أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - المثقفون والإسلام














المزيد.....

المثقفون والإسلام


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعلى سبيل الذكرى، وفي بداية شبابي السياسي الوطني كطالب فلسطيني يدرس في ثانوية الفحاحيل- الكويت، إلتقيت مدرس التربية الدينية الكويتي وما زلت أذكر أنه من عائلة الدبوس، فطلبت منه موعدا لأوضح له حقيقة الثورة الفلسطينية وحماقة الإخوان المسلمين ومن خلفهم حزب التحرير في التعامل مع القضية الفلسطينية وذلك دفعاً للتشويه الذي لحق بها في ذلك الوقت.
حدد لي موعداً بسرعة، فالتقيته في ديوانيته، وهي مكان يتجمع بها أحباب وأصدقاء صاحب الديوانية، وهي عادة إجتماعية كويتية، وطال الحديث بيننا، ووصل الى الدين والتدين والقضية الفلسطينية، فقال مدّرس الدين عن عدم حماسه للتظاهر بأننا نحن في الشرق عموما متدينون نؤمن بالقضاء والقدر وان الله هو الفاعل لكل شيء، من المطر الى الصحو ومن خصب الموسم الزراعي الى المحل ومن ارتفاع اسعار المواد التموينية الى انخفاضها، فلماذا ندّعي أننا نخاف من إرادة الله بالتظاهر؟ عقبت على سؤاله لأننا نقرأ ونستمع لمثقفي" الإسلام" وعلى وجه التحديد الإخوان المسلمين الذين يرددون كالببغاء بأن الإسلام هو الحل، واردفت قائلاً بهذه المقولة المنتشرة كالنار في الهشيم، تم تخدير الشعوب بعد أن سرقوا عقولهم بتوظيف الدين لإقناع الفقراء بأنهم سيدخلون الجنة قبل الأغنياء! هنا عقّب مدّرس الدين، بأن العقل سمي عقلاً لأنه يعقل، أي يبيح الحركة المدروسة غير الضارة ويمنع الجنوح والتطرف، هنا تدخلت بعنفوان الشباب وتساءلت هل من العقل ان يتسيد أصحاب اللحى صدارة الإرشاد والنصح لا لشيء إلا لكونهم من الإخوان المسلمين؟ فابتسم مدرس الدين قائلاً مشكلة الإخوان المسلمين أنهم ادخلوا النص المقدس في زواريب الأيديولوجيا حرصاً على الدين كما يدّعون. وعجتبني كلمات مدرس الدين فقلت له هذا يعني أن الأخوان المسلمين سيسوا الدين، واعطوا لأنفسهم الحق في ممارسة التفكير والتفسير ضمن منظورهم الخاص بهم، وقاموا بإلهاء الناس بتوافه الأمور، ومارسوا ابشع الأدوار في تغييب العقل، مستشهداً بمأثور من ادبياتهم كالقول "أعقل وتوكل" والمقصود منها عندهم "اقعد وتوكل".
ولو حاولنا إشغال العقل قليلا لعرفنا ان قراءة النص بهذه الصورة وبصيغة "اقعد وتوكل" يعني أن لا تسعى الى رزقك لأن الله يرزقك، وهو يرزق ولكن بشرط السعي، ولذا فالصحيح "أعقل وتوكل".

اصغى مدرس الدين والتفت الى ساعته وقال: لقد استقبلتك قبل الموعد بعشر دقائق لياقة لأنك وصلت، وسأودعك مضطراً بعد ربع ساعة من نهاية الموعد، لأن روّاد الديوانية بدأوا بالتوافد وهذه المواضيع لا تعنيهم٠

ذهبت الى حال سبيلي، وأنا اتساءل بمرارة هل حوّلت حركة الإخوان المسلمين الدين بتصرفاتها الى ما يشبه النهائيات الإيديولوجية والعقدية المقفلة في وجه البحث والنظر، والى ضواغط وعوائق وعقد مستعصية وأعطال دائمة؟ مما يجعل التخلف على اساس التحيز لحركتهم سائغاً وجميلاً وعادلاً ويجعل التقدم والتطور على اساس مدني قائم على العدل والمساواة والحرية والشراكة، قبحاً وجوراً وكفراً !!



#سليم_النجار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي متسول للحياة
- الإسلام السياسي فاقد الذاكرة
- عطر الحياة وقصص أخرى للقاص الأسير سائد سلامة
- للسجن مذاق آخر/ نصوص أسامة الأشقر
- أيام الرمادة نواف العامر
- رواية ستائر العتمة وليد الهودلي
- رواية تحت عين القمر معتز الهيموني
- رسائل في التجربة الاعتقالية وائل الجاغوب
- رواية الجهة السابعة كمال أبو حنيش
- ماء زهر_ محمد كناعنة
- آخر قبلة في السجن قتيبة مسلم/أبو حمدي
- مسيرة أبو حمدية شهيد الأسر والكرامة
- رواية خسوف بدر الدين للكاتب باسم خندقي
- رواية الشهيدة للأسير جمال علي جابر
- الكتابة معجزة العاشق_قراءة نقدية في رواية تحيا حين تغنى للأس ...
- بصمات في الصحافة الاعتقالية _تجربة إعلامية خلف قضبان الأسر ل ...
- المجلة العلمية لمركز دراسات الحرية للأسرى_قراءة تحليلية
- رنين القيد للأسير عنان زاهي الشلبي
- المرأة الفلسطينية_ صرخة الحياة في وجه السجان الإسرائيلي
- سلطة الإحتلال الناعمة في محو الذاكرة الوطنية


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - المثقفون والإسلام