أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لخضر خلفاوي - *أُمي عن ظهر و عن قلب*!














المزيد.....

*أُمي عن ظهر و عن قلب*!


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


-كتب:لخضر خلفاوي*
—-
و أنا ابن السابعة التقمني ( الوادي) على مرأى
ابن عمّي مُرافقي ، ثم لفظني الوادي
"كلمةً" من ربّه أوحيتها أنا بدوري
إلى خنساء العرب
و جميع الثكالى من الأمّهات !
لقد نجوتُ من الغرق بعظمي
و جلدي الذي أحرقته باديتي
في عصر الظُلمات
كناية في اليقطين !
رأيتُ في منامي قبل رحيلك
أنّي تعاركت مع يقطينة عملاقة
و لمّا جرحتها دعت علي:
"ثَكَلتكَ أُمّكَ!"
أنا ميّتُ يا "أمّ خالد" الذي فنى قبلي !!
خمسون عاما فراق عنك
ألا يكفي بأن يعلنوا شهادة وفاتي !
*
أذكر كنتُ اجتاز -مجاز الوادي-
باتجاه بساتين أهلي الكادحين
كانت بساتيننا لا ينقصها اليقطين
لهذا كنت أعافه ..
الرؤى ، معدتي و ذوقي متخاصمون كلهم معه
رُبّما هي عقدة أزلية
جاءتني من "يونس" المخذول
بكفر قومه و ظلماتهم .
كنت أقول في نفسي
و أنا بين الحقول و البساتين
و خرير السواقي
و الماء المتدفق بفضل محركات
الضخ إلى أنابيب السقي:
ليتهم بذروا دموع أُمّي ههُنا !
لكنتُ أفضل بكثير من بُعادها ..
لو فعلوا لأصّدّقَنَ على كل ملاجئ الأيتام
نسخة من نسخِ أُمّي كي يتوقف
شقاء المحرومين !
فدموعي لا تنفع للبذر
فقد تُحرقُ كل البساتين ثم أُتّهمُ
بخلق السّباخ في الأراضي الخَصُوب
و بتحريض السّبخات و اجتياحها
لكل أخضر و يابس
و بتعميم القحط
و تفاقم الحاجة و المجاعات ..
***
"قيل كلُّ الأمّهات ..
-حُضن دافئ آمن- محفوظ عن ظهر قلب..
و قيل الأمّ هي الوفاء و التضحية
في كل الاتجاهات..
و إذا تركتك أمّك أو غّيبها الموت؛
فحتما من دون حضورها
لن تنموَ كورد "الأوركيدي" أو كزنبقة الوادي ..
أو ك "نرجس"..
و كما في الأساطير تتزوجكَ الشمس
عندما يولّى عنك وجه أبيك!
-اللعنة على الفراق يا أُمّي ..
بعد نصف قرن من معاركي
ها اللعّينة المنافقة "مرآتي"
تُفشي لي سرّ وجهي الثّائر العبوس
-لكم ذُهلت و فزعت و خُذلت ..
و بكيتُ لماّ رأَيتُني مجرّد انتصابة "صبّار"
أخضر يبدو متغطرس
تسنده أشواكه المهترئة
كحيوان النيّصْ..
شاعرُكِ يا أُمّي استعار مضطرا
من قفار باديتنا عطر النرجس..
يا أُمّي ذات طفولة لكثرة بكائي و حزني
على ضفاف (ملَاق*)
بكاَنِي الوادي حتى جفّت فيه
كل المسالك و المسارات
فتدفّقتُ أنا فيه حتى ينقشع غيم الحزن
و يهدأ روع الأيتام
و كيْ لا تموت فيهم ذكرى الأمّهات !
***
تعبتُ يا أمّي!!
اشتقت إلى (حضن ظهرك) و أنتِ مُقبلة
و إلى (ظهر حضنك) و أنتِ مدبرة
لكنّي كنتُ أراكِ دائما مُقبلة ..
أنتِ يا أُمّي في قلبي ،
مُقبلة، و مُقبلة، و مُقبلة
حتى لو غيّبتكِ المسافات ..
***
ويح وادينا يا أُمّي ..
ويح الوادي الذي أهداني زنبقة بيضاء
لم انتبه أنه كان يلهيني عنكِ
كي لا التفت خلفي
و أرى بأُمي يا أُمّي وجه الخراب
و المحرقة؛
عندما تآمروا ضدنا
و افترقنا دون رجعة
بألف وجعة
فرّقونا يا أُمّي للأبد
فرّقونا ..فرّقونا
عن ظهر قلب !

(…)
*) مقطع من -الجزء الثاني- للملحمة الشعرية ( مش-بهلول في باديتي) سردية تعبيرية من طفولة :لخضر خلفاوي
-باريس الكبرى جنوبا
4/5/23

**) وادي ملاق يعدّ من أهم الأودية التونسية / الجزائرية ، الجزء الأكبر و الأهم منه يتواجد في التراب التونسي و هو من أهم الأودية بعد " وادي مجردة " .. معروف بجفافه ( غير دائم السيلان) و بعدم استقرار منسوب مياهه ينتعش في فصل الشتاء و قد يفيض إذا كان فصلا ماطرا بشكل مكثف. ينبع وادي "ملاق " منطلقا من المدن الشرقية الجزائرية الحدودية مع التراب التونسي كمدينة ( العوينات -، و مسكيانة ) و يتوغّل شاقا التراب التونسي حتى ينتهي صبّه في بحر الأبيض المتوسط .



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *أفكار: اغتراب الروح و الفكر
- * -الأفيون- البديل - أو خشخاش الأصدقاء- الأزرق!
- من تجربة الكِتابة ، أفكار عدة حول كُتّاب الحياة البديلة:أسوا ...
- من مفكرة الإلكترونية: مجموعة خواطر و سرديات تعبيرية
- *أفكار : تشخيص الأزرق الآسر !
- *أفكار: نخب الغرب المختصة تدق ناقوس الخطر و تتباكى على ضحايا ...
- *أفكار : -الثامن 8 من مارس : عَيب المرأة السطحية المستمرّ !
- *كما ثيران -الكوريدا: ( مجموعة نصوص قصيرة من مفكرتي الإلكتر ...
- *أفكارPensées/Thoughts : معارك الأنا و وجود ال -هو- ! (من مف ...
- *انتشلتُ -أفلاطوني- من سوق ( البراغيث)!
- القَدّيس ضلال !
- *نصف العالم /*Un monde coupé en deux/ *A world cut in half!
- *حول تجربة الكتابة و صعاليكها: الخيمياء الشيطانبة التخريبية ...
- *-الكوغار- Cougar و الكَباب!
- *كلّنا متسوّلون!
- أفكار و رؤى « وجودية وجدانية » …
- *أصحاب النّار!
- نصوص قصيرة: خبز أمّي .. فيا داوود صلّ خلفي !
- *-أنا و طقوسي و - الزواحف الثديية الأَيرية الناطقة -!
- *انطباعات حول الكتابة: هوس القارئ بالكاتب أو القارئ الذي يقر ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لخضر خلفاوي - *أُمي عن ظهر و عن قلب*!