أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليمان جبران - هويّة حمراء؟!














المزيد.....

هويّة حمراء؟!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 7283 - 2022 / 6 / 18 - 14:11
المحور: سيرة ذاتية
    


سليمان جبران: هويّة حمراء؟!
[ ورقة أخرى من "هذيك الأيّام" ]

في هذه الأيّام، لا يذكر "الهويّة الحمراء" إلّا قليلون. بعض كبار السنّ، مثل حضرتي، الذين عاشوا سنوات الاحتلال الأولى، وما زالتْ تلك الفترة مطبوعة على صفحة ذاكرتهم.
بعد الاحتلال مباشرة، لم يكنْ عرب هذه البلاد يفهمون معنى النظام الديمقراطي، ولا معنى المُواطن وحقوق المواطن. ما دمنا شعبا محتلّا هُزم في ساحة القتال فكلّ ما يفعلون بنا جائز!
كان للشّيوعيّين فضل كبير يومها على العرب الذين بقوا هنا في بيوتهم، ولم يرحلوا عنها، مثل كثيرين من إخوتهم، المنثورين في كلّ الدنيا. الشيوعيّون هم الذين عرّفونا أنّنا مواطنون في دولة ديمقراطيّة، ولنا فيها حقوق المواطنة، مثل اليهود نظريّا. وإنْ لم نكُنْ مواطنين متساوي الحقوق يوما. في نظر الدولة العليّة كنّا دائما رعايا لا مواطنين!
ذكرتُ في موضع آخر، كيف كان أهل المستعمرة المجاورة، "حوسن"، المقامة على أرض سحماتا، يطردوننا بالبواريد الملانة من الأرض الوعريّة، لمنعنا رعاية مواشينا فيها!
في تلك الأيّام البعيدة، بعد قيام إسرائيل مباشرة، وزّعوا على العرب الباقين في بيوتهم ولم يرحلوا، "قسائم"! ورقة لا تكاد تختلف عن الورقة التي يستخدمها التجّار اليوم، مكتوب عليها اسم الشخص واسم عائلته وأولاده، أظنّ. طبعا كانت للعرب في تلك القسائم بادئة، يومها 20 تعرّف بقوميّة حامليها! حتّى في هذه الأيّام، سمعتُ أنّ الهويّات العربيّة لها بادئة يعرَّفون بها. لكنْ أنا لا أعرفها في هذه الأيّام!
هذه "القسيمة" تعرّف بصاحبها، مثل الهويّة اليوم تماما. يحملها العربي حيثما توجّه ويعرَّف بها. وكان من حظّ الوالد أنْ أودع قسيمته تلك عند كاتبة الحاكم العسكري العربيّة[ اسمها محفوظ في ملفّات التحرير] لتجديد تصريحه فأضاعتْها. وفهمنا نحن أنّ الوالد سيحصل لاحقا على "هويّة حمراء" لا تمنح حاملها نفس حقوق حاملي الهويّة الزرقاء. كان الوالد كثير السفر إلى لبنان و"التهريب"، فظنّنا أنّ في ذلك سببا كافيا لمنحه الهويّة الحمراء بالذات. يعني مواطنة ناقصة!
عشنا في بيتنا فترة صعبة، لا أذكر مدّتها، والوالد لا يحمل قسيمة أصلا، مواطن نكرة! كنّا ننتظر بفارغ الصبر، توزيع الهويّات بدل القسائم على العرب، لنعرف مصير الوالد. طبعا لم يكنْ هناك أيّ سبب لمنح الوالد هويّة حمراء، لكنّنا في تلك الأيّام كنّا واثقين أنّهم يفعلون بنا ما يجدّ على بالهم.
فترة الانتظار هذه، والقلق طبعا، كانتْ خاتمتها توزيع الهويّات الدائمة على العرب، والوالد تسلّم "هويّة زرقاء"، فكان ذلك يوم عيد في البيت: هويّة الوالد زرقاء!!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أخطاء المطربين!
- الحبّ الأوّل، وَهْم؟!
- من عدوّ لدود إلى . . صديق حميم! [ ورقة أخرى من - هذ ...
- حتّى حنّا؟!
- البقيعة مثالا!
- الترادف: غنى أم ثرثرة؟
- دور الشدياق في تطوير اللغة العربية
- -العامية- و-الفصحى- مرّة أخرى!
- لغتنا العربية؛ لا هي عاجزة ولا معجزة
- متى نؤلّف نحوا حديثا للغتنا الحديثة؟
- لاساميّة؟ ليش؟!
- أساسيّات في تشكيل النصّ
- بِشْرُ بْنُ عَوانَةَ وَحَبيبَتُهُ فاطِمَةُ
- عيوننا هي أسامينا؟
- موشَّح رحباني معاصر؟!
- السهل الممتنِع
- خواصّ الأسلوب العصري!
- أغنية / قصّة قصيرة!
- نعم، أنا مع ابن خلدون!
- على هامش العربيّة الحديثة – 1


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليمان جبران - هويّة حمراء؟!