أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - الإخوان المسلمين شياطين الماضي.. شياطين الحاضر














المزيد.....

الإخوان المسلمين شياطين الماضي.. شياطين الحاضر


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإخوان المسلمين شياطين الماضي ٠٠٠ شياطين الحاضر ٠٠٠ معالم على الطريق لسيد قطب نموذجاً
.سليم النجار
كيف يبحث الكاتب عن هويته، وهل يبدأ ذلك "التحريض" الواضح والغامض معاً، أم أنه يحجبه في طيّات "العلاقات الاجتماعية" التي تنتج متطرفاً؟ يصدر هذان السؤالان عن روايتين أولاهما: "والكذب لا يتوقف ابداً"، للكاتب سيد قطب المنظر الأول لأيديولوجية الكراهية في كتابه"معالم على الطريق"، والثانية: "أسرار الإفراط في الإدعاء"٠
ويفتتح كتابه في رواية مركبّة على مستوى الحقد على البشرية جمعاء: (تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية ٠٠ لا بسبب التهديد بالفناء المعلّق على رأسها٠٠ فهذا عرض للمرض وليس هو المرض٠٠ ولكن بسبب إفلاسها في عالم "القيم" التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نمواً سليماً ص٣) هذا الخطاب من أهم أسباب ظواهر التخلف للثقافة الإخوانية، وفي ظل سرعة تدهور الحوار العقلاني والتفكير المنطقي والتعصب والتحيز وسرعة إطلاق الأحكام القطعية والأحكام المسبقة وسيطرة التفكير الخرافي والسحري، هو الذي جعل واحد مثل سيد قطب متشنّجاً ومتخشّباً٠ ويواصل قطب بث سمومه وإدّعائاته وهو يلاحق الآخر المختلف معه، كفريسة، معبراً عن مأساة ذاتية فادحة، تتهم البديهات وتترجم اليقين٠ وقوة الإتهام، أنه يضع نفسه أباً للدعوة للخلاص، والأب الثاني هو القيم التي يتبناها كطريق للخلاص، وإذ الأبوان معاً لا علاقة لهما إلا بالخرافة كقوله: (إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم!، وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا: أنه هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده٠٠ متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي ص ٨٨ ٨٩) ٠ وبما أن الذاكرة دفتر خربشات العقل، فكيف يمكن للذاكرة أن تعطي مواضيعها صياغة جلية؟ كما فعل قطب عندما إستعان بوصف "الجاهلي" للمجتمع الذي يختلف معه من الذاكرة، وهنا يترجم السؤال الفاصل بين الواضح والغائم من الأسئلة، مرجعها ماض مخادع غائم حاضر يبحث عن الحقيقة العلمية البعيدة كل البعد عن نمط التكفير والتحقير للمجتمعات الإنسانية كما يبشرنا به سيد قطب، ولم يكتفي بهذا بل ذهب إلى درجة الهذيان عندما عزّز هذا الجنون المرضي المستتر بالدعوة للأخلاق "الحميدة" بقوله: (وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار "المجتمع الجاهلي" جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً !! ص٨٩)٠
ويضع قطب جملة من الثنائيات: السر والعلن، المقيّد والطليق، المخادع والنزيه، وما يجب أن يكون لنقرأ الفقرة التالية التي ذكرها في كتابه "معالم على الطريق": (والذي يغفل عن ذكر الله؛ ولا يريد إلا الحياة الدنيا- وهو شأن جميع العلماء اليوم!- لا يعلم إلا الظاهر، وليس هذا هو "العلم" الذي يثق المسلم في صاحبه فيتلقى عنه في كل شأنه ص١٣٣ ١٣٤)٠ واضح من كلمات قطب هي حالة إستدعاء لشخصية قلقة، مغتربة، مضطربة، تريد أن تتحرر من ولادتها الاولى وتدخل في شخصية جديدة وبسبب ذلك يهرع قطب إلى الإستهزاء بالعلم وإعتباره مضيعة للوقت، والحق أن يتبع المسلم "أحكامه الشرعية" التي يؤمن بها القادمين من الغرف السوداء للإخوان المسلمين الذين يتفننون في تكفير وتجهيل كل من يختلف معهم ويعتبرونهم كُفّار٠ ويُكفر جميع الأعراق والثقافات الإنسانية ذلك أن( الآخر) الذي يصطدم به ما هو إلا "تافه وجاهل"، هذه الثقافة المشبعة بالزيف والخديعة أخرجت قطب من كتب الإخوان المدرسية القائمة على البلاغة وأخذت بيده إلى عالم الجنون والتطرف٠
