أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية ابنة السفير














المزيد.....

رواية ابنة السفير


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


(ابنة السفير) لنبيهة عبدالرزاق.. محاكاة الجمال الإنساني

الكتابة في رواية «في ابنة السفير» لنبيهة عبدالرزاق، مغامرة وتجربة، بل هي فعل وتأسيس بالكلام. وهي فعل هاجسها أن تدرك في كلَ مرة العميق بل الأعمق فالأعمق؛ لذلك هي -ما ترى–أبعد من ان يكون نزوة عابرة تختزل في مجرد حلبة بلاغية وتلاعب بسيط بالكلام؛ إنها طريق اختارت فيها بشجاعة؛ إنها ضرب من التأسيس في ابعاده الجمالية والأجتماعية؛ بل في ابعاده الذهنية المعرفية تعبير عن رغبة في خلق كتابة روائية لا من اجل الرواية؛ بل من أجل طرح فكرة واضحة المعالم، ألا وهي حوار الإنسان مع الإنسان بعيدا عن الأيديولوجيا أو المواقف المسبقة. تحاكي رغبة محاكاة الجمال الإنساني، وفي الآن ذاته ثورة عن التنميط والتكرار. أنها تكتسب قيمتها بل شرعيتها وجودها ممَا يمكن اعتباره هدفاً مطلوباً من قِبل الروائية، عبر التقويض للسائد من القيم الجمالية:
«يا امرأة يتوهج فيها القلب منصهرا
يا ورد الرّيح وعشق المطر
العاشق ينبض لكنّي
حين أراك؛ أختفيـنا لتبقي أنت
في البدء كنت مفردتي
وفي النهاية احتمال» (ص١٦).
في هذه الرواية الصادرة عن دار فضاءت للنشر والتوزيع، سؤال عادة يستفزّ القارئ ويهزّ سكنيته إلى الراسخ والمكرّر؛ وهو سؤال منفتح على أسئلة لا تقلّ عادة عن سؤال المعنى؛ وسؤال الجميل والوجود والعدم، يأخذك من حيرة الكاتبة إلى صرامة الناقد إلى حيرة الإنسان في بعده الإجتماعي: «كنت بين الصحوة والغفلة عندما ناديت اسم الحياة؛ كأنّك كنت تحلم بها» (ص٥١).
وهناك سؤال الكينونة والمصير، وعلى درب البحث عن طريق بكر في التعبير؛ بحسّ الروائية المسكونة بهواجس الثبات على طريق الكتابة الوعر؛ بل المأخوذ بالتجريب والحداثة، حين تأخذك نبيهة عبد الرزاق إلى مجاهل الكتابة: «سيدة تتلفع من رأسها حتّى قدميها أتت مسرعة من بعيد، لا يفهم من كلامها إلا تأتآت تنادي بها ثائر: (ص٧١).
تتخّذ الكتابة إذ تغدو موضوعا، شكل النزال ومغالبة الصّمت واللامعنى؛ إنهّا فعل مواجهة للعدم بالمعنى الوجودي: «ألم يخبرها أنّها الشمس التي أنارت بحضورها عتمة سنوات مضت لتحيلها إلى ذكريات لم يعد يأبه بها» (ص٨٥).
كتبت الروائية على ضرب من السير على الخيط الرفيع بين الواقع والمحلوم به، أو بين الوجود والعدم، وضرب من التحدّي والتأسيس بالكلام وفي الكلام: «ضحكات هستيرية تطلقها دنيا في أرجاء المكان لتتساءل بدموع تملأ عبنيها:
لماذا لا أرحل؛ من أنا؛ أين منك وانت مني؟» (ص٩٥). إن بلاغة السؤال في معابر الجمال؛ وشمعة القتام واستحالة الكلام: «أين أنا من كل هذه الوعود؟ وكيف لي أن أعرف أنّ كلّ ما جرى هو آتٍ إلى حياتي» (ص١٠٢).
صور تنزع إلى التمثيل والمشهدية من جهة وعمق التجريد والإيحاء من جهة أخرى؛ فتتضح بما يشبه الصّراع المحموم ضدّ سراب المعنى واعتباطية العلاقة بين الدّوال ومدلولاتها: «نعم.. هو ذات المكان؛ أعود إليه كل مرة أزور فيها عمان، هو مكان مليء بالدفء، يعيد الهدوء إلى نفسي» (ص١٨).
شكلت نبيهة عبدالرزاق في روايتها «ابنة السفير» كائنا متخيّلاً، رحلة من عوالم سحرية قوامها الإيحاء، مثقلة بالدلالة على معاني متداخلة بل متقابلة معبّرة عن ما ترنو له الروائية: «صوت نابض ملهوف، يخترق كل المسافات قاطعًا كل الحدود الزمانية والمكانية إلى ماوراء المتوسط ليحطّ في بيت قديم في أطراف عمّان، يهنئ والدته بقدوم حفيدتها الأولى طالبا إليها تختار اسما» (ص٨).



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية التي كانت أنا
- رواية حنظلة
- رواية أدراج الإسكافية للكاتبة فداء الحديد
- رواية سهام أبو عواد
- رواية محطات على قارعة الزمن
- تعبت الروح أيها العاشق للكاتبة عواطف الكنعاني
- رواية وقتلت مرتين
- رواية مطارح سحر ملص
- الرصاصة 666 محاكمة التاريخ وإعادة صياغته
- الرواية النسوية في الأردن
- قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة
- رواية أغثني
- رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي
- رواية جدائل الصبر للكاتبة إيمان كريمين
- سليماني شهيد القدس ،غزة ناكرة للجميل
- هفاف الخوف شعر أحمد عارضة
- الدم الفلسطيني في غزة ليل الفضائيات
- اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية
- رواية حكاية صابر للأسير محمود عيسى
- حماس حقيبة بلا يد


المزيد.....




- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية ابنة السفير