أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْأَحْلَام














المزيد.....

مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْأَحْلَام


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


الكأس يدور .. الليل يدور .. الرأس يدور .. بداية النهاية .. نهاية البداية .. عالم من صخب مَسِّ آلجنون .. ارتجاجات في المسام كلها .. الرأس يغدو بخارا .. مَمْشى النهار مسير الليل .. كوابيس في كل شبر من ما تبقى من روح في بدني .. وجهي ينفث الدخان والرأس عصارة خشخاش يدور كمروحة معلقة ببلادة في سقف واطئ تشلح الرطوبة محياه دون يبدي أو يعيد .. صورته الآن ساخطة متذمرة في المرآة تحيط به عدة أعقاب سجائر ملفوفة محروقة، هو في الوسط يتوسط مرمدة تُقْصَلُ في أحشائها أعمارُ مَن لا عمر له .. كل شيء كان يدخن .. منخره، فمه، أذناه، وآلعيناان .. النار يزند وهجها في الرأس الذي يزداد لهيبه آضطراما.قد أمسى مصيرُ الجدث محتوما.إنه مُزْدَرَدٌ لا محالة.مُـدَلَّى من جِمَالاتٍ صُفر حمر ينتحب صراخها آلرهيف في الهواء. مقلتان جاحظتان تحدجان الخواء الهباء اليباب السراب .. يزحف الدود يهيم الهوام يذوب الذباب .. تغضب شموسٌ لا تطفو في سمائها نجومُ.كل السبل واضحة كمحجة يهماء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا مَنْ ولده رحمه في خرقة بيضاء ... إن الذين يروون حكاية سماحة .. آه عفوا .. سماجة العالم هم في العادة مَنْ لا يحتسون حيواتهم كما يحتسيها الآخرون ... وفي آلأثر، كان قوم يمثلون حالة الهائمين على أنفسهم بحُداة بلا بعير يسوقون أطنان خيباتهم وراءهم أو قدامهم كما تَسُوقُ أبعارَ آلقماءة دون هداية قوائمُ سيزيفات جعلان ليسكاغابي في فياف وفلوات خالية .. وللنفس آحتراق، لحشاشتنا رمسٌ تعفوه أعاصير تذروه ريح بلا هداية .. وكان قوم يضربون مثلا لانتكاسة الأعمار بالنذير العريان، وأصله أن النذير الجادُّ المُغَوِّثُ يتعرى ينسلخ من ثوبه يمسكه بيديه يشير به ليلمع للرائين حتى تسبق رؤية الثوب سماع صوته الملهوف، وإن مثل هذي الدمن التي تلوكنا أظلافها خلقت فينا عدة عراة يصيحون بنذيرهم لا يسمعهم أحد، يحترق الصوت فيهم يشمرون يلوحون بأثوابهم فيحترق الشتات والكتان والفلاة والرواح والغداة والسَّراة يحترقون يستغيثون يستنجدون بعُراة آخرين تناسل العري فيهم يتوسلون بآلهة ومردة وغيلان وسَعَالٍ وشياطين وعفاريت ومواسم وأعياد يحترقون لا أحد يبالي لا أحد يصغي لا أحد يهتم بالشخص المريب تلتهم أحشاءه نيران الاستغاثة يمسي رمادا لا أحد يسمع لا أحد يرد .. مهزلة فعلا حكاية الفنيق .. يشرب العكر من الأمواه يأكل الطحالب ينق كضفادع المجاري في ليالي الشتاء المديدة وليس في رماده غير مزيد من آلرماد .. العين تكذب لا ترى غير هبائها والسديمَ، الأذن تكذب لا تسمع إلا طنين الخواء، الرأس غريب الوجه واليد واللسان، هائمون في يهماء، تائهون في ظلمات من بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب من فوقه ذكور قوامون يأمرون يطاعون ينهون يُسْتجاب لهم قدروا الخليقة حق قدرها فهم كالجيَح رابضون .. درن الجسم .. تَلَجُّنُ الجماجم .. خماج الأوباء في أسواق النخاسة .. خلا لهم الجو فليبيضوا وليصفروا وليشحجوا وليبولوا على أعقابهم ولْتَسْلَمْ لهم الهامات راكعة يقصلون رقابها يفصلونها عن حيوات لها كانت تشهق تزفر يا سادة لتكن مشيئتهم كما يشاؤون ففي القلب نار تلظى سيصلاها من يصلاها ترفض أن تخمد إلا إذا أتت على براثن خيبات السلالة كلها .. فلتدم لهم القوارع والقوارح وكل عام وهم في سقر السعير .. تَبا.. يبدو أن القهوة فعلتْ فعلها قبل أرتشف من سلافتها قُبْلة ما .. طقق طقق .. تهمس لي نيران جوانحي يهتف بي وجيبها .. حين سيقبل قدري هاتفا هذا موتك قابع يربض بالباب سأراه يراني أراكم كلكم تحيطون بجسدي الشفيف تنظرون في وجوم وأنا شَيخٌ ضعيف قَضَّ مضجعَه الأرقُ لن يبالي لن أبالي سأمد يدي إلى أشطانه خذني انتشلني من هبائي ارمني في أحضان عمريَ الأول هنااااك حيث يرتع الطفل الذي كنتُه في رحاب أفياء بلا ضفاف سأنتشي طائرا أغمض آلعينين أمضي على مهل تحسو مقلتاي حشاشة رمق روحي الأخيرة مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْأَحْلَام ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطسة تشرفياكوف
- اَلْأَمَازِيغِيّ
- أَجْطِيطْ إينُو
- وَداعًا سَأغادرُ نَحْوِي
- سُنُونُوَةُ نِيسَانَ
- هامش حول الإحساس بالزمن
- إِيدَامِّنْ نْتَقْبيلْتْ / دماء آلْقَبِيلَة
- لعبة آلقطْعان التي تعيش
- هِيَ أشْياء تحدثُ وكفى
- زُحَلُ وطَائرُ آلْعَسَلِ
- عيد شهيد
- لَمَّا تَمُوتُ آلْأُمْنِيَّااااتُ
- كورونيات
- أَغِيلَاسْ
- لَا خيارَ لَدَيْنَا
- طُفُولَةٌ بِلَا عَرِين
- مَوْتُ أَبِي آلْخَيْزُرَانِ
- مَارِسِ آلْجُنُونَ قَبْلَ يُمَارسَكَ آلْجُنُونُ
- طَبْلُ أُوسْكَار
- وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى آلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْأَحْلَام