أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - عطر الحياة وقصص أخرى للقاص الأسير سائد سلامة














المزيد.....

عطر الحياة وقصص أخرى للقاص الأسير سائد سلامة


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 14:06
المحور: الادب والفن
    


أسرى الحرية يضيئون الحياة
مجموعة قصصية

" ينتظر فرح لا اسم له"



لماذا يكتب الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الأسرائيلي؟ هل لأن الزمن متقطع؟ أو لأن الرؤية ناقصة وضيقة والفلسطيني تقلّص وأضمحل؟ أم تُرى ينبعث من الإبداع ليرسم حياة جديدة خلف قضبان السجن؟ أم هل لأن السجان قليلٌ ومحدودٌ لا يمكن تقاسمه؟ أم لأن الذين بلعوا كل شيء ما ابقوا لغيرهم إلا ظلال الحرمان يتمرغون فيها ويَثحُون التراب فوق الأرض تحت اللحد؟ أم كما قال النِّفّري: " كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة"؟

سائد سلامة القاص الفلسطيني الأسير في سجون الأحتلال الأسرائيلي، تجاوز العبارة والرؤية في مجموعته القصصية " عطر الإرادة"، الصادرة عن دار الرعاة في رام الله - دار جسور في عمان - 2018، وقص علينا على بياض الورق في معتقله قصص قصيرة، كانت نافدذة حريته وبوابته المشرعة على الحياة.

سائد سلامة من مواليد القدس 17/ 11/ 1976 - حائز على شهادة البكالوريس في الكمياء من جامعة القدس "كلية العلوم والتكنولوجيا".

أعتقل في انتفاضة الأقصى (30/3/2001) بتهمة مقاومة الإحتلال الإسرائيلي! يمضي حكما بالسجن الفعلي لمدة 24 عاماً في زنازين الإحتلال، أمضى منها 18 عاما حتى الآن.

المكان في فن القص هو حيز تواجد الشخوص والأشياء، أيضا هو البعد الظاهر/ الخفي في العمل، ثم هو من عناصر التجسيد لجملة الأفكار والرؤى لدى القاص، إنه إذن البوتقة التي بها وفيها تكمن الأفكار والمشاعر وتبرز من خلاله الأحداث والصراعات بين الإنسان ونفسه، بينه وبين الآخر بل مع الأشياء من حوله، ويعرض سائد سلامة في قصته " اللقاء المنتظر"، ( إننا نفرح لأن فرحنا يعني فرح ذواتنا، آبائنا المتعطشين للحرية، هكذا أخبرني أبي، إن فرحنا أمل وهذا الأمل نبثُّه إلى آبائنا خلف القضبان حتى يعودوا إلينا ص38)0

لذا نجد القاص سلامة قد وظف المكان كبعد ظاهر "فرضا" بمعنى المرئي المتاح داخل قصصه حيث ينهض القاص- قدر كفاءته - على إعادة خلق الأماكن واستحضارها في ذهن القارئ كما فعل في قصته "حُب في زمن الحرمان"، ( جلس إلى الطاولة في المطبخ، واخذ يرشف قهوته، كان مأَخوذًا وسائحًا في عالمه الخاص، وتحول إلى فسحةٍ تحوى عناصر البهجة والسرور، مذاق القهوة المُرّ بعث في روحه نشوةً ما، جعلته ينفلت من إسار حالته المُعتادة، فللقهوة المُرَّة مذاق فريد لا تضاهيه أيةُ لذة عنده ص56 57).

هذا الاستحضار عكس المسرح الذي هو فن المساحة - أما الفن القصصي خاصة يحيلنا إلى بعض الأماكن دون غيرها التي لها مدلولاتها المتميزة، كما في قصة " كأَنني تحررت" ( كانت هذه آخر عبارات التذُّمر التي تناهت إلى مسمعي، قبل أن أندس في فراشي وأذهب في نومي العميق الذي قطعه العَدُّ الصباحي ص92).

أكثر تلك الأماكن شدا للانتباه هو" السجن"، لذا فان الحرية ثرية بما يسمى مجازا ( المكان/ الفكرة) أو ( اللفظة/ الفكرة) أو ( الحادثة / الفكرة) بما يعني أن جملة المشاعر المكثفة التي توحي بها تلك الأماكن أو الألفاظ أو الأحداث مثل قصة"عطر الإرادة"،(حيث الجدار الزجاجي يفصل بين وجهين، ويوحّد وجعين كان يمور تواليا على ضفتيهما، وكانا يتسربان فيه بحكم التآلف ص128).

ولعل من أهم الخصائص الفنية والتكنيكية للسمات الوظيفية للقصة القصيرة في المعتقل هي:

1 غالبا ما تكون المفردات اللغوية موحة، حادة، مباشرة، وصفية مثل، ( الظلمة،الغضب، ألم، الهجران).
2 التعبير البسيط المباشر، ولأنه يشير إلى الأضداد فيبدو بليغا بلاغة خاصة: ( رغبة عارمة، فَتح عينيه وتمطّى متثائبّا، وعلى نحو مباغت أطلق سؤال الأختبار، الهيبة سيدة الموقف).

المعتقل بين الأستاتيكية والديناميكية 000 أن ذلك الحيز الضيق المسمى المعتقل يشي للوهلة الأولى بالأستاتيكية المملة التي قد تشوب العمل القصصي 000 إلا أن القاص سائد سلامة نجح من خلق مونولوج وديالوج وحلم واستخدام التذكر وغيره يحيلنا إلى ديناميكية حقيقية تنزع فورا صفة الملل عن ذلك الأدب - أدب السجون.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للسجن مذاق آخر/ نصوص أسامة الأشقر
- أيام الرمادة نواف العامر
- رواية ستائر العتمة وليد الهودلي
- رواية تحت عين القمر معتز الهيموني
- رسائل في التجربة الاعتقالية وائل الجاغوب
- رواية الجهة السابعة كمال أبو حنيش
- ماء زهر_ محمد كناعنة
- آخر قبلة في السجن قتيبة مسلم/أبو حمدي
- مسيرة أبو حمدية شهيد الأسر والكرامة
- رواية خسوف بدر الدين للكاتب باسم خندقي
- رواية الشهيدة للأسير جمال علي جابر
- الكتابة معجزة العاشق_قراءة نقدية في رواية تحيا حين تغنى للأس ...
- بصمات في الصحافة الاعتقالية _تجربة إعلامية خلف قضبان الأسر ل ...
- المجلة العلمية لمركز دراسات الحرية للأسرى_قراءة تحليلية
- رنين القيد للأسير عنان زاهي الشلبي
- المرأة الفلسطينية_ صرخة الحياة في وجه السجان الإسرائيلي
- سلطة الإحتلال الناعمة في محو الذاكرة الوطنية
- رواية الخرزة للأسير منذر مفلح
- عن الشجن وأشياء أخرى_مجموعة شعرية للأسير ناصر أبو سرور
- ترانيم اليمامة_مذكرات أسيرات محررات


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - عطر الحياة وقصص أخرى للقاص الأسير سائد سلامة