لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 00:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
-تفلطَن على طريقته : لخضر خلفاوي*
——
-قرأتُ "أفلاطون " و فقهت معظم فكره و أنا تلميذا (مراهقا) في الإعدادية من السنة الأولى إلى الثالثة .. و عندما استوعبت نظرياته ، أذكر لمّا احتجت للمال لكي أضيفه إلى جمعية فريقي لكرة القدم التابع لحيّنا لشراء قمصان رياضية تحمّل شارة المنتخب الجزائري في الثمانينات -بعد حمّى فوز الجزائر على ألمانيا - ؛ جمعت كتب ( أفلاطون ) و ( قضايا فلسفية ) و ( دافينشي) و كتب عن ( الميتافيزيقا) و الأدب العربي الكلاسيكي ك ( المنفلوطي ) و ( طه حسين )، و (نجيب محفوظ ) و ( مَنيف) الرّاجل العملاق في السّرد ، آه من " مدن الملح " في منافي الخضر !و قرأت في الابتدائي قبل ذهابي للإكمالية لفيلسوف الحزن الملتزم بعمق الفكرة ( جبران ) و غيرها من الكتب التي التهمتها في ذلك العمر و بعتها كلها لزميلاتي النجيبات المحبّات للمطالعة ..الذكور كان معظمهم لا يأبهون بالمطالعة .. يفضلون الدوران حول الكرة ، بعض الإناث الذكيات يفضلن ركل الفكرة بفضول المطالعة مذ الصغر كي ينقلب إليهن المعنى و هو بصير بمكبوتاتهن !
***
الْيَوْم و أنا أتجوّل في السوق أبصرت هذا المنجز لـ ( أفلاطون ) يصارع في أكوام من السلع و زحام و مضايقة الأغراض التي لا علاقة لها بجمهوريات ( أفلاطون ) ،كان ثمن الكتاب ما يعادله من العملة الجزائرية لا يتعدى 600 دج ! فعدتُ بذاكرتي إلى طفولتي ، شعرت بنوستالجيا و بنوع من الندم و الشعور بأنّي أسأت لصديق و رفيق طفولتي ( المُفلطنة )… فاشتريته دون تردد لا لقراءة ما قرأته منذ عقود -قد أراجع بعض ما نسيته- ، لكن الغرض من فعلي هو أن اشتري نفسي في حضرة الحكمة و الفلسفة و اعتذر لـ ( أفلاطون) عن فعلتي تلك ذات عمر مضى و أنا الثالث الذي كان القلم مرفوعا عنه .. وددت في هذا الْيَوْم السّبتي أن اعتذر عن وجوده الآن مرميا بين أغراض سوق البراغيث الأوروبية !.
-السبت 14/1/2023
باريس الكُبرى جنوبا
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