أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية وقتلت مرتين














المزيد.....

رواية وقتلت مرتين


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 12:42
المحور: الادب والفن
    




رواية في اليأس ، ولا رواية في الأمل رواية كل اللحظات التي كانت يائسة 0 دوما تشتم الريح ونعيق الغربان 0
رواية ” قُتلت مرتين ” للكاتبة سماهر السيايدة تصور الموت لشخصيتها الرئيسة ” ياسمين ” لونا نبيلاً كيف ذلك ؟ ؛: ( عن أي حياة تتحدثين ! انا إنسانة ميتة 000 هل ستعدين لي الحياة ؟ ص57 ) 0
لا تفكر ياسمين في الأمل ، بل في سرد حياتها من خيوط متشابكة رحمها المعاناة التي تعرضت لها ، فكان الجواب على كل ما تعرضت له امنية الموت ، فأصبحت هذه الأمنية سلوكا وطريقا لحياتها التي مازالت مستمرة غصب عن إراداتها 0
الغصب هنا تم تصويره من قبل الكاتبة على الشكل المتعارف عليه ، بل اصافت مفهوما جديدا 0 فالذي يرفض الحياة ، اعتبرته الراوية ما هي إلا عملية إغتصاب ، وهتك لكل ما هو جميل في هذه الحياة 0 واستشهدت بهذه القيمة الإجتماعية على الشكل الأتي : ( في اليوم التالي من أيام اللجوء وضعنا في خيمة صغيرة حيث تم توزيع اللاجئين على الخيم ، تلك الخيم التي أصبحنا لا نملك غيرها ، أصبحت وطننا الجديد ص37 ) 0
استطاعت سماهر دق باب الزمن لدى المتلقي الذي اربكته ووضعته في حالة دهشة ، فدلالة الخيمة هي عودة للحياة البدائية وما كان الوطن إلا فكرة غير قابلة للتحقق ، والشيء المؤكد ان الخيمة هي الحقيقة الثابتة في حياتنا خاصة إذا عرفنا انها لها دور غير قليل في تراثنا الشعبي ، العودة هنا إلى الأزمة التي يتعرض لها الإنسان العربي ، بسؤال دائم هل فعلاً الخيمة قدرا كُتب علينا ؟ وحتى تكتمل حشرجة السؤال سردت سماهر على الشكل الأتي ،: ( – أبي ، يعني هيك ما راح اشوف أمي أبداً ) ( يعني هيك راح العمر ص28 ) 0
سماهر في سردها وهذه الصورة الروائية وظفت دلالة الوالد الذي يعتبر عماد البيت ، امام سؤال وجودي هل ضاع الوطن مادام غابت الأم ؟ ورغم محاولة الكاتبة استدراك خطورة هذا السؤال ، من خلال تركيب صورة درامية مركبة على السؤال ، : ( طلبت مني الأم شمس أن اقوم بإرتداء تلك الملابس الجديدة رفضت في بداية الأمر ص76 ) 0
هذه الدوائر الاجتماعية التي رسمتها سماهر تتحرك في فضاء،السؤال ، وانتقال الأنا المعذبة من دائرة إلى اخرى دون وعي حقيقي ، وإن حاولت الكاتبة رمي فكرة بين ثنايا السرد ودوائرها التي تتنامى ببطء ان ياسمين تتعاطى مع كل هذه الظواهر كضحية ، : ( لكن طوال الطريق لم تتحدث الأم شمس بكلمة ، كان لدي إحساس غريب بأن هناك أمر ما ص82 ) 0
وحتى تكتمل الصورة ، كان لابد من توظيف اللغة تتأى صورها المتخيلة على شاكلة نشارة خشب لا تصلح إلا رميها في سلة النسيان ، ومن خلال هذه الصورة المنسية تلتقط أداة لغوية جديدة تملك روح اليأس التي لم تفارق بطلتها ياسمين ، : ( فالحياة والموت لدّي سيّان ص82 ) 0
رواية ” قُتلت مرتين ” تزدحم بالمفارقات المقصودة والموظفة ، في سرد يتداعى امام فكرة الخوف ، حضور شخصيات مرادفة لعلها تساعد في تخلص ياسمين من جنونها الذهاب إلى النهاية ، فيحضر الشاعر ، زوج شمس الذي جاء،على شكل حل لمشكلة احتماعية يعاني منها عقم الام شمس وتصور ان الفتاة التي دخلت على حياتهم قد يكون الحل عندها فرسم خيوط النجاة عن طريق الكلمات التي اخذت شكلاً شعرياً ، أي الشعر في بعض الحالات الإنسانية الطاغية تقف في وجه القيم الأجتماعية ، فطرحت الروائية سؤالاً أزلياً من قبل من الأخلاق او الحاجة ؟ ، : ( ياسمين ماتت ؟
– نعم ماتت لكي تعيش انت ص159 ) 0
قد يتصور المتلقي ان خيار الموت جاء بقرار من ياسمين ؛ حقيقة الأمر تواطؤ الأم شمس من خلال تصويرها على انها ساذجة ، ولم تعرف بحقيقة زوجها ، دفعت بقيمة مضافة ، ألا وهي بحث الساذجة لعريس لبنتها التي احتضنتها ، حتى تكتمل صورة الأمومة ، وايٍ كان هذا العريس الذي يرفض بثقافته مهما كان مستواه التعليمي زواج من بنت فقدت بكارتها رمز ومفتاح الشرف الأزلي ، وما مراسم الزواج التي تمت حبر على ورق لا قيمة لها ، فالنهاية الطبيعية لكلا الطرفين موت الضحية 0 والكل يخرح بعد ذلك منتصرا ، الرجل لم يتخلى عن قيمه ، والضحية مارست دورة البطولة 0 هذه الصورة الدرامية الشائعة في حياتنا الإجتماعية ، التي لا يمكن تغيرها واعتبارها رمزا عفيفا في قاموس اخلاقنا 0
إن السردية في رواية ” قُتلت مرتين ” هي تحويل أو مجموع تحويلات تحقّق صلة الفاعل بموضوع القيمة ، وتدخل في هذه العملية برامج لا حصر لها ، وصور تجيسدات تعد تحليل متأن للسردية 0 والسؤال النقدي الذي طرحته رواية ” قُتلت مرتين ” لماذا فضاءنا المشترك بدَماء لا نعرف كيف سالَتْ وإلى أي عهد ستظل تسيل في السؤال المعذب الذي لا ينتهي 0 ليس العذابُ ما يفْجع ، بل سببُ العذاب 0 الفجيعة متروكة على جانب الطريق السّيار الذي لا يرى منا فرصة أن نرى ، لذا قُتلت ياسمين مرتين لا ثالث لهما 0



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية مطارح سحر ملص
- الرصاصة 666 محاكمة التاريخ وإعادة صياغته
- الرواية النسوية في الأردن
- قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة
- رواية أغثني
- رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي
- رواية جدائل الصبر للكاتبة إيمان كريمين
- سليماني شهيد القدس ،غزة ناكرة للجميل
- هفاف الخوف شعر أحمد عارضة
- الدم الفلسطيني في غزة ليل الفضائيات
- اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية
- رواية حكاية صابر للأسير محمود عيسى
- حماس حقيبة بلا يد
- فتنة الموقف في رواية كويت بغداد عمان
- سماسرة الجهل
- حمار الحراسة حين يغفو!
- الثقافة العربية بين حانا ومانا
- مفكرون بلا حدود
- الإعلام بين الإنحياز والموضوعية
- الإخوان المسلمين على طريق جهنم


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية وقتلت مرتين