أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - من أخطاء المطربين!














المزيد.....

من أخطاء المطربين!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


نبدأ بالاعتراف أنّ مَن يعمل لا بدّ له من الخطأ. لذلك نسمع الجيل السابق يردّد على مسامعنا دائما: "جلّ مَن لا يسهو". كأنّما الخطأ صفة إنسانيّة طبيعيّة، معذور غالبا، والله وحده هو مَن لا يُخطئ!
الخطأ إذن صفة إنسانيّة طبيعيّة، ومَن شاء أنْ يكون مقاله خاليا من الأخطاء فلا بدّ له مِن مراجعته غير مرّة قبل إقراره. بلْ أشرنا، في مقال سابق، أنّ الكاتب نفسه قد يفهم أسلوبه بشكل يغاير ما تحمله الكلمات فعلا! العين الغريبة أقوى على نقد كتابة النصّ مِن عين كاتب المقال نفسه. فإذا لم نجد هذا الصديق "القارئ" فواجبنا قراءة النصّ غير مرّة، لنتأكّد مِن سلامته، وفي أحيان كثيرة لا تجدي قراءة الكاتب مرّات لنصّ كتبَه بنفسه!
هذا في رأينا هو واجب الكاتب قبل نشره ما يكتب، فكيف بالمطرب يسجّل ما يغنيه ويذيعه على الناس، في أسطوانة أو غيرها من التسجيلات؟! إذا لم يقمْ بكلّ ما ذكرنا فإنّ خطأه سيظلّ "خالدا"، يسمعه الناس جيلا بعد جيل!
إذا قرأتَ كتابا لم تجد فيه خطأ مطبعيّا واحدا فاشكر صاحبه، أو طابعه، ألف مرّة! في الماضي كانت هذه المسألة أصعب وأطول. سمعتُ أنّ أحد الشعاراء، في أيّام مضتْ، كان "ينام" في المطبعة حتّى ينتهي طبع ديوانه خاليا من الأخطاء المطبعيّة! تغيير كلمة واحدة في الصفحة يومها كان معناه تغيير الصفحة كلّها! اشكروا ربّكم والطرائق الحديثة في الطباعة اليوم!
إذا وجدتَ اليوم كتابا حافلا بالأخطاء المطبعيّة فاشتمْ من كتبه ومن طبعه أيضا! المسؤوليّة عليهما كليهما، والأخطاء الكثيرة تعني كسل الطابع والمؤلّف كليهما، أو استهانة كليهنا بالقرّاء، في أقلّ تقدير!
نبدأ بفيروز، أو بالرحبانيّة، إذا توخّينا الدقّة. يبدو أنّ الأجوين رحباني، عاصي ومنصور، كانا دقيقيْن جدّا، حتّى في ألفاظ المحكيّة. يذكرأحد أصدقائهما أنّهما كانا ينزلان أحيانا إلى الشارع لاستفتاء الناس في لفظ إحدى الكلمات! مع ذلك وجدنا في بعض الأغاني الفيروزيّة الشعريّة خروجا على القاموس، في الشكل الداخي للكلمة، ونحن نورد ذلك كما سمعناه في الفيروزيّات دونما اعتبار لتاريخ ظهوره.
في القصيدة الرائعة " سنرجع يوما إلى حيّنا.." تقول فيروز " يعُزُّ علينا غدا أنْ تعود / رفوف الطيور ونحن هنا " والأصحّ قراءتها " يعِزّ " بكسر العين، كما يأمرنا القاموس! في الأغنية الفريدة " بكتبْ إسْمكْ ياحبيبي .. " أيضا، لا أعرف أين سمعتُها ذات مرّة " عالقصف المجرّحة " واليوم تغنيها فيروز في معظم التسجيلات "عالقصص ". إمّا أنا مخطئ، أو غيّرها الأخوان لاحقا، لأنّ الأسماء لا تُحفر على القصف، أو الأغصان، بل على العرق أو جذع الشجرة طبعا! وتغنّي فيروز قصيدة " يا حبيبي كلّما هبّ الهوا . ." فتقول في أحد أبياتها "يا زمان الحبّ هل رجعى إلى / عهدنا والروض زهر يبسُمُ" ، بضمّ السين، رغم أنّها تظهر في القاموس بكسره فقط! فهل اهتمّ الأخوان بحركة الآخر فحسب؟ في أغنية " يا مَنْ يحنّ إليكِ فؤادي " أيضا، وهي فولكلور رائع أحياه الأخوان، تقول فيروز في أحد أبياتها " يومَ التقيْنا وطاب لُقانا "، وحقّها أن تكون مكسورة اللام، إذ إنّ الكلمة في الأصل هي "لِقاؤنا" طبعا، ومن الجوازات الشعريّة قصر الممدود. والكلمة، كما يأمرنا القاموس، بكسر اللام فقط.
باختصار: يبدو أنّ " الأخوين" كانا حريصين جدّا على شكل الآخر بحيث لا تكاد تجد خطأ في هذا المجال، أمّا الشكل الداخلي فلم ينلْ عناية كافية منهما.
بعد فيروز، أحبّ المطربين إلى قلبي، نأتي إلى محمد عبد الوهّاب. لا أحد ينكر موهبة عبد الوهّاب ومكانته في الموسيقى العربيّة، صوتا وموسيقى. أحبّ أغانيه القديمة جدّا، ولا أكاد أستمع إلى أغانيه في آخر عمره.
من أغانيه العزيزة على قلبي، من فترة النضوج، أغنية " يا ورد مين يشتريك " وهي من كلمات الشاعر اللبناني بشارة الخوري/ الأخطل الصغير. موسيقاها رائعة، وكلماتها من اللغة المحكيّة والفصيخة، وباللهجة المصريّة واللبنانيّة!!
من الفترة ذاتها، أظنّ، ثلاث قصائد للشاعر الرومانسي الكبيرعلي محمود طه، لحّنها وغنّاها بصوته الموسيقار محمّد عبد الوهّاب. قصيدة فلسطين - " أخي جاوز الظالمون المدى.." وهذه لم تعدْ تلائم الذوق العامّ والظروف المستجدّة، ولدا لا تكاد تذاع تقريبا. وقصيدتان رومنسيّتان أخريان هما "الجندول " و" كيلوباترة". والجندول أغنية عذبة يصف فيها الشاعر لقاءه بحسناء في فينيسيا / البندقية. يقول فيها الشاعر: انا من ضيّع في الأوهام عمرَهْ / نسيَ التاريخ أو أُنسيَ ذكرَهْ. فيرفع عبد الوهّاب التاريخ مرّة وينصبه أخرى خشية الوقوع في التجربة! لكنّ الخطأ الفاحش يقع في كلمة " شعره " التي ترد هناك في قول الشاعر " ويسوّي بيد الفتنة شعرَهْ ". فيغنّيها بكسر الشين، وحقّها الفتح طبعا!
باختصار: يجب الحرص الشديد، وربّما استشارة الشاعر أيضا، في غناء القصائد. وإلّا فالخطأ هنا يظلّ " خالدا ". لماذا لا نجد مثلا أخطاء في القصائد التي تغنّيها كوكب الشرق أمّ كلثوم؟!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبّ الأوّل، وَهْم؟!
- من عدوّ لدود إلى . . صديق حميم! [ ورقة أخرى من - هذ ...
- حتّى حنّا؟!
- البقيعة مثالا!
- الترادف: غنى أم ثرثرة؟
- دور الشدياق في تطوير اللغة العربية
- -العامية- و-الفصحى- مرّة أخرى!
- لغتنا العربية؛ لا هي عاجزة ولا معجزة
- متى نؤلّف نحوا حديثا للغتنا الحديثة؟
- لاساميّة؟ ليش؟!
- أساسيّات في تشكيل النصّ
- بِشْرُ بْنُ عَوانَةَ وَحَبيبَتُهُ فاطِمَةُ
- عيوننا هي أسامينا؟
- موشَّح رحباني معاصر؟!
- السهل الممتنِع
- خواصّ الأسلوب العصري!
- أغنية / قصّة قصيرة!
- نعم، أنا مع ابن خلدون!
- على هامش العربيّة الحديثة – 1
- الأحياء أوّلًا!!حكايات - 2


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - من أخطاء المطربين!