أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - ديمقراطية الرئيس الأوحد














المزيد.....

ديمقراطية الرئيس الأوحد


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 00:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أغرب ما شهدته البلدان العربية منذ فجر الانقلابات العسكرية المتتالية في منتصف القرن الماضي، هو مسلسل الرئيس الأوحد والقائد الفذ، وصورته التي ظلت تتصدر العملات الورقية والمعدنية والصفحات الأولى في الجرائد اليومية، وأفكاره المنشورة في المقالاته الافتتاحية. تارة بعنوان (وصايا الأب القائد)، وتارة بعنوان (أقوال الزعيم)، وتارة أخرى بعنوان (من فكر القائد الضرورة). .
فقد تعرضت بلداننا إلى موجة من الانقلابات العسكرية في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان، حتى صارت تلك الانقلابات من الموضات السياسية المتكررة، التي تتغير فيها ألوان الأعلام وايقاعات السلام الجمهوري بعد كل إنقلاب، ثم تباينت الرتب العسكرية والنياشين الحربية التي تزين بدلة القائد المُلهم والفرعون المعظم. وصارت لدينا دولة يحكمها (عقيد)، ودولة يحكمها (مهيب ركن)، ودولة يحكمها (مشير)، وكان القاسم المشترك بينهم انهم ظلوا يحملون المزايا والألقاب التالية:-
- رئيس مجلس قيادة الثورة. .
- مظهره الأنيق بالزي العسكري، وبكل ما يحمله من نياشين وأوسمه منحها هو لنفسه. .
- ظهور صورته على وجه القمر عند اكتمال البدر. .
- استحواذه على درجة الأمين العام للحزب الحاكم. .
- استحواذ اولاده وابناء عمومته على الدرجات القيادية الخاصة. .
ومن القواسم المشتركة الأخرى انهم ظلوا ينتمون إلى المؤسسة العسكرية، بضمنهم الزعماء الذين لم يؤدوا خدمتهم الإلزامية. فتحولت على يدهم تشكيلات الجيش إلى منظمات حزبية ذات طابع عقائدي متشدد. منحوا فيها صلاحيات واسعة لأجهزة الاستخبارات العسكرية، التي لا تختلف كثيراً عن اجهزة الأمن والمخابرات. وأشاعوا الرعب والخوف بين صفوف الشعب على الصعيدين المدني والعسكرية. وتمادوا في تنفيذ عقوبات الإعدام رمياً بالرصاص، أو شنقاً حتى الموت، أو بأساليب شيطانية ممعنة في انتهاك حقوق الإنسان تمثلت بالمقابر الجماعية والإبادة بالكيماوي. وسخروا الأجهزة الإعلامية كلها لتلميع صورتهم، فالتلفزيونات تبدأ برامجها اليومية بالسلام الجمهوري وصورة القائد، وتنتهي بالسلام الجمهوري وصورة القائد. فقدموا للشعب صورة مزيفة للديمقراطية، أو بمعنى آخر: دكتاتورية مغلفة بديمقراطية كاذبة تضمن لهم البقاء على رأس السلطة الحاكمة، ففتحوا أبواب الترشح أمام أي معارض، لكنهم استنفروا الجيش والشرطة وعناصرهم الحزبية لتحقيق الفوز الكاسح بأرقام فلكية ساحقة، أما الذين سولت لهم انفسهم بالتنافس مع القائد الملهم فسيكون مصيرهم السجن مع الاعمال الشاقة، وهكذا فاز صدام حسين بنسبة: 100%، وفاز محمد حسني مبارك بنسبة: 88.6%. وفاز عبد العزيز بوتفليقة بنسبة: 90.2%، وفاز بشار الأسد بنسبة: 97.6%، وفاز اسماعيل عمر جيله في جيبوتي بنسبة: 100%، وفاز عمر البشير بنسبة 94%، وفاز علي عبدالله صالح بنسبة 77.17 %، وسوف يستمر رؤساء الجمهوريات في السنوات القادمة بالفوز المطلق في ظل الديمقراطية الفرعونية المدعومة عسكرياً وحزبياً. وقد تحول هؤلاء الآن إلى ديناصورات في العلوم والفنون والآداب، وخبراء في المشاريع الفاشلة، وتحولوا إلى فقهاء بالدين، بل اصبحوا مسؤولين عن القيم والمبادئ والأعراف الاجتماعية والقبلية، حتى اصبح كل منهم: هو الرئيس الأوحد، والمهندس الأول، والواعظ الأول، والمناضل الأول، والعبقري الأول، والمواطن السوبر. ويتعين على الشعب تقديم فروض الولاء والطاعة، والاصغاء والانصات إلى خطاباتهم اليومية المعادة على الرغم من الفقر والفوضى، وعلى الرغم من تدهور الاقتصاد، وفقدان العملات المالية قيمتها النقدية، وعلى الرغم من كل الهفوات والعثرات والاخفاقات. .
وبالروح بالدم نفديك يا دكتاتور. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تعود السودان إلى سابق عهدها
- الاجلاء عبر البحر الاحمر
- انتصارات أبواق التشهير
- معاييرنا المقلوبة في التعامل مع الخريجين
- عرّابو المافيات العربية
- من يهتم بسلامة السودانيين بعد الآن ؟
- أبطال السيرك السياسي بلا منازع
- العرب وحروبهم الانتحارية
- هل فسدت نفوس الناس ؟
- سلوكيات متناقضة بين الرافدين
- موظف بدرجة مُغتصب
- عيد أسود في السودان
- يوم الفتك العظيم
- أوجاعنا بعد سن التقاعد
- سياسيون بلا مروءة
- كواكب مبعثرة فوق سطح الأرض
- ثغرات رخوة استغلتها المخابرات
- وأحذر من صديقك ألف مرة
- الإصلاح في ثلاث خطوات مستعارة
- بين انفعالات غوتيريش وصمت أبو الغيط


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-سيطرة إيران على سفينة تضم جنودًا من إسرائيل ...
- أول ظهور لخامنئي منذ بدء الصراع بين إسرائيل وإيران
- أسوأ فيضانات منذ 46 سنة في سيتشوان الصينية مع ارتفاع قياسي ف ...
- ليبيا - صدمة وطلب أممي بتحقيق شفاف في الوفاة الغامضة لعبد ال ...
- إيلون ماسك يعلن تشكيل حزب سياسي جديد -حزب أمريكا- لـ-يعيد ال ...
- فرنسا لا تزال تأمل في بادرة إنسانية من الجزائر لإطلاق سراح ب ...
- كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟
- البلجيكي ياسبر فيليبسن يفوز بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدر ...
- عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يستهدف محطة تحلية مياه
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤيدين لـ-حركة العمل من أجل فلسطين- ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - ديمقراطية الرئيس الأوحد