لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 08:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
-حتى و لو كانت حياتهم ( واقعا) مليئة بالواجبات و القضايا و المسائل الشخصية الكثيرة فإن الشعور بالملل و الفراغ و ربما التوتّر النفسي و يحسون بنقص شيء مهمّ جدا يعدّل حالتهم ؛ إذا لم ( تصدر ) هواتفهم في كل دقيقة و زمن متقارب " أهازيج الوهم " = تلك الإشارات الضوئية و الأكوستيكية على مدار الساعة .. تلك التنبيهات الإخطارات الصوتية و الصامتة لوفود رسائل من رحم ( الأزرق المارق )… -ربما يفرّون إلى هذا العالم اللاموجود و اللاملموس و اللاحقيقي للتخلّص من أعباء و تراكمات و رتابة ( الوجود المادي لهم ).. مهما حاولتَ ملء حياتهم بأمور جادة و موضوعية و هادفة و متضادة مع العبث بالوقت فلن يرضون و لن تهدأ أنفسهم إلا إذا حُرِّك فيهم في كل لحظة (شغف الانتظار) لاستقبال رنات و -اهتزازات أكوستيكية - لهواتفهم بنظرهم تنقذهم من الوحدة و الاكتئاب و تشعرهم بالجديد من تفاهات ( التواصل و الدردشات !) العابثة بيومياتهم المتشابهة ( أو هكذا يرونها هم ) ، فكل رنة إشعار و إخطار بمجيء رسالة جديدة أو برسائل متتابعة لدردشة ( مِسنجرية) مثلا تعطيهم الانطباع بالأمان اللحظي من مغبة ثقل و تعقيد الحياة .. لهذا لا و لن يشفوا من مرض إدمان انتظار ( الموالي من (التفاصيل الخاصة المتبادلة ) ثم الموالي ثم الموالي إلى ما نهاية من الوقت أو إلى أن يغفون) ليعيدون الكرة مع طلوع نهار اليوم الموالي …إنه ( -الفراغ المرضي - بفعل الوقوع في إدمان الأزرق و أضوائه الخضراء المضلّلة للحقيقة في غابة الفيس و أخواته ) لأنه عمليا و واقعا ليس فراغا حقيقيا يبرر هكذا سلوك !.كل الأشياء التي نستخدمها أو نستهلكها إذا تجاوزنا الحدود المعقولة في تناولها أو استخدامها تنقلب إلى أضدادها !.
—-
*باريس الكبرى جنوبا
6/4/23
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