أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - ملحمة الخلاص في عالم موبوء














المزيد.....

ملحمة الخلاص في عالم موبوء


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


(ملحمة الخلاص في عالم موبوء) .. صخب الخوف
بقلم سليم النجار

زمان رواية «ملحمة الخلاص في عالم موبوء» للكاتبة لمى عذاربة (الصادرة عن دار هبة ناشرون وموزعون/ عمان، في ١١٢ صفحة من القطع الصغيرة) ومكانها؛ هما ماض قريب بعيد الحدث قريب «زمن الكورونا»، والحكاية بعيدة موغلة في نفس بشرية تصلح على أن تكون أنموذجا لإنسان العصر، فكانت هذه الشخصية ضحية النّسيان والتّعويض، من أجل عدم تكرار «الملهاة الإنسانية»، «انا.. ليس أنا.. ليس هذا الدواء الذي إذا تجرعت مرارته وصلت إلى بر الأمان» (ص٧١).

المكان دَفقُ الحكاية وهي تنمو وتلتفُ ارتدادًا حول محورها، يستدعي الوقائع الرّابضة في الأعماق المعتمة كفوانيس تضيء حاضر الحكي فتنجلي الخبايا وتكون معتمة الكشف في المنعطف بعد المنعطف؛ «هل الأرض كانت بحاجة إلى هذا الصمت بعد ضوضائها؟ أم هذه الأرض سقطت محمومة على سرير المرض؛ ويحاول العالم أجمع أن يجعلها تصح وتتداوى؟!» (ص١٤).

والزّمانُ رحلةٌ؛ بل حيوات تتعانق وتتنافر، تلتحم وتنفصل، فاتحتها أيام جائحة الكورونا المنفلتُ ومنتهاها فاتحة حياة جديدة، ميلاد موقف وسفر إلى رحلة التمرد؛ «إنني في مواجهة نفسي الجديدة ذاتي التي انقلبت؛ أنا لم تعد تلك الأنا السابقة» (ص١٠١).

والرّحلةُ من ضوء إلى قتام تمضي، ومن قتام إلى ظلام أحمر قانٍ، موتى يوصون بالحياة وهم يروْن جوهر الحياة؛ يندمون على الخطايا ويرجون لو تعد بهم إلى الحياة أقدارٌ ليعدّلوا الأختبار. «ربما أكثر ما يؤلمنا بالمجهول هو جهلنا التعامل معه والتكيف بوجوده» (ص١٦).
اما الذين يطلبون ظلام الحاضر وحرائقه الآن وغدا؛ فهم ضحايا ذلك الماضي؛ بل صنيعته الغافلون عن وضعهم البشريّ أو شرطهم الإنسانيّ.
هو/ القدر/ الخطيئة؛ وإن سها عنه البعض ورامّ عنه جبنا ويُطلان كيان عفلةً ودناءة طبْع؛ «اختلاف عنا؛ فنحتاج وعيا ونضجا بأنفسنا وبه حتى نستطيع من إقامة علاقة حقيقية وصادقة ومستمرة وتحمل وتضفي على وجودنا معنى» (ص٩٦).

مسمار آخر يُدقّ في جدار القصّ؛ وحبالٌ تشدّ إليه؛ وأنفاس تلهثُ أرواح توشك أن تنطفئ اختناقا. والأملُ؟ خلاص مفتوح على المُمكنات؛ احتمال ينمو ويضمر في ثنايا الحكاية باستمرار؛ «أعدت شريط حياتي راجعت كل ما مضى في سبيل أن أجد طرف خيط يدلني على بداية الطريق ولكنني كذلك لم أجد شيئا لم تكن حياتي سوى حياة اعتيادية كما المعظم في مجتمعي» (ص٧٤).

يبدو الخطاب الرّوائي لرواية «ملحمة الخلاص في عالم موبوء» للكاتبة لمى عذاربه، الساخر ضمن هذا المستوى خطابا إيهامية؛ يوهم بالأمر ونقيضه؛ أيُّ الصّوتين المتن أو المركز؛ وأيُّهما الهامش؟ أنحن إزاء مرافعة تسمح ببعض القصّ أم إزاء قصّ يسمح ببعض المرافعة؟ هذا ما سنترك للقارئ إكتشافه.

ورغم ذلك يمكن القول أن القص الهازل يتسرّب بين أعطاف المرافعة؛ والمرافعة يُخرجها ذلك القص عن حدودها نحو السّخرية والألم. فكلاهما ملتبس بالآخر تلبس العامل النحويّ بوظيفته؛ حتّى أن غريماس يعتبر النّصّ القصصي - في هذا السياق - جملة كبيرة ينهض فيها العامل الروائي - هنا تتحول الجملة القصصية إلى روائية بفعل توظيف السخرية كحكاية وليست لقطة عابرة في سياق فكرة، فالسارد والكاتبة لمى يسيران كلُّ منهما في منعطف مضادّ للآخر. ذلك أن الأحداث في الرّواية تجري لا بما يشتهي الرّاوي؛ بل بما تريد المؤلفة؛ مما يجعل العمل الرّوائي لا يبرح بنية الوجع. الضحية في الرّواية ليست ضربا من المخاتلة التي تجعل قصّتها تلك مجرّد دالّ لمداليل شتّى.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية هكذا صرت ملاكا
- رواية مرايا للكاتبة نسرين الحمود
- رواية الحب ثالثا وأخيرا
- رواية ابنة السفير
- رواية التي كانت أنا
- رواية حنظلة
- رواية أدراج الإسكافية للكاتبة فداء الحديد
- رواية سهام أبو عواد
- رواية محطات على قارعة الزمن
- تعبت الروح أيها العاشق للكاتبة عواطف الكنعاني
- رواية وقتلت مرتين
- رواية مطارح سحر ملص
- الرصاصة 666 محاكمة التاريخ وإعادة صياغته
- الرواية النسوية في الأردن
- قنابل الجهاد الإسلامي سيارة للأجرة
- رواية أغثني
- رواية ظل الغراب للكاتب سعيد الصالحي
- رواية جدائل الصبر للكاتبة إيمان كريمين
- سليماني شهيد القدس ،غزة ناكرة للجميل
- هفاف الخوف شعر أحمد عارضة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - ملحمة الخلاص في عالم موبوء