أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - البقيعة مثالا!














المزيد.....

البقيعة مثالا!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 17:21
المحور: الادب والفن
    


سليمان جبران : البقيعة مثالا!

ما سمعتُ أو قرأتُ مرّة ما يجري في القدس، في"الشيح جرّاح" يعني، إلّا عدتُ بخيالي إلى قريتي، إلى مكان ولادتي ومنشئي، إلى البقيعة في الشمال.
في الماضي، أيّام الانتداب يعني، سكن ألبقيعة، بل في حارتنا ذاتها، كما كتبتُ عن طفولتي يوما، أربع طوائف، "في اللذة والنعيم": يهود، عائلة الزيناتي الملاصقة لبيتنا، ومسلمون، ومسيحيّون من طوائف مختلفة، ودروز. في نسبة تصاعديّة!
بل أسمح لنفسي باقتباس ما كتبتُ حرفيّا في ذكرى أخي الشاغر سالم جبران: "بيتنا أيضا، حيثُ وُلد سالم وتربّى، كان في حارة عجيبة. حارة كوزموبوليتيّة، أو تعدّديّة بلغة هذه الأيّام: إلى الغرب من بياتا كان بيت عائلة يوسف الزيناتي اليهوديّة، حائط لزق الحائط. وتخرج من بوّابة البيت فترى أمامك مباشرة بيت جارنا "أبو نعمة" المسيحي. وعن يسارك، عبر الشارع، كنيسا لليهود شامخا، يكاد يغطّي الفضاء. تمتدّ خلفه "بيوت اليهود" الخربة، ملاعب صبانا. وتنزل في الطريق إلى الغرب أمتارا، فتمرّ على يمينك ببيت جارنا "أبو محمد فارس" الدرزي، ملاصقا بيت "خالتي زينة" المسلم. نعم! في هذا المحيط الضيّق من الأرض تعايشتْ تشكيلة كبيرة من الأديان في سلام ووئام. كأنّهم جميعا عائلة واحدة . . "
هذا ما كان. حتّى قيام دولة إسرائيل الديمقراطيّة! عدتُ مؤخّرا إلى البقيعة قريتي فوجدتّ أنّ كلّ شيء قد تغثّر. يمكنك الوصول ممّا كان بيتنا إلى "الحارة" مباشرة في خطّ مستقيم! سألتُ فأجابوني أنّ اليهود يشترون البيوت بأثمان لا يستطيعها أبناء البقيعة الآخرون، أموال الحركة الصهيونيّة؟ لم تعد "بيوت اليهود" أمام الكنيس فحسب. اليوم تمتدّ من بيتنا إلى "الحارة" مباشرة!
وحين أقرأ اليوم ما يجري في القدس، في "الشيخ جرّاح" يأخذني فكري إلى البقيعة قريتي رأسا. نفس المبنى الديمغرافي، ونفس الأموال المتحكّمة في مصير الإنسان!
القرارات بشأن البيوت العربيّة هناك لم تُلغَ طبعا. المحكمة العليا أجّلتها فقط. باختصار: المحكمة العليا أشطر من المستوطنين، لكنّها ليستْ ملجأ المظلومين كما يتوهّم البعض.
تسألون ما الحلّ؟ وأنا أقول الله يستتر. الويل لبلد يحكمه القرش لا العدل!!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترادف: غنى أم ثرثرة؟
- دور الشدياق في تطوير اللغة العربية
- -العامية- و-الفصحى- مرّة أخرى!
- لغتنا العربية؛ لا هي عاجزة ولا معجزة
- متى نؤلّف نحوا حديثا للغتنا الحديثة؟
- لاساميّة؟ ليش؟!
- أساسيّات في تشكيل النصّ
- بِشْرُ بْنُ عَوانَةَ وَحَبيبَتُهُ فاطِمَةُ
- عيوننا هي أسامينا؟
- موشَّح رحباني معاصر؟!
- السهل الممتنِع
- خواصّ الأسلوب العصري!
- أغنية / قصّة قصيرة!
- نعم، أنا مع ابن خلدون!
- على هامش العربيّة الحديثة – 1
- الأحياء أوّلًا!!حكايات - 2
- حكايات - 1 خَسِرَتْ دِرْهَمًا.. فَرَبِحَتْ دينارًا!!
- الحضارة لا تتجزّأ!!
- الشدياق أوّل من كتب السيرة الذاتيّة في الأدب العربي
- في جوع دَيْقوع دَهْقوع


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - البقيعة مثالا!