إذا كانت لحظة الصفاء تثق بذاكرة ترى "أدق الشقوق" فإن كلمات قطب التالية تنزلق إلى عدم اليقين ناظرة إلى كهوف الذاكرة: (كذلك قامت في التاريخ الحديث تجمعات أخرى٠٠ تجمع الإمبراطورية البريطانية مثلاً٠٠ ولكنه كالتجمع الروماني الذي هو وريثه!، تجمعاً قومياً إستغلالياً، يقوم على أساس القومية الانجليزية، وإستغلال المستعمرات التي تضمها الامبرطورية٠٠ ومثله الإمبرطوريات الأوروبيةكلها: الإمبرطورية الإسبانية والبرتغالية في وقت ما ص٥٣).
هذا النص التاريخي المفتوح يطارد آثاراً تتلوها آثار، والآثار لا تنتهي، والتاريخ عادة يتطلع إلى جعل الزمن النفسي، المراوغ المخادع الماكر، زمناً فيزئياً، واضح البداية والنهاية٠ ولعل هذه الإتهامات بالجملة تنم عن عدم إدراك لقوانين التاريخ الإجتماعي السياسي، القادم من تشكيلات اجتماعية تتفق في مصالحها، وبنيتها الإقتصادية وطموحها السياسي، والتاريخ العربي الإسلامي يعج بهذه النماذج التي لم يأتِ على ذكرها قطب، كالدولة الأموية والعباسية والفاطمية ودويلات المماليك، كلها مارست كما مارست الإمبرطوريات التي سبقتها، بل بعضعها كانت ممارستها أشنع وأقسى كما فعلت الدولة العباسية في إستغلال الأفارقة كعبيد في أرض السواد العراق، وإلا ماذا يُفسّر ثورة "الزنج"؟ وليس أحسن حال عندما كان بعض خلفاء الدولة الأموية على سبيل المثال يرفضون قبول "النصارى" كمسلمين أعلنوا إسلامهم ونطقهم الشهادتين والإيمان بكل ما أتى به الإسلام، لا لسبب إلا في حال قبولهم تفقد خزينة الدولة أموال طائلة تسقط عنهم الجزية، ماذا يفسر قطب هذه المفاهيم الإسلامية؟ فالإستغلال لم يكن حكراً على شعب بعينه أو أمة٠
كتاب "معالم على الطريق" لسيد قطب هذيان ذكريات تاريخية منتقاة من عقلية كارها لنفسها ولمجتمعها٠ هذا الكتاب الذي كان ومازال بوصلة وهدى كل الإرهابيين، ومرجعهم الفكري والعقدي٠ القائم على الترهيب والتخويف وإغفال العقل النقدي، لصالح الشعوذات والخرافات ومحاصرة أي محاولة للتنوير من خلال التشويه والتحريض، من خلال خلق أدوات إخوانية لصناعة الكذب، التي شكلت في نظرهم سلطة الحق ووزعت على البشرية قيم ضالة تحمل في طياتها ثقافة القبور٠



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة ثقافة القبح للإخوان المسلمين
- الإخوان كذبة الإسلام هو الحل
- حماس ....طفح الكيل
- شخصية الإخواني...بهلوانية وأوهام لا تموت
- حماس كذبة وصدقناها
- نحت في الذاكرة
- إوار النار قصة الأسير ثائر حماد
- حماس/حكاية اللص الشاطر أبو زهري
- مسرحية حدث في الجنة
- كاريكاتير
- مسرحية بكرة وبعده
- أسئلة الهزيمة في الوعي العربي
- حماس أفيون الوطنية
- يا طالع الخوف لحسن الهضيبي
- أي مفهوم ودوافع للإخوان المسلمين في زمن التفكك العربي الشامل ...
- مصيدة الإخوان المسلمين للمعرفة
- الإخوان المسلمين كومبارس الظلام
- الإخوان المسلمين ذكريات لا مذكرات
- لويس عوض ذاكرة العرب التنويرية
- الإخوان المسلمين مذكرات محمد مهدي عاكف


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - الإخوان المسلمين شياطين الماضي.. شياطين الحاضر