|
الرواية النسوية في الأردن
سليم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 7621 - 2023 / 5 / 24 - 10:17
المحور:
الادب والفن
رواية الخوف اعترف أن طفولتي الفقيرة كانت تشبه الرواية أكثر ، كانت تشبه موزونة شبه مقفاة حكايات وغناء أمي حولي أحاطاني صوتها الذي ينشع من بئر الخوف ، أمي هدهدتني بأغنيات لم أعد اذكر كلماتها ، فيما كان والدي يغني أحيانا ، اقصد يغني مواويل حزينة ، ثم يقول لي نم هائنا ، أيامها كان والدي يروي القصص والحكايات ، وما أذكر منها قصة الشّاب الفقير من قريتنا ” صبارين ” قضاء حيفا انه التحق بثورة ١٩٣٦ ، وما هي ايام حتى جاء الشّاب مع مجموعة من الثّوار إلى بيت العائلة التي رفضت إعطاء ابنتهم لفقر حاله ، وبإسم الثورة والبنادق تشرع فواتها على راس رب العائلة ، الذي وافق على الطلب دون تردد ٠ هل أغاني أمي وحكايات والدي أدخلتني إلى روح الرواية ، هل أغنيات أمي ادخلتني إلى عالم الرواية التي تسردها المرأة ، مما لا شك فيه ان هذه الأحداث لعبت دورا ما ٠ طبعا هناك فكرة دائماً ما تطرح مفادها ، أن الكاتب غالباً – داخل أحداثه ما يكون موجها اخلاقيا وصانًعا للوجدان ومعبرًا عن الناس والحياة ، وواضعا يده على ما هو إنساني ومشترك بين البشر جميعا ، على الأقل هذا ما اتصوره عن دور الكاتب ٠ المرأة التي اتجهت إلى الرواية هي نمط من أنماط التمرد المختلفة عما تعودوده من الإختلافات التقليدية : بطولة الشخصيات بطولة المعاناة بطولة البوح ٠ هذا الدور يحتاج إلى بعض التأمل ؟ إذ انني شعرت بهذه الصورة تحديدا وأنا أقرأ الرواية النسوية في الأردن ، نقداً وقلقاً وخوفاً ٠ لكن السؤال المهم الذي اود الإجابة عليه ، كيف كتبت الروائيات في الأردن ؟ في الرواية العربية نجد أن الرواية هي خلاصة الجماعة العربية ٠ وهي تكثيف الأعظم ما في هذه الجماعة من سجايا وسمات ، وهي معبرة عنها وصانعة لأحلامها وأشواقها ٠ أحاول كل مرّة ، أن اعيد رسم صورة هذا السؤال اتجاه الرواية النسوية ، فلا أزداد إلا حيرة ريبةٌ مما رسمْت ٠ أوَلَمْ يحنِ الوقتُ ، بعد ، لأعترفَ بأن الرسوم أثرٌ على الفقدان ؟ تلك الريبة ما أكبرها في زمن يسخُر من كسر المعتاد ٠ توصف الرواية النسوية في الأردن عادة بالغليان والوهج واللهيب والاشتغال وما شابه ، لكن أم توصف في ذات الوقت انها ليست رواية ، اليس هذا انفصام ؟ أو إذا اخضعنا هذه الفكرة لعقلية التساؤل لماذا هذا الإنفصام ؟ قد يجد البعض إجابة محددة ، جوهرها لابد خضوع الرواية لمقياس نقدية ، والبعض الأخر يعتقد ان الرواية فن صعب المراس وان المرأة في مجتمعنا مازالت في مرحلة التكوين الإبداعي ٠ وفي جميع الأحوال هناك جواب مغيب عن قصد وعمد ان التحولات الإجتماعية السريعة وفي معظم الحالات طارئة ومفاجئة لمعظم افراد المجتمع ، وتحديدا من ثمانينات القرن الماضي ! التي لعبت دورا معقول في فتح الطريق لكتابة الرواية النسوية ، على عكس ما حصل في التحولات والتبدلات التي حصلت في المجتمع الأردني عام ٤٨ ، التي كانت المرأة على هامش الحدث ! ومن خلال تامل وقائع التغييرات ، وخلال معايشة امتداداتها ومآلاتها وأشكال تقييمها تتوقف الرواية النسوية في الأردن ، عند مفهوم ثابت ، يشارف ” الاستخلاص ” على حق الكاتبة الأردنية كتابة الرواية ، على الرغم الخوف الذي يلقي ظلاله على فضاءها ٠ الخوف من لحظة ضمير بيقظة ضمير ٠ أو تساؤل ما هي قدراتهم الإبداعية التي تؤهلهم بهذه التسمية ؟! اتساءل وانا اعتقد بانهم – أي الذين يرّوجون لهذا المفهوم لديهم إشكالية ما لا تسنطيع تحديدها لكن ما استطيع ذكره ان هنالك خلل ما ٠ لان هؤلاء نُشطاء في التدمير اللبق لكلّ ما تبّقَى من محاولات كتابة الرواية النسوية ٠ هل انا اروي عن رواية وهمية في الأردن ؟ عن روائيات لم يجدوا اصْلاً ؟ بهذا السؤال توجهت لقراءة اربعين رواية لروائيات ، لا نعرف أين هم على صعيدين النقد ولإعلام ، وغيابهم عن المشهد الثقافي ٠ والغياب فجيعة لم تُكتمل دورتها ، أننا سنقف لاحقا على ما هو ابشع مما نحن عليه ، لأن هناك وعي فاسد لنقاد لم تتوفر لهم المناعة الكافية ٠ من يوم ليوم ، أعيش هذه التأملات ، القراءات النقدية ، وقد قاومت الاستسلام في مجتمع ثقافي لم يِقَبلْ بعدُ الوعي النقدي ٠ يسْعد بنقد الأخرين ، لكنه ينفر من نقد الذات ،يجْهر بالتبرؤ يُواصل منع النقد إلا ضمن مسطرة محدّدة ، اعتاد عليها من مارس النقد في مجتمعنا ٠ في رصيد البوح ، والحالة الراهنة للثقافة في بلادنا دليل على ما يُزيل الوعي ويكرّس الوهم ، في هذيان مضاعف ، له أن يتوقف ذات يوم ربما ، محتملا ، يدعو الواقع واقعا ٠ والمسافة مسافة ٠ بواقعية مَنْ يشهد على فكرة من حق المرأة في الأردن كتابة الرواية
#سليم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة
-
رواية أغثني
-
رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي
-
رواية جدائل الصبر للكاتبة إيمان كريمين
-
سليماني شهيد القدس ،غزة ناكرة للجميل
-
هفاف الخوف شعر أحمد عارضة
-
الدم الفلسطيني في غزة ليل الفضائيات
-
اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية
-
رواية حكاية صابر للأسير محمود عيسى
-
حماس حقيبة بلا يد
-
فتنة الموقف في رواية كويت بغداد عمان
-
سماسرة الجهل
-
حمار الحراسة حين يغفو!
-
الثقافة العربية بين حانا ومانا
-
مفكرون بلا حدود
-
الإعلام بين الإنحياز والموضوعية
-
الإخوان المسلمين على طريق جهنم
-
غسان كنفاني رعد ونحن بلا أمطار
-
هواجس في ذكرى استشهاد صلاح خلف أبو إياد
-
الإخوان المسلمين شياطين الماضي.. شياطين الحاضر
المزيد.....
-
صدر حديثا ترجمة كتاب - شطحات العقل.. بين الإبداع والجنون -
-
انهيار مسرح أثري بشارع الرشيد غنت فيه أم كلثوم
-
بعد ضجة -الشوكولا مو والبونجور-.. نضال الأحمدية تقاضي فنانا
...
-
بينها نظارات هاري بوتر.. أزياء أبطال أشهر أفلام هوليود للبيع
...
-
-المغرب في الفكر الإسباني-.. استثناء من الاستشراق وتأرجح بين
...
-
متحف الأدباء في العراق.. ذاكرة ومعرفة للأجيال
-
للحفاظ على الثقافة التقليدية.. مجتمع للسكان الأصليين في إندو
...
-
في سويسرا، عمارة تسعى للإبهار وبوتقة تفرز شتى أنماط البناء
...
-
المعرض الدولي للثقافة في كردستان العراق
-
-لن تصدق عينيك-.. شبيه الفنان محمد رمضان يثير جدلا وحيرة واس
...
المزيد.....
-
-تذكرتان إلى صفورية- النكبة، التشتت والهوية
/ رياض كامل
-
لعبة الصبر / قصص قصيرة
/ محمد عبد حسن
-
مسرحية -لسانها-
/ رياض ممدوح جمال
-
الموت لا يزال أرواحًا في أعمال (لورانس دوريل -رباعيات الاسكن
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الخطاب التاريخي المضمر في رواية "حتى يطمئن قلبي" للكاتب ال
...
/ حبيبة عرسلان – أسماء بن التومي
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة طلال
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
كتاب حكايات وذكريات الكاتب السيد حافظ كيف تصبح كاتبًا مشهور
...
/ السيد حافظ
-
نقد الخطاب المفارق، السرد النسوي بين النظرية والتطبيق
/ هويدا صالح
-
رواية للفتيان قمر من سماء عالية
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
التاريخ السياسي للحركة السريالية (1919-1969) بقلم:كارول رينو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|