أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - الإخوان المسلمين سؤال الماضي..سؤال الحاضر














المزيد.....

الإخوان المسلمين سؤال الماضي..سؤال الحاضر


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإخوان المسلمين
سؤال الماضي٠٠٠ سؤال الحاضر
لقد فتح الإسلام السياسي بعنوانه الأبرز" الإخوان المسلمين" الذاكرة السوداء للتاريخ العربي الإسلامي على مدى نصف قرن من التعامل المفرط في الغباء مع الشعوب العربية، بدء من مصر والجزائر وتونس والمغرب العربي ومصر ولبنان والعراق وفلسطين بالطبع كانت تحصيلا حاصلا.
وإستنادًا إلى واقعنا اليوم نحن العرب، يمكن الإعتقاد إن الهيمنة الدينية الإخوانية على الفكر والثقافة والعادات الإجتماعية باتت من الموروث الشعبي، فأصبحنا نسمع عرس إسلامي، وأدب إسلامي، وفكر إسلامي، هذه المصادرة في عُمقْها هي مُصادرةٌ للحياة؛ تَعزلُها عن الواقع والأشياء وكذلك عن الإنسان، وهو عَزْلٌ يَتضمّن إلغاء للخيالِ والمخّيلة، وليس إلغاء المخّيلة إلاّ شكلاً آخرا مِن أشكالِ إلغاء الواقع.

ومما ينتجُ أيضا عن هذه المصادرة أسر الالفاظ المعرفية في مَدْلولات واحدة للجهل لإن الإخوان المسلمين أقنعوا العامة على أنهم -الإخوان- هم وعاء المعرفة في الدنيا والدين.
ويتضمن هذا الوعاء إبداع ماضٍ غير موجود إلا في عقولهم الصدئة، فالغزو يصبح فتح، وفرض الأتاوات فريضة إسلامية، وفي ذات الوقت يتم السكوت عن جرائم الخلافات"الاسلامية" التي حكمت العالم العربي باسم الدين، فثورة "الزنج" في العهد العباسي لا يتم ذكرها في أدبياتهم لا من قريب ولا من بعيد، لأنها ببساطة خروج على ولي الأمر حسب رؤيتهم العرمرمية، أما نبش قبور خلفاء الأمويين وتعليق عظامهم من قِبل العباسيين عمل جليل، وهنا ليس مهم ذكر اسماء من فعلوا ذلك، لإنه نهج سياسي وما الاسماء إلا عبيد لهذا السلوك، وحرق كتب ابن رشد فعل مستتر لا يجب ذكره، وبوصلتهم في صناعة ثقافة المسكوت عنه، المقولة التالية: ( لعن الله الفتنة ومن أيقظها)، فسؤال الماضي يصبح فتنة، ويعني ذلك قتل ابن المقفع والتشنيع بجثته عمل أخلاقي، وإذا تجرأ أحد وسأل لماذا قُتل بهذه الطريقة البشعة، يصبح هذا السؤال من المحرمات٠ ولكن الأكثر خطورة في الماضي الإخواني، أننا نفاجأ بجهل قادتهم السياسيين وفقهائهم جهلًا حقيقيًا.

لم يحدث في تاريخ البشرية قط، أن كان للتاريخ دوره البارز في تاريخ الشعوب، مثلما كان دوره في تاريخ الإخوان المسلمين، فالتاريخ بالنسبة للإخوان المسلمين استغفال للعقول، والإخوان المسلمين هم ابنة هذا التاريخ، فلو قام احد على سبيل المثال وأخرج من كتب التاريخ عن كيفية سقوط الشام على يد المغول؟ وعرف أن من غزا الشام اعلان إسلامه، ومارس ابشع أنواع الكذب، على اهل العراق الذين كانوا عماد جيشه، وابلغهم ان أهل الشام لا يقيمون الصلاة ولا يأتون الزكاة، وهنا أكرر لا يهم اسم من غزا من قادة التتر لأن هذا نهجهم وما هم إلا خدم لهذا النهج، وعندما احتل التتر الشام وفعلوا ما فعلوا، تم قطع رؤوس كل القادة العرب الذين كانوا في جيش التتر، وإلى الآن لم يتم قراءة هذا التاريخ من قبل الإسلام السياسي، وأولهم الإخوان المسلمين.

أليست هذه مصادرة للتاريخ من قِبل الإخوان المسلمين؟ هو سؤال الحاضر أي تغييب التاريخ بكل تفاصيله وتصويره جنة كما يفعل الإخوان المسلمين، إن ما يفعلونه هو إبتكار دائم للجهل، وتوليد هوية مستلبة بعيدة كل البعد عن المعرفة، وسمتها الكراهية والبغض ورفض المُختلف وتفكيره بطبيعة الحال.

ولو عُدنا إلى الماضي القريب وقمنا بتنشيط ذاكرتنا، وذكرنا أحداث العنف ضد المسيحيين في التسعينات من القرن الماضي(٢٨ حادثاً)، كانت في معظمها ضمن العمليات الإرهاببة التي ارتكبتها جماعات العنف الإسلامي، فحينها لم تصدر جماعة الإخوان المسلمين أي بيان يندد بهذا العنف ضد الإنسان بغض النظر عن معتقده، والسبب عن إمتناع الإخوان المسلمين التنديد؛ لأن احد اهم مراجعهم "الشيخ" محمد الغزالي يقول( إن وطن المسلم هو عقيدته وأن حكومة المسلم هي شريعته)، وبالتالي لا يُعقل التنديد بالقتل من قِبل الإخوان المسلمين، لأنهم حسب مرجعيتهم الغزالي هذا واجب شرعي.

خلاصة القول إن "الإخوان المسلمين" آفة العصر وقد جيروا كل العصور لمصلحتهم وأظن أن هذه الآفة عابرة للعصور ما لم ينهض العقل العربي.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون والإسلام
- الإسلام السياسي متسول للحياة
- الإسلام السياسي فاقد الذاكرة
- عطر الحياة وقصص أخرى للقاص الأسير سائد سلامة
- للسجن مذاق آخر/ نصوص أسامة الأشقر
- أيام الرمادة نواف العامر
- رواية ستائر العتمة وليد الهودلي
- رواية تحت عين القمر معتز الهيموني
- رسائل في التجربة الاعتقالية وائل الجاغوب
- رواية الجهة السابعة كمال أبو حنيش
- ماء زهر_ محمد كناعنة
- آخر قبلة في السجن قتيبة مسلم/أبو حمدي
- مسيرة أبو حمدية شهيد الأسر والكرامة
- رواية خسوف بدر الدين للكاتب باسم خندقي
- رواية الشهيدة للأسير جمال علي جابر
- الكتابة معجزة العاشق_قراءة نقدية في رواية تحيا حين تغنى للأس ...
- بصمات في الصحافة الاعتقالية _تجربة إعلامية خلف قضبان الأسر ل ...
- المجلة العلمية لمركز دراسات الحرية للأسرى_قراءة تحليلية
- رنين القيد للأسير عنان زاهي الشلبي
- المرأة الفلسطينية_ صرخة الحياة في وجه السجان الإسرائيلي


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - الإخوان المسلمين سؤال الماضي..سؤال الحاضر