيوي الإفريقي!
- عن التاريخ الشفهي!
- حِيَل الجواهري الشعرية!
- دولة ديمقراطيّة؟!
- هويّة حمراء؟!
- من أخطاء المطربين!
- الحبّ الأوّل، وَهْم؟!
- من عدوّ لدود إلى . . صديق حميم! [ ورقة أخرى من - هذ ...
- حتّى حنّا؟!
- البقيعة مثالا!
- الترادف: غنى أم ثرثرة؟
- دور الشدياق في تطوير اللغة العربية


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - رجل -حمل السلّم بالعرض- فسبق عصره!