أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية ستائر العتمة وليد الهودلي














المزيد.....

رواية ستائر العتمة وليد الهودلي


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7559 - 2023 / 3 / 23 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


رواية ستائر العتمة
وليد الهودلي تسعون يوماً من المواجهة الملتهبة في زنازين بني صهيون
اصدار المؤسسة الفلسطينية للارشاد القومي - ٢٠٠٣
( راية الموت)

سليم النجار
صهرت نفسَه الآلام، فخلق من مرارة المعتقل الإسرائيلي الجمال، وقدّم الأسير المحرر وليد الهودلي، رواية فلسطينية مميزة للرواية العربية، حالة روائية توحي ولا تقرّر، تفجر الوعي واللاوعي معا.

البحث عن "ستائر العتمة" يشبه البحث عن جوهرة في غابة وسط ليل السؤال والضياع، ترى بريق الجوهرة وظلال شجرتها، لكنّك لا تقبض عليها كلّها، لأنها في غيابها هي حاضرة، ولأنّ في حضورها شيئا دائم الغياب.

ولاشك أنّ لهذه الجوهرة وقعاً مميزاً، له من القديم نسغ الجذور ومن الجديد نغمات الرمز الساخر، وهل يستطيع ناقد أن يتجاهل غنى الحالة الروائية الفلسطينية التي تُكتب في زنازنين الإسرائيلي؟ والتي فجّرها وليد الهودلي وهو يتلاعب بأسنان اللغة وينقّبها من سوس التقليد ويحقنها بالمدى الغريب، العجيب المؤثّر، العميق والمدهش.

فمظهر المعتقل الفلسطيني كفارس من فرسان الحركة، سريع الانتقال من الايقاعات البليدة إلى الموسيقى التي تبعث إلى الانتشاء، (ويا لها من لحظات عظيمة يتربع فيها صوت الرصاص على رؤوس الظالمين ص٨).

يَرْكب الكاتب وليد الهودلي اللغة كما يركب الخيل، ويلاحقها كأنه يلعب كرة المضرب، ويقف في هيكلها متأملاً شأنه، لحظة كأنه يلعب الشطرنج،( خطوات على اليمين، ثم اليسار، ثم الدخول في إحدى غرف التحقيق ٠٠ رفٌع عن عينيه السواد القاتم، حملق حوله، حتى إذا اتضحت الصورة، وجد المحقق يبتسم له ابتسامة صفراء، اجاد نشرها على وجه الأرعن ص٣٥٣٦).

يٌصور الروائي وليد الهودلي المعتقل الفلسطيني مُمتلئ بالحياة في سياق دائم مع أمور عدّة: الثورة والحب، الموت والحياة، الدنيا والآخرة، اللذة المكتئبة والحلم الجارح،( عاد عامر إلى أعماق نفسه بعد هذا الحوار الساخن ٠٠ سبحانك ربي ما أرحمك ٠٠ على المرء أن يكون حذراً من كل مخلوق يقابله في هذه الزنازين فعلا:" الثقة لا تلغي الحذر" ص١٢٥).
جسد وليد الهودلي في روايته" سائر العتمة" ذاته جامعاً من التناقضات الغنية ومن الأحلام الدافقة الدائمة الخصوبة، لم يعش لكلامٍ موزون مقفّى، بل عاش رواية المعتقل الإسرائيلي، ولم يعش لحياة عاديّة، بل عاش للآتي المستحيل،( مهما كانت قبيحة ٠٠ ولكن إلى متى سيبقى هذا البنيان صامداً ٠٠ أنا متأكد، حسب خبراتي في الدوافع الإنسانية، في علم النفس، أن انهيار أمثال هذا الرجل صعب للغاية ص٧١ ٧٢).

واللافت أن هذه الجوهرة- " الذات الفلسطينية" الدائمة الحضور كانت تحلم دائماً بالغياب الراعب٠ ذَوَّب قلبَها هاجسُ الموت، الهاجس الحقّ الذي عرف أن كل قطع الزمان الأخرى أوهام تفككها الأيام فتتلاشى وتنحلّ،(في اليوم الثمانين لاعتقال عامر، سحبوه من زنزانته العتيدة ٠٠ وضعوا على عينيه نظارتهم السوداء، وانطلق معهم دون أن يودع من رافقته هذه الأيام العصبية٠٠ سار في سرادبيهم قليلاً، ثم وجد نفسه تحت نفخات الهواء الطلق ص١٢٩).
هنا روائي يوحي ولايُسهب، يكتب حرّا ولايسف، يفكر بحيوية وله سفر في حقول المجاز،( وغرق في صمته طويلاً٠٠ استلقى على ظهره ٠٠ شبك أصابع يديه خلف رأسه ٠٠ ركّز على نقطة معينة في السقف ٠٠ ساعة؟ ساعتين ثلاثةص١٧ ١٨).

رواية " ستائر العتمة" يتعشّقها الحالمون والرواة، فتلذّ لهم رموزها ويجذبهم وضوح ما يغلّفها من إبهام، فما يبدو مغلقاً أمام الأعين العادية يبدو مفتوحاً على آفاق التحرر والانعتاق من هذه الظلمة الإسرائيلية من قِبل الكاتب وليد الهودلي، الذي كتب روايته، رواية الحياة الأنسانية التي يجب أن يحيا فيها الفلسطيني دون أن يرفع راية الموت٠



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تحت عين القمر معتز الهيموني
- رسائل في التجربة الاعتقالية وائل الجاغوب
- رواية الجهة السابعة كمال أبو حنيش
- ماء زهر_ محمد كناعنة
- آخر قبلة في السجن قتيبة مسلم/أبو حمدي
- مسيرة أبو حمدية شهيد الأسر والكرامة
- رواية خسوف بدر الدين للكاتب باسم خندقي
- رواية الشهيدة للأسير جمال علي جابر
- الكتابة معجزة العاشق_قراءة نقدية في رواية تحيا حين تغنى للأس ...
- بصمات في الصحافة الاعتقالية _تجربة إعلامية خلف قضبان الأسر ل ...
- المجلة العلمية لمركز دراسات الحرية للأسرى_قراءة تحليلية
- رنين القيد للأسير عنان زاهي الشلبي
- المرأة الفلسطينية_ صرخة الحياة في وجه السجان الإسرائيلي
- سلطة الإحتلال الناعمة في محو الذاكرة الوطنية
- رواية الخرزة للأسير منذر مفلح
- عن الشجن وأشياء أخرى_مجموعة شعرية للأسير ناصر أبو سرور
- ترانيم اليمامة_مذكرات أسيرات محررات
- ترانيم_ مذكرات أسيرات محررات
- قصص عين الجبل للأسير الكاتب محمد الطوس ( فيلسوفا وإنسانا)
- رسائل إلى قمر_شظايا سيرة للأسير حسام زهدي شاهين


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية ستائر العتمة وليد الهودلي