أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - صلاح جاهين، شاعر الثورة الناصرية (1986-1930)














المزيد.....

صلاح جاهين، شاعر الثورة الناصرية (1986-1930)


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 15:33
المحور: الادب والفن
    



أحد الأصدقاء القدامى كتب إلى رسالة إلكترونية عاتبة: تكتب يا رجل عن التونسي ونجم، وتنسى صاحبنا صلاح جاهين؟ نسيت كيف كنا ننتظر أغانيه بألحان كمال الطويل، وصوت العندليب الأسمر، في عيد الثورة؟ مالك يا رجل..
لم أنسَ صلاح جاهين طبعا، وكيف لي أن أنساه وقد نشأنا على أغانيه في عيد الثورة كل سنة، في أيام الشباب البعيدة. لكنّي، كما ذكرت في موضع آخر، لا وقتَ لديّ لتناول شعراء المحكيّة في مصر. كلّهم على الراس والعين، وما كتبناه عن نجم والتونسي كان عَرَضا لا غاية مرسومة سلفا. على كلّ حال، يسرّني ويشرّفني أيضا أن أضيف مقالا ثالثا، عن الشاعر، الصحفي، رسام الكاريكاتير، صلاح جاهين، شاعر ثورة 1952.
صلاح جاهين (1930) - 1986)، بخلاف أحمد فؤاد نجم وبيرم التونسي، "ابن أصل". عاش ومات فنّانا يساريًا، بقلمه وريشته، رغم أنّ والده كان موظّفا كبيرا في القضاء المصري، وأمّه كانت مدرّسة للغة الإنجليزيّة. لكنْ يبدو أنّه انحاز منذ صغره إلى "الغلابى" مِن حوله في "شُبرا" في القاهرة حيث ولد، لا إلى طبقة أبيه وأمّه البرجوازية. حتّى "خفّة دمه“ المتميّزة، في شعره وكاريكاتوراته تَشي بشعبيّته التي لا تُخطئها العين.
يمكن بكلمة تعميميّة القول إنّ جاهين كان، حتّى أواسط الستينات على الأقلّ، شاعر الثورة الناصريّة. فقد حاول بنجاح كبير "نظم" مبادئ الناصريّة في أغنيات الثورة التي كان يلحنّها كمال الطويل ويغنيّها عبد الحليم حافظ في عيد ثورة يوليو كلّ سنة. وإذا كانت قتلتْه خيبة الأمل في حرب 1967، فلأنّه كان مثل الشعب العربي كلّه مؤمنا بالناصريّه وبما كتبه لأم ّكلثوم، عشيّة تلك الحرب "راجعين بقوة السلاح" . وخيبة الأمل تكون عادة على قدّ الأمل!
كنّا ننتظر عيد الثورة المصريّة من سنة إلى سنة، ليطلّ علينا فيه عبد الحليم حافظ، مطرب ثورة يوليو؟ بأغنية/ ريبورتاج، من كلمات جاهين وألحان كمال الطويل. كيف لنا أن ننسى "صورة“، ”يا أهلا بالمعارك“، ”بستان الإشتراكية" .. الأغاني تلك التي انتقلتْ بالأغنية العربية إلى ريبوتاج سياسي اجتماعي جديد على الأسماع والأفهام بكلماته ولحنه؟ أيام عشناها..!
صلاح جاهين حلقة مشعّة في سلسلة الزجل المصري المعاصر. بدأ حياته مثل كثيرين من شعراء المحكيّة بكتابة الشعر العربي الفصيح، لكن سرعان ما انتقل إلى الكتابة بالمحكيّة، لغة الناس والحياة، شأنه شأن شعراء الشعب، بيرم التونسي وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم: "قضيت مع فؤاد حداد زمنا لا أذكر طوله بالتحديد. ولكنّه كان كافيا لأنْ تتكوّن فيه نواة ما يسمّى بشعر العاميّة المصرية. كنّا نقرأ معا أشعار المقاومة الفرنسية، ويساعدني فؤاد على فهم معاني الكلمات، وكنّا نرفع عقائرنا في الأماكن الخلويّة منشدين شعر العاميّة اللبنانية [...] فؤاد حداد بالنسبة لي كان لديه زخم وفحولة شعريّة لدرجة أنّه كان يستطيع أنْ يتدفّق كالشلال إلى ما لا نهاية.. كان يشبه الشعراء الملحمييّن، أي شبه هوميروس.. أمّا أنا فقد كان نفَسي قصيرا، لذلك كنْت ألجا إلى حِيل الصنعة.. أختار أوزانا غير مطروقة".
كان جاهين أصلع الرأس، قصير القامة، سمينا. وإذ سئل ذات مرّة في الإذاعة من هو أهمّ رسّام كاريكاتير، أجاب على الفور: "الحقيقة إني كلّ ما بصّيت في المراية عرفت إنّ ربّنا سبحانه وتعالى هو أعظم رسّام كاريكاتير في الدنيا!
تزوّج جاهين مرتين، وخلّف بنات وبنين. حتّى زواجه لم يخْلُ من الصدق وخفّة الدم. زوجته الأولى كانت زميلة له في الهلال باسم سوسن زكي، اقترن بها سنة 1955. وكان وعدها أنْ يحكي لها إذا أحبّ يوما غيرها. لذا فقد أخبرها، كما تواعدا، أنّه أحبّ السيدّة منى قطاّن، فانفصلا بعد زواج 12 سنة ! لكنّه عاد بعد ذلك إلى زوجته الأولى، وإن بشكل غير شرعي، وكتب لها "على الورق" مخلصا لها حتى يوم وفاته.
كتب جاهين الأغاني الكثيرة ، الوطنية والعاطفية، والأفلام، بل اشترك فيها أيضا. إلا أنّ رباعيّاته، في رأينا، هي أهمّ ما خلّف لنا هذا الفنّان المتعدّد المواهب .قرأتُ رباعياته غير مرة، فوجدتها لا أقلّ فكرا وعمقا من طلاسم المهجري إيليا أبو ماضي. الفرق الأساسي أنّ الطلاسم رومانسية خالصة، تتناول الحياة والموت والإنسان، بينما تتناول رباعيّات جاهين حياة الناس والطبقات والتركيبة الاجتماعية، بأسلوب أخّاذ يمزج فيه الواقعي بالفلسفي. وإذا كان أبو ماضي ينهي كل مقطوعة من مطوّلة الطلاسم باللازمة لست أدري“ فجاهين يختم أيضا كلّ رباعيّة بتعليقه "عجبي" مؤكدا نقده وإنكاره لمظاهر كثيرة من هذه الحياة.

