أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية أسرار القوقعة















المزيد.....

رواية أسرار القوقعة


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


رواية «أسرار قوقعة» لشهيرة الحسن.. نبض الحكاية
بقلم سليم النجار
ولا ننسى في هذا السياق الإشارة بالخصوص إلى الإتجاهات الفنية الحديثة التي ركزت بحوث أصحابها من فنانين ومصمنين وكتاب وروائيين وروائيات على جمالية التركيب والتأليف في العمل الفني الإبداعي إلى درجة بات معها هذا الفعل هو ما يمثّل تحديدا عنوانه الأبرز.إذ هو جنس ينهل من الواقع، وينقل إيقاعه بوفاء الشَاهد المُعاش وصدقه. يستقي من الرّاهن ومن الذّاكرة وربمّا أضاف استنتاج التأمل والموقف الذّاتي. في هذا الجنس من الكتابة: السيرة الذاتية والسيرة الغيرية والمذكّرات واليوميات. ولئن اختلفت هذه الألوان عن بعضها البعض، نجدها في بعض المدوّنات تتلاقح وتتمازج لدرجة يستعصي إدراج النصّ في من هذه الخانات.
وبناء على ما أسلفنا تأتي رواية «أسرار قوقعة» الصادرة عن دار الآن ناشرون وموزعون، لتقدم سجلا لإنسانة تعاني من «إعاقة سمعية» فهل يحق لها ان تروي وهي التي تعاني من عدم السمع؟ ام ان هذا السرد يأخذ شكل لوحات إنسانية في وصفها وتفاصيلها بطولاتها واستراحاتها من ومضات ألم تسوقها الكاتبة دون أن تثقل علينا وإنما من باب الرصد والتوثيق لوجع الإنسان/ الإنسانة: (قد يكون عادل أصمّاً لكنّه يسمع عينيّي كما لا يفعل أحد، قد يكون أبكمًا، لكن في تصرّفاته ما يعجز الكثيرون عن قوله، قد يكون ذا تعليم عاديّ ووظيفة بسيطة، لكن في أخلاقه ما لم يصله الكثيرون ص٢١٥).

هناك إذا تمييز موضوعي من طرف الكاتبة بين مفهوم الإقتران من جانب ومفهوم التركيب والتأليف والتنسيق من جانب أخر منا يعني أن فعل التركيب والتأليف والتنسيق يمكن أن ينتج عنه إحساس بالجمال لدى المتلقي: (أفتح عينيّ، أنظر حولي، والدي يجلس بجانبي، يقرأ كتابًا في يده، إنّه القرآن، أنا لا أسمعه يقرأ، أهذا يوم دفني؟ أنا لست ميّتًا! أبي أنا هنا ! يقترب مني، يمسح رأسي بيديه الحنونتَين، يراني أحاول النهوض، يُرجِعني إلى الوراء ويبتسم، إذاً أنا على قيد الحياة! أين نحن؟ ص١٤٦).
وهذا ما ينطبق في أحيان كثيرة على الصور أو المشاهد الدرامية مثلا في العديد من الأعمال الروائية، الكلاسيكية منها أو الحديثة والمعاصرة من جنس تلك التي تصوّر الأوجاع الإنسانية من نكبات ومآسي على سبيل المثال لا الحصر.
بتبعير آخر يمكننا القول بأن سرد شهيرة الحسن يشير إلى أهمية التأليف والتركيب سواء كان ذلك في صور حركة الإنسان أو صور أوجاعه أو البحث عن تحقيق أمنياته أو ذكريات: (تسترجع ذكريات وفاة جدتها، فرِحتْ يومها لفكرة أنهم سيأتون للمكوث في بيت العائلة فترة قصيرة، بكى أيهم على جدته كثيراً، وتظاهرت حياة بالبكاء لأجله! علمت حينها أنه لم يعدْ ابن خالتها فقط، يبدو أنّه حبّها الأول، كان ذلك تفسير قلبها المراهق، لذلك أرهقت قلبها بحبِّه كثيراً! ص٦٤).
ولا ننسى في هذا السياق الإشارة بالخصوص إلى الإتجاهات الفنية الحديثة التي ركزت بحوث أصحابها من فنانين ومصمنين وكتاب وروائيين وروائيات على جمالية التركيب والتأليف في العمل الفني الإبداعي إلى درجة بات معها هذا الفعل هو ما يمثّل تحديدا عنوانه الأبرز.
والفن الحديث بنزعاته التجريدية المختلفة، الهندسية منها والغنائية والتكعبيية، قد احتفى كما نعلم أيّما احتفاء، بمسألة التكوين والتأليف في العمل الفني وأولاه اهتماما كبيرا وجعل منه مبحثا جماليا رئيسيا حاضرا بقوة فيما ينتجه المبدعون من أعمال وتصاميم فنية من جهة، وفيما ينتجه النقاد والمفكرون من مقاربات جمالية ونقدية من جهة أخرى. ولا شك ان الكاتبة شهيرة الحسن استفادة من هذه التقنيات من خلال رسم عنوان روايتها على الشكل الأتي: (أسرار القوقعة)، وصورة المرأة دالة على هذا التوظيف وعلى فعل التكوين والتأليف والتنسيق هذا بأعتباره فعلا منتجا للحُسن والجمال في الرواية، وتعالق هذا التوظيف للغلاف مع افتتاحية الرواية:
(قبل بداية القصص
قبل الدموع والابتسامات بين سطور الرواية
ها أنا قبل الدفاتر ؛ قبل كل الخطوط أعترف!
ويستحق أعترافي هذا بداية السطور
يستحق مقدّمة كل شعور
أنا أخبها!

