أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - الإخوان المسلمين ذكريات لا مذكرات














المزيد.....

الإخوان المسلمين ذكريات لا مذكرات


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإخوان المسلمين
"ذكريات لا مذكرات...عمر التلمساني..فقه الذكورة"
لم أستطع التخلص من التصادم المستمر بشعوري بالخوف، وإستمر الخوف في داخلي، هذا الخوف كان في حالة اللاوعي، وأكف أن أعرف بوجوده لأنه تمت إزاحته إلى الطابق السفلي لحالتي النفسية.
لم يسمح له الحراس القائمون على حراسة عقلي بالخروج إلى الحرية، لكن لديه الحق في الخروج في الليل فقط، أو هكذا توهمت، وكأن الوعي مرتبط بالزمن.
لقد عشت هذا الخوف حياة ليلية في الأحلام التي غزتني، أما نهاراً وفي التصادم مع موضوع التخويف، فكان يظهر فقط كأعراض غير مفهومة وبشكل غير مباشر من شأنها أن تُحيّر أي طبيب.
كل ذلك كان بمثابة رد على فعل لقراءتي لكناب "المرشد" الثاني لجماعة الإخوان المسلمين( ذكريات لا مذكرات).
إنه ليس وهما غريزياً، إنه سيكولوجية الأحلام الذكورية التي بثها عمر التلمساني في كتابه وسرد ذكرياته، الذي لم يستطع مسك شبقه الذكوري عندما يأتي على ذكر المرأة، إنه الغوص في خيال جامح ترياقاً لخواء الروح، ولعب بالكلمات للتعببر عن هوسه بالغريزة الجنسية، بدت لعبة مستحلية ووسيلة مربكة وغير منطقية لإشباع رغبات مكبوتة تبدو صعبة المنال كما يقول سيغموند فرويد؛ ففي الأحلام كل الأشياء المستحيلة تتحّقق، تماماً كاسترجاع لغة منسية، ولو بوسيلة غير منطقية كما فعل التلمساني، ومع ذلك برع في البوح عن أحلامه المكبوتة على بياض الورق، لنقرأ ماذا قال: ( المرأة التي تؤمن بمساراتها بالرجل تفقد أنوثتها).
لقد قرات هذا التركيب النفسي والعقد النفسية للتلمساني، لم يكن المحرك الرئيس الخوف من المرأة، بل هناك قوى أخرى: الخبل العقلي، الغيرة، الفحولة المفرطة. هذه القوى أكثر فاعلية من كل ما كتبه كمرشد للإخوان: (أذكر اننى اشتريت في العام ١٩٣٦ جهاز للراديو "فيلبس" ماركة النحاس الباشا فسمعت المرحومة زوجتي غناء لرياض السنباطي فأعجبها، إن عليك أن تغلقي الراديو بمجرد سماعك لاسم السنباطي مغنياً أو ملحناً، فاستجابت دون تردد لما تعرفه من غيرتي عليها).
مشهداً من فانتازيا الواقع الإخواني ووحله انتصب أمامي، هراء ذكوري مسبّب للغيثان عندما يؤكد: (وأذكر هنا واقعة تتعلق بغيرتي عليها٠٠ فقد حدث لما قضيت في سجن عبدالناصر سبعة عشر عاما من أكتوبر (تشرين أول) ١٩٥٤ إلى يوليو (تموز) ١٩٧١ كانت نعم الزوجة الصابرة المحتسبة، ومّرت عشر سنوات في السجن لم أراها فيها؛ غيرة عليها أن يراها السجانون ومن معي من الاخوان).
وفي مناخ كهذا تشظّّت القيم والثقافة العامة بين ثقافة القبور التي روّج لها الإخوان المسلمين وعقدهم النفسية تجاه المرأة، وبقيت الصورة النمطية للأنثى دون وعي أنها جزء من المجتمع وليست وعاء لتفريغ غرائزهم، إن التخلص من هذه الأصفاد جعله يقول: (وظلت بعد الزواج ملازمة للبيت حوالى سبعة عشر عاماً لا تخرج لزيارة أهلها أو حضور عزاء أو تهنئة إلا في سيارة ولم تركب طول تلك السنين تراماً ولا أتوبيساً أو تمشي في الطريق على قدميها لأني كنت شديد الغيرة عليها)٠
