أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية أغثني














المزيد.....

رواية أغثني


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 13:40
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية لرواية أغثني بقلم /سليم النجار
" النهر طفل هائل لن ينتهي به المطاف البتّة ان يحافظ على طيوره . " جنفييف أميو

مع انبلاج الصباح تلمس قلمي هذا البياض ؛ يصحو العالم تحت الشراشف ؛ تميط الأرض اللئام عن جروحها ؛ وتكشف عن سرتها ؛ تشرق الشمس ؛ والإوز لايأبه بذلك . وكان لسان حاله يقول " أغَثِني " هكذا استطيع البدء بالقراءة النقدية لرواية " أغَثِني " للكاتبة نهى حمدالله ؛ كأنها بحر يتدفق إلى الداخل ؛ يعاني من وطأة البشر ؛ تحفر عشاً في عين الوجع وهو يسحب الأيام على ذاكرتها ؛ أبداً لا يمكن للصقيع أن يكسر الوحدة . هذه حكاية نور بطلة الرواية ؛ فهي حكاية شعبية التي تشكل نمطاً حكائياً متميزاً ؛ خلاصة القول الكاتبة تؤسس للمتلقي المنهج الوظيفي الذي يعرف بوظيفة الحكاية والغاية منها ؛ إلى جانب المنهج الموضوعي الذي يرصد موضوعة الحكاية والغاية منها ؛ فضلاً عن المنهج المورفولوجي الذي يركز على البناء الداخلي للحكاية ؛ وفي حقيقة الأمر ان الكاتبة كتبت روايتان متدخلتان ؛ لبناء نص رواء مندمج في حكاية واحدة جوهرها العذاب ؛ بمعنى الأنسان بطبه حكاء ؛ يسرد ما يشعر به ؛ خاصة إذا كان هذا الشعور تتجلى صوره بأشع أنواع العذاب ؛ وبما إنّ الكائن البشري حكّاء ويعشق الحكي كما سبقت وقلت ؛ وهذه حقيقة انثربولوجية ؛ بدأ بالحكاية وعرّج على الشعر مادام البسيط يسبق المركب تاريخياً وهو ما لاحظناه بانتهائه إلى الحكاية المقفاة ؛ وبذات الخلفية تقريباً ؛ اشتغلت نهى حمدالله ؛ إذ رسمت حكايتها بالعجب والغرابة وإثارة الإدهاش والخارق والبعيد عن المعقول ومنطق الواقع وكشف المجهول ؛ " تلك فرحة لقاء تناغمت ... مع إيقاع غصّة أوجعت ... ص٢٤٢" .

وبين الافتتاح والاختتام ؛ تروي الكاتبة وفق منطق السببية بنيتها الدرامية فترد محكومة بالتعارض بين الخير والشر ؛ الحب والكره ؛ الود والضغينة ؛ في حين تتوسل الأحداث الحكائية من حيث ورودها الثغرة والملخص ؛ ( اي منطق انتخاب الأهم من الوقائع ) ؛ ثمّ المشهد والتبطئ المصحوب عادة بالوصف ؛ " لو كانت التضحية روحاً تمشي بين الناس ؛ لكانت امرأة نبيلة من ذهب ... لاتتوقّف عن البكاء ... في قلبها جَبَلُ أحُد ... ومن وجهها يُضيء القمر ص١٨٩ ". كما وظفت نهى الحكاية بنائيّا في غاية البساطة وفق السهم الحكائي التالي ( عذاب ؛ حروب ؛ موت ؛ انتقام ) ؛ ولكنْ على الرغم من بساطة وقائعها المتخيلة فهي تحيل على وقائع اجتماعية معروفة في مجتمعاتنا العربية ؛ " - اين ستأخذني اليوم ياعادل ؟

- إذن انتِ زوجةٌ مُتطلّبة على ما يبدو . ص٤٨" .

هذه الحكاية تأنيث الخوف والعنف ؛ أذ اسندت الكاتبة هذا الوصف إلى الرجل الذي يكبر الطفل الذكر وفي داخله خوف من المرأة ؛ لأنها اقترنت لديه من الإخصاء الأخلاقي ؛ جرّاء رغبتها الدفينة في امتلاك إنسانيتها .

عند هذا المستوى ؛ يحق لنا التساؤل عن هذه المفارقة : لماذا هذه الازدواجية التي تسم الانثى بكونها تعطي الحياة وتنذر بالكشف ؛ " هواجس همستْ لها بالسعادة : حتمّا هذا الطفل سيغير قدرنا معاً ص١٥١" .

لكن هذا الانطباع الأول للحكاية ؛ وهل يعني هذا انّ كشف المرأة لحكاية الرجل شيء مستحيل ؟ ؛ " ويثور دمّا ليُحمر وجهه ؛ ويهزّ قلبَه خفقًا عجيبًا . شعور الأبوّة يُقَشعِر جلده ؛ ويُجري في أطرافه خدرًا . ص١٥٢" . السؤال هل حقاً سيتولد عداء بعد لحظات ؛ وان العداء مصدره الضياع لعادل ؟ ؛ "لكن اهله لمْ يَستقبلوا ذاك الخبر بسرور . طفلٌ على الطريق ... ( لقيط المشاعر ) .. لايدري مَن يلتقطه ؛ أهي أذرع الحب الفاشل ... امْ أحضان الرفض والاستنكار . ص١٥٢" .

في الواقع رواية اَغثِني تحارب فكرة استنساخ المرأة الضلع الأعوج ؛ وأنها مصدر المشكلات ؛ بما فيها الإغراء الجنسي ؛ وكأنها بلا وعي ؛ وكان تاريخ المرأة الكوني لا يمتلك التماعات مضيئة ( زنوبيا تدمر ؛ بلقيس سبأ ؛ واللائحة تطول ) .



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي
- رواية جدائل الصبر للكاتبة إيمان كريمين
- سليماني شهيد القدس ،غزة ناكرة للجميل
- هفاف الخوف شعر أحمد عارضة
- الدم الفلسطيني في غزة ليل الفضائيات
- اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية
- رواية حكاية صابر للأسير محمود عيسى
- حماس حقيبة بلا يد
- فتنة الموقف في رواية كويت بغداد عمان
- سماسرة الجهل
- حمار الحراسة حين يغفو!
- الثقافة العربية بين حانا ومانا
- مفكرون بلا حدود
- الإعلام بين الإنحياز والموضوعية
- الإخوان المسلمين على طريق جهنم
- غسان كنفاني رعد ونحن بلا أمطار
- هواجس في ذكرى استشهاد صلاح خلف أبو إياد
- الإخوان المسلمين شياطين الماضي.. شياطين الحاضر
- فلسفة ثقافة القبح للإخوان المسلمين
- الإخوان كذبة الإسلام هو الحل


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - رواية أغثني