كم صغيرة هذه الكلمة في عالم الكلمات كم بسيطة
كم قليلة لتختصر حبي انا
لها تتساءلون من أنا؟
أترك سطوري في كل ما (بين الدفاتر) تكمل اعترافاتي ص١١).

ويمكن القول أن يتشابه الشيئان أحيانا من حيث السلوك، وأحيانا من حيث الشكل، واحيانا أخرى من حيث إنهما يوجدان في زمن واحد وسياق واحد، أو يحملان سيمة مشتركة قد تكون هْامشية على مستوى المعجم، لكنها قابلة للاستقطاب نحو مْركزْ النص.

إن «أسرار القوقعة» وهي تفتح بأصابعها النص على مختلف التشعبات الدلالية والرمزية، لا تستدعي إلى الذهن بعض الرمزيات الإنسانية فحسب، بل تفتح أفقاً لاقترن الوعي من جهة، وتخوض تناصا مع اوجاع الأنسان العادي: (كثيرة هي الأوهام التي تتسرَّب إلى حياتنا، نصدَّقها فنعيشها وكأنّها جزء منا، بينما تتهرَّب من واقعنا همسات صادقة تفوتنا ويا ليتنا لم نكذِّبها! ص١٠٣).

وهنا يظهر لنا إشعاع إيحائي قوي للقوقعة كعلامة سيميائية بارزة، وإذا تأملنا الإيحاء لألفينا أن العلامة تنشأ للوهلة الأولى بوصفها موضوعاً أستعمالياً، إذ يكتسب هذا الموضوع، وانطلاقا من المجتمع، غايات دلالية تتراكم ضمن مستويات اجتماعية متباينة تتخذ العلامة الأولية قاعدة لها، فمثلا يحتاج التوظيف المتوارد (لخدمة الدفء) «تلبسني والدتي الذهب الذي اشترته لي من (كندا)، وتصرّح بأعلى صوتها بأنّ سالم (العريس.. الله يسلم قلبه) سيشتري لي من ذهب الخليج عندما أصل إلى هناك ! ص١٨٣). وهذه الطقوس الشعبية كتبها وعرف بها الكاتب والروائي الكبير يحي حقي في روايته «القنديل» حيث تبدو الطقوس الشعبية الحسوبة على القيم الاجتماعية قد بولغ فيها لدرجة انها يمكن أعتبارها معارضة للتعاليم الاجتماعية الصحيحة، وهذه سيمة أساسية في العامة والعموم الذي يشكل سديم الفوضى الخلافة للخصوص، فكل ما يصبح شعبياً، لا بد يمسي متشعباً وهذا ما ذهبت له شهيرة الحسن في روايتها «أسرار قوقعة».



#سليم_النجار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة الخلاص في عالم موبوء
- رواية هكذا صرت ملاكا
- رواية مرايا للكاتبة نسرين الحمود
- رواية الحب ثالثا وأخيرا
- رواية ابنة السفير
- رواية التي كانت أنا
- رواية حنظلة
- رواية أدراج الإسكافية للكاتبة فداء الحديد
- رواية سهام أبو عواد
- رواية محطات على قارعة الزمن
- تعبت الروح أيها العاشق للكاتبة عواطف الكنعاني
- رواية وقتلت مرتين
- رواية مطارح سحر ملص
- الرصاصة 666 محاكمة التاريخ وإعادة صياغته
- الرواية النسوية في الأردن
- قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة
- رواية أغثني
- رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي
- رواية جدائل الصبر للكاتبة إيمان كريمين
- سليماني شهيد القدس ،غزة ناكرة للجميل


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية أسرار القوقعة