المرأة!!!.... هي الكلمة المغرقة في شهوة التلمساني، الممتعة والبرّاقة بحدودها الضيقة البيولوجية حسب تصوراته اليوتيوبية: (وكنت قد أعطيت تعليماتي لوكيل مكتبي ألا يدخل على إمراة بمفردها لا بد وأن يدخل معها إلى مكتبي).
ويُكمل عمر التلمساني سرده لذكرياته عن المرأة، ويبدو إنغماسه في بحور جسدها وتضاريسها قد أكسبه مخزونا وافراً من التعابير الذكورية الشهوانية وخيالات ذات حساسية فحولية في التعامل معها: (إنني لا أستطيع أن أنظر الى إمراة في وجهها أو أحدق النظر إليها بل إني لا أحب الحديث الى النساء).
هذه المرأة التي عرفها التلمساني ويُعرّفها، تقلص دورها بغرفة النوم وجدرانها وأركانها، وكأن سقوفها تكاد تطبق على رأسه، كلمة المرأة تبدو له شائكة ملتبسة: (ولما حضرت مؤتمر للنساء في دولة الإمارات كنت أعجب من جرأة بعض السيدات في توجيه الأسئلة التى كنت أجيب عليها في لف ودوران).
هذه المرأة في عقل عمر التلمساني "مرشد الإخوان المسلمين" وهو في حالة فعل، والفعل يستلزم فاعلاً ومفعول به، وبالتالي المرأة هي المفعول بها، يعني ذلك أن عقل التلمساني جنسوي بإمتياز.
وضع التلمساني العقل في إطار تذكر جسد المرأة، الذي يستنبط افكاره الإخوانية التي من خلالها سيقيم خلافة للمسلمين!
كما وضع التلمساني في كتابه "ذكريات لا مذكرات" ما يمكن تسميته بغرائز الحكومة الإخوانية التي يصبو للوصول لها.
عمر التلمساني في كتابه "ذكريات لا مذكرات" لم يصادر فقط من يختلف معه، بل فعل ما هو أكثر؛ طالب أن يكون المجتمع "الإسلامي" الذي يدعو له، مجتمع يكون على رأي واحد وفكر واحد بحيث لا يعرف غيره ولا يعترف بالآخر، فإذا جاء رأي أخر مختلف تعامل معه بمنطق التكفير، فالآخرون هم بالضرورة كفرة، لأنهم يخرجون عن الإجماع الإخواني والرأي الواحد للقطيع٠٠٠ وعقلية القطيع تعتبر تنوع الأراء "بلبلة فكرية" والبلبلة جريمة.
وهنا لابد من إثارة سؤال: ما قول الإخوان المسلمين فيما قاله الخليفة علي: القرأن "حمّال أوجه" والسنة كذلك؟ ولقد كان أصحاب عليّ يحرّضون على دم معاوية وقتاله، ويقدمون طليعة هائلة من الأيات والأحاديث- هي نفس الأيات والأحاديث التي كان يحرّض بها أصحاب معاوية على دم عليّ وقتاله.
ومن سوء الطالع أن يقع المجتمع في براثين أفكار الإخوان المسلمين، ويؤكد التاريخ من الشواهد القديمة والحديثة، أن الحكومات التي حكمت الناس باسم الدين سواء في المسيحية أو في الإسلام كانت أسوأ مَثَل للحكم الردىء المطلق.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لويس عوض ذاكرة العرب التنويرية
- الإخوان المسلمين مذكرات محمد مهدي عاكف
- ذاكرة لم تنطفئ نائل البرغوثي
- أوكوزيون الإخوان المسلمين في الوطن العربي
- كذبة اسمها الإخوان
- الإخوان المسلمين سؤال الماضي..سؤال الحاضر
- المثقفون والإسلام
- الإسلام السياسي متسول للحياة
- الإسلام السياسي فاقد الذاكرة
- عطر الحياة وقصص أخرى للقاص الأسير سائد سلامة
- للسجن مذاق آخر/ نصوص أسامة الأشقر
- أيام الرمادة نواف العامر
- رواية ستائر العتمة وليد الهودلي
- رواية تحت عين القمر معتز الهيموني
- رسائل في التجربة الاعتقالية وائل الجاغوب
- رواية الجهة السابعة كمال أبو حنيش
- ماء زهر_ محمد كناعنة
- آخر قبلة في السجن قتيبة مسلم/أبو حمدي
- مسيرة أبو حمدية شهيد الأسر والكرامة
- رواية خسوف بدر الدين للكاتب باسم خندقي


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - الإخوان المسلمين ذكريات لا مذكرات