|
*البوكر : -لعبة الحظ - و -تغريب- الأعمال الجديرة !
لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 7621 - 2023 / 5 / 24 - 07:13
المحور:
الادب والفن
——
…لستُ بمجنون أو بمعقد أو بمتطرف -لما - مذ زمن و أنا أقول مرددا أن الرداءة و الانحطاط و الخراب مسّ الساحة الأدبية و الثقافية.. و لست من المغالين في موقفي من مصداقية ( الجوائز و المسابقات العالمية و العربية).. و كنتُ أقول أن أغلب الأعمال التي تمّ تكريمها في العشريتين الأخيرتين هي أعمال ليست بالضرورة أحسن منتوج إبداعي أدبي سواء ما يتعلق بجائزة نوبل أو بتلك الجوائز العربية المستحدثة ك ( كتارا ) و (البوكر ) و غيرها من المسابقات لتزكية أحسن المنجزات الفكرية الأدبية الروائية .. -و لا يحرجني إذا قلت لكم لما اصطدم بهذه العبارة اكاد أن أنفجر بالضحك و السخرية من هوية المسابقة التسويقية ( الجائزة العالمية للرواية العربية )… و هو محاولة تسويقية منافساتية واضحة التوهّم لجعل المتلقي يعتقد أنها جائزة ( نوبل ) العربية !.. -احترازاتي و موقفي و تحفظاتي من هكذا جوائز سببه ضياع المصداقية ؛ من حيث هوية اللجان أولا ، من حيث الغموض و الكواليس التي تتم فيها هكذا تصفيات و انتقاءات و اختيارات و لن أطيل في سرد نقاط عدة متعلقة بالتحكيم و انتفاء قرائن مقنعة تفضي بمدى مصداقية التحكيم .. -الرواية (تغريبة القافر) الفائزة بهكذا جائزة ( البوكر) لعام 2023 لصاحبها العُماني ( زهران القاسمي) استفزت بشكل محسوس الرأي العام و المتابعين للمشهد من الكتاب و المبدعين و الملاحظين .. لكن الاستفزاز لهذه المرة كان أكثر حدة من نتائج الطبعات السابقة معتبرين أن الرواية الأخيرة بعيدة كل البعد بمستواها كي تحظى بالتتويج و تنال لقب أحسن عمل روائي عربي ( عالمي بمنطق الموهومين لأنفسهم !)..و هناك من أثار قضية المحاباة و تشويه أصحاب المال ل ( نُبل) و قدر الجائزة نظريا و النّيل من شرف الأدب العربي -واقعيا - بعد هكذا تلاعب بالتقييم الحقيقي لأفضل عصارات الطرح الروائي المتوزعة من المحيط إلى الخليج !… -نوبل أولى الجوائز مذ تأسيسها التي فقدت بريقها شيئا فشيئا نظرا لتخبطها في العشريتين الأخيرتين في كثير من القضايا الأخلاقية ناهيكم عن ضبابية آليات اختيار الأعمال الفائزة و تفرّد دول معينة في انتزاعها للجائزة !.في نوبل كمؤسسة فساد عظيم لا يعلمه العامة !.. - إذا تحدثنا عن الفساد في وطننا العربي فالأمر يبدو قدراً محتوما و لا يمكن لهكذا قطاع و مجال ( الأدب و جوائزه ) أن يسلم و ينأى عن ( جو و فضاء و سياقات متعفنة بالفساد ) التي تجثم على المشهد العام … *هكذا وضع و هكذا مشهد مأساوي يخطئ باستمرار في اختيار -اختيارا فعليا و نزيها - للأعمال الجديرة باعتمادها كأحسن عصارات السرد الروائي العربي يدلّ للأسف على احتضار أخلاقي قبل الاحتضار الإبداعي أمام تفشي البدائل السردية المعتمدة على العبث و إثارة فتن فكرية و ايديولوجية داخل مجتمعاتنا بسبب صعود جيل من الكتاب ( ماسخ ) حتى لا أقول ممسوخ متنصّل تماما عن الأصالة و التراث و القيم و للطروحات الفلسفية العميقة لتنشئة وعي جماعي مجتمعي حقيقي صلب من شأنه رد و ردع فكريا كل ثقافة هدّامة لمجتمعاتنا !. *و كأن الصدفة الللفظية التي جمعت بين هذه الجائزة الإماراتية العربية ( البوكر) Booker Prize و لعبة الأوراق القِمارية ( البوكر Poker ) ليست بريئة و أن ثمة علاقة ما -بضربات الحظ - أثناء المجازفة بعمل روائي أدبي و الزج به بين أيدي جهات لا نعرف عنها شيئا ، لا أصلها و لا فصلها و لا اتجاهاتها و لا شيء ما عدا أولئك الذين تربطهم ( حميميات و صداقات و وساطات و مصالح لا يعلمها إلا أصحاب ( اللعبة و التلاعب ) بقيمة الرواية العربية الحقيقية .. -على كل فإن لعبة الحظ نجحت مع "زهران القاسمي ".. و الله أعلم إذا كان الأمر متعلق بمجرّد ( الزهر =الحظ ) أو هناك تفاصيل كواليسية مُرتّبة مسبقا يجهلها الرأي العام و الوسط الأدبي!… *كم هو قبيح وجه عالمنا اليوم حتى في المجالات التي كنا نتوقع أن نرى فيها جمال أنفسنا و أرواحنا صار عالم الأدب بكل تفاصيله متعفنا هو الآخر و القبح و الفساد عنوانه !!. —- *)كاتب، مترجم، مفكر، إعلامي، مصوّر فوتوغرافي ، تشكيلي ، و مدير نشر-تحرير صحيفة ( الفيصل)، باريس . -باريس الكبرى جنوبا 23/5/23
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
*أفكار: الكلمة ، الخيمياء و الفلسفة النقيضة !