من رباعياته :
ضريح رخام فيه السعيد اندفنْ
وحفرة فيها شريد من غير كفن
مرّيت عليهم.. قلت يا للعجب
لاتنين ريحتهم فيها نفس العفن
عجبي!!

یا باب یا مقفول.. إمتى الدخولْ
صبرت ياما واللي يصبر ينول
دقيت سنين.. والرد يرجع لي مين؟
لو كنت عارف مين أنا.. كنت أقول
عجبي !!

ولدي إليك بدل البالون ميت بالون
انفخ وطرقع فيه على كل لون
عساك تشوف بعنيك . مصير الرجال
المنفوخين في السترة والبنطلون
عجبي !!

رقبة قزازة قلبي فيها انحشرْ
شربت كاس واتنين وخامس عشر
صاحبت ناس م الخمرة ترجع وحوش
وصاحبت ناس م الخمرة ترجع بشر
عجبي !!

يا اللي بتبحث عن إله تعبده
بحث الغريق عن أي شيء ينجده
الله جميل وعليم ورحمن رحيم
إحمل صفاته.. وانت راح توجده
عجبي !!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوأم المدهش : نجم وإمام
- يرم التونسي
- المقوّمات الفنّيّة في شعر الأطفال
- الرحيل الافتراضي!
- الحلّ التاريخي؟!
- السهل الممتنع
- كرة القدم - مرض؟!
- الشقّ الآسيوي الإفريقي!
- عن التاريخ الشفهي!
- حِيَل الجواهري الشعرية!
- دولة ديمقراطيّة؟!
- هويّة حمراء؟!
- من أخطاء المطربين!
- الحبّ الأوّل، وَهْم؟!
- من عدوّ لدود إلى . . صديق حميم! [ ورقة أخرى من - هذ ...
- حتّى حنّا؟!
- البقيعة مثالا!
- الترادف: غنى أم ثرثرة؟
- دور الشدياق في تطوير اللغة العربية
- -العامية- و-الفصحى- مرّة أخرى!


المزيد.....




- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - صلاح جاهين، شاعر الثورة الناصرية (1986-1930)