أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - أيام الرمادة نواف العامر














المزيد.....

أيام الرمادة نواف العامر


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7560 - 2023 / 3 / 24 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


أسرى الحرية يضيؤن الحياة
أيام الرماد ٠٠٠ حكايات خلف القضبان
نواف العامر
( في حضرة الحقيقة)
سليم النجار

نواف العامر من مواليد قليل الملاصقة لنابلس في العام ١٩٦٢
متزوج وأب لثمانية مناصفة بين الإناث والذكور، ويحمل شهادة الدبلوم في المحاسبة من الكلية المتوسطة بالعاصمة الأردنية - عمان ١٩٨٢.

أعتقل في سجون الإحتلال الإسرائيلي لعدة مرات بينها مرتين في الإعتقال الإداري سيء الصيت.

أحس وهو يتقدم نحو المحكة الإسرائيلية بأنه يفعل شيئا للمرة الأولى في حياته، فعمره عمر أيام المعتقل الإسرائيلي، ومع ذلك لم يذهب مرة واحدة الى قسم شرطة٠

أخذ يعيد حساباته من هنا وهناك، فلم يصل الى شيء، سوى إنه فلسطيني عبر عن انتمائه لوطنه، فكافأه الإسرائيلي بالسجن.

تتسع مساحة القلق، وهو لا يعرف للأمر مصدرا أو سببا، حتى لحظة دخوله المعتقل، وعندما عرف كيف حدث ذلك، كتب أيام الرمادة- حكايات خلف القضبان.

ولكل كاتب تقاليده الخاصة عندما يراود الكلمات وينطوي في لجّتها ذاهلا مأخوذا، فكان المعتقل الإسرائيلي عالمه.

بين البداية والنهاية٠ أملى نواف العامر جدولا دفّاقا من الصفحات الحساسة، وكانت له إطلالات والتفاتات إلى أنواع كتابة المقال من داخل المعتقل، والتي ستلعب دورا في قادم الأيام في الثقافة العربية، وتأسيسا خصوصا إذا ما أخذنا في الحسبان أنه خفض الأسلوب التقليدي وطرح على المشهد الإبداعي العربي نموذجا له وقعٌ وجرس ومزايا.

وما من ثورة في المعنى والتحديث لا تصاحبها وتجانسها، في قليل أو كثير، ثورة في المبنى والمِعْمار،
فأيام الرمادة- حكايات خلف القصبان، هي حكايات تتحدث في هموم مختلفة، ستبقى مرآة متوجهة لمعاناة المعتقل الفلسطيني، التي تُنتهك آداميته على مدار الساعة، كما العامر في مقاله "رسالة إلى نملة" ("هجوم كاسح" كانت حملة النمل التي تستهدف غرفتنا الإعتقالية، كل شيء في الأنحاء مستهدف، الخبز، السكر، الحلويات، العصير، البسكويت، والساكر، سرب من النمل في الإتجاهين، وتغدو في نسق رتيب عجيب غريب ص٣٧).

ولسان حال كلماته تشي بالقول، إني لَظالِمٌ للخق ولنفسي حين أحفل بهذه الضفادع البائسة التي تملأ جو فلسطين نقيقا، ومالذي يمنعني حين تتثقل عليّ عِشْرة الضفادع، أن أنسلّ من بينها كما تنسلّ الشعرة من العجين، فأخلو لكلماتي التي تجلت بعنوان" صائد الروس"،( في الطريق عائدا الى مجدو، أصابه الدوار والإعياء بسبب ارتفاع في صغط دمه، نقل للعيادة، الطبيبة المشرفة من أصل روسي، عرف جنسيتها من سحنتها فألقى التحية بالروسية، استمعت إليه قليلا، طلبت على الفور نقله إلى مجدو بسيارة وعدم مرافقة البوسطة لساعات أخرى، وقد كان ص٨٩).

يستهل العامر مقاله "بصاق" بالحديث عن مخلوقات صغيرة، تزقزق للوجع، كأنها موسيقى الموت الأخير، كأنها سمعت كلها جرسا خفيا من داخل نفسها يصحّيها من نوم القاتل، المستمع بالتعذيب كمثافقة بين الجلاّد والتاريخ المصنوع من الأكاذيب، الأمر الذي جعلهم، قتلة محترفون على أرضنا، لكن رسالة المعتقل الفلسطيني جاءت على شكل مغاير يُثير الدهشة، لنقرأ كيف صَوَرَ العامر في مقاله "بصاق" ( لم يملك المحتل سوى الاحتجاج لقادة الإضراب ( كيف تبصقون على اللحم المشوي إنها نعمة الله تعالى، "الردُ بصقة اخرى على أرضية الساحة يمسحها الأسير بحذائه ٠٠٠٠٠٠ لغة جديدة ص٩٧).

هناك حكاية بلا أحداث كثيرة، إن حملت أفكارا كبيرة وحوارا جميلا اتصف بها العامر، إذ يتسلل برقّة وعذوبة، مقالٌ إثر مقال، لا يمكن إلا أن تعترف باتصالها وتَعاقُبها، وليس في استطاعتك أن تُسقِط منها شيئا، لأنه عندئذٍ يتعثر السياق والسؤال فهل استطاع العامر أن يجعل القرّاء "يقرأون"، إذا ما قرأنا جزءً من مقاله المعنون "حديث الصورة" ( قال لي أحد الأسرى، أنّ بعض من عايشهم أصابتهم حالة تشبه الإدمان بالحديث مع الصورة، كنا نظن به المسّ والمرض النفسي، لكن الحقيقة كانت مرة، بعضهم كان به الهوس النفسي والحالة المتحطمة، لم تحتمل ذرات قلبه المحنة والفراق، يحدث نفسه يضحك دونما سبب، ختم صديقي حديثه بقوله "للصورة حديث لا يعقله إلا العالمون" ص٧٩)٠



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ستائر العتمة وليد الهودلي
- رواية تحت عين القمر معتز الهيموني
- رسائل في التجربة الاعتقالية وائل الجاغوب
- رواية الجهة السابعة كمال أبو حنيش
- ماء زهر_ محمد كناعنة
- آخر قبلة في السجن قتيبة مسلم/أبو حمدي
- مسيرة أبو حمدية شهيد الأسر والكرامة
- رواية خسوف بدر الدين للكاتب باسم خندقي
- رواية الشهيدة للأسير جمال علي جابر
- الكتابة معجزة العاشق_قراءة نقدية في رواية تحيا حين تغنى للأس ...
- بصمات في الصحافة الاعتقالية _تجربة إعلامية خلف قضبان الأسر ل ...
- المجلة العلمية لمركز دراسات الحرية للأسرى_قراءة تحليلية
- رنين القيد للأسير عنان زاهي الشلبي
- المرأة الفلسطينية_ صرخة الحياة في وجه السجان الإسرائيلي
- سلطة الإحتلال الناعمة في محو الذاكرة الوطنية
- رواية الخرزة للأسير منذر مفلح
- عن الشجن وأشياء أخرى_مجموعة شعرية للأسير ناصر أبو سرور
- ترانيم اليمامة_مذكرات أسيرات محررات
- ترانيم_ مذكرات أسيرات محررات
- قصص عين الجبل للأسير الكاتب محمد الطوس ( فيلسوفا وإنسانا)


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - أيام الرمادة نواف العامر