-
* الصبّار .. و حياة سعيدة *1! (مقاطع ملحمة سردية …)
-
*أفكار: /وُجُوهٌ Faces يومئذ … Ce jour-là, il y aura des v
...
-
*أفكار: أصدقاؤكَ هم أنتَ و أنتَ هُم؛ إمّا باقة ورد جميلة أو
...
-
*حول تجربة الكتابة و النشر في الوطن العربي( المتحوّلون) : ال
...
-
ملف/ فكريات و سرديات : رؤى مختلفة من مفكّرتي الخاصة
-
*من الأمثال الشعبية الجزائرية، كلب السلوڨي و الذّيب!
-
*فاكهة الملوك!
-
موج البحر هدّته أملاح سباخي
-
* الكيان يسلبنا نصف الهوية ، بل كل الهوية!
-
*من قلبِ الصّخرة
-
أفكار: متشرّدون، ضائعون بلا سكن!
-
*من الحياة: القدر؛ أو الليلة التي أحييتُ فيها النساء جميعاً!
-
*هل تدرون … أبي هو من أهلي ! ؟
-
*أُمي عن ظهر و عن قلب*!
-
*أفكار: اغتراب الروح و الفكر
-
* -الأفيون- البديل - أو خشخاش الأصدقاء- الأزرق!
-
من تجربة الكِتابة ، أفكار عدة حول كُتّاب الحياة البديلة:أسوا
...
-
من مفكرة الإلكترونية: مجموعة خواطر و سرديات تعبيرية
-
*أفكار : تشخيص الأزرق الآسر !
المزيد.....
-
-لن تصدق عينيك-.. شبيه الفنان محمد رمضان يثير جدلا وحيرة واس
...
-
بوتين يزور أكاديمية الفنون القتالية في سوتشي
-
بعد فيلم كليوباترا.. -الأفروسنتريك- تثير أزمة مصرية هولندية
...
-
النساء يتولين زمام الأمور في جزيرة كارباثوس اليونانية
-
جورجيا ميلوني.. ترجمة خاطئة لكلامها تضع الرئاسة التونسية في
...
-
رواية -قيامة جميلة- بين سوريا والجزائر.. أسطورة الحب منجاةً
...
-
في غزة.. عرض مخلفات الحرب الأخيرة مع إسرائيل وجداريات رسمها
...
-
استطلاع رأي: بوشكين وبولغاكوف ودوستويفسكي يتصدرون قائمة المف
...
-
رحيل المفكر المصري محمد الجوادي
-
ابتلعت حشرة أسكتتها عن الغناء.. شاهد رد فعل تايلور سويفت أما
...
المزيد.....
-
-تذكرتان إلى صفورية- النكبة، التشتت والهوية
/ رياض كامل
-
لعبة الصبر / قصص قصيرة
/ محمد عبد حسن
-
مسرحية -لسانها-
/ رياض ممدوح جمال
-
الموت لا يزال أرواحًا في أعمال (لورانس دوريل -رباعيات الاسكن
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الخطاب التاريخي المضمر في رواية "حتى يطمئن قلبي" للكاتب ال
...
/ حبيبة عرسلان – أسماء بن التومي
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة طلال
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
كتاب حكايات وذكريات الكاتب السيد حافظ كيف تصبح كاتبًا مشهور
...
/ السيد حافظ
-
نقد الخطاب المفارق، السرد النسوي بين النظرية والتطبيق
/ هويدا صالح
-
رواية للفتيان قمر من سماء عالية
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
التاريخ السياسي للحركة السريالية (1919-1969) بقلم:كارول رينو